عادي
فازت بجائزة أحسن أغنية موريتانية في 2007

بتي بنت أنكذي: الغناء العصري يعني الالتزام

01:51 صباحا
قراءة 4 دقائق
لشابة السمراء التي دخلت ربيعها العشرين، تبدو متواضعة إلى أقصى حد، هادئة، هدوءاً ينبئ عن ثقتها بنفسها وهي تخطو خطوة واثقة على درب الفن الموريتاني الذي دخلته بقوة وفرضت نفسها على الجمهور وحتى على نقاد الأغنية عندما قرروا أنها الفائزة بجائزة أحسن أغنية لسنة 2007 المقدمة من وزارة الثقافة الموريتانية.زاد الفوز من وهج الشابة الموهوبة الهادئة. وفتح لها سبيلا نحو النجومية في صحراء دأبت على تمجيد الأصوات الجميلة، وفتح أمامها في نفس الوقت باب تحد جديدا اسمه التطور واستمرار النجاح، وتقديم الأفضل.بتي بنت أنكذي، خصتنا بأول حوار صحافي تجريه في حياتها. وتحدثت عن الفن والموسيقا وأشياء أخرى. متى بدأت تغني؟- بشكل محترف سنة 2000 تقريبا، قبل ذلك ولدت في أسرة فنية، معروفة في أنحاء موريتانيا، فوالدي فنان ووالدتي فنانة، وكان من الطبيعي أن أبدأ منذ الصبا الاهتمام بالغناء والموسيقا.وفي 2000 بدأت بشكل جدي أستمع للأغاني المشهورة للفنانات الموريتانيات مثل الفنانة المعروفة عيشة بنت محمد أعلي، والفنانة الراحلة تكبير بنت الميداح. وكان والدي يسمعني الأشرطة وأتدرب بطريقتي الخاصة على أداء الأغاني.بعد ذلك كان بيني تعاون مع مؤسسة آفريميديا. وكنت أقوم بتسجيلات غنائية في استوديوهات المؤسسة، وكان ذلك بمثابة مدرسة تعلمت فيها ومرنت صوتي، ثم بدأت أغني أمام الجمهور في الحفلات الخاصة كالأعراس وغيرها، ثم بدأت أحيي الحفلات، وخلال كل ذلك كانت قدراتي الفنية تتطور، وكنت أسعى للتحسين في الأداء بالخصوص لأن الصوت الجميل لم يعد وحده كافيا في عالم أغنية اليوم، إذ إن الأداء يلعب دوراً مهماً في نجاح الفنان من فشله. ومتى كانت أول مرة تقفين فيها أمام جمهوري حقيقي؟- كان ذلك في الملعب الأولمبي بالعاصمة نواكشوط في ،2005 حيث أحييت إلى جانب مجموعة من الفنانين حفلا غنائيا استهدف توعية المجتمع حول بعض الأمور. هل شعرت بالإحراج وأنت تتقدمين إلى المنصة؟- كلا، حاولت أن أصعد وأغني وكأني أغني لنفسي، تصورت أن لا وجود للجمهور حتى لا أرتبك، وهكذا غنيت وأديت دوري من دون ارتباك وكان تفاعل الجمهور معي مشجعا وأعطاني المزيد من القوة والقناعة بما أفعل. تعرفين أن التنافس بين الفنانين مشكلة، فليس هناك فنان يقبل بالهزيمة، ألم تتخوفي من عدم الفوز بجائزة أحسن أغنية؟- أبدا، كنت أعرف أن الرهان على ثلاثة أشياء: أولا الصوت، وثانيا الأداء، وثالثا الكلمات الهادفة، ولهذا عملت حسابي، وقررت الدخول في المنافسة، وكنت مقتنعة بنزاهة لجنة التحكيم، وكان لدي إحساس بأنني سأفوز. ولهذا لم يتطلب مني إعداد الأغنية سوى يومين فقط للتلحين والتمرن والتسجيل. وبعدها سجلت الأغنية، وقدمتها للمسابقة، ولم اكتب على السي دي حتى اسمي. وبعد الفوز، هل شعرت باختلاف في مسيرتك؟- الجائزة تهمني معنويا ولا تهمني ماديا. في موريتانيا مدارس فنية لأي منها تنتمين؟- أنتمي للمدرسة التي عرفت بها أسرتي، وهي مدرسة معروفة هنا في موريتانيا بتميزها وخصوصيتها. من يكتب لك كلمات أغانيك؟- أغني كل كلمات تعجبني، ولا تعجبني إلا الكلمات الهادفة، أشعر أن الكلمة هدف ومسؤولية وليست لغوا في فراغ، غنيت للشاعر الطالب بونه ولد الشيخ، فهو الذي كتب لي أغنية الهوية والوحدة الوطنية التي شاركت بها في مسابقة الأغنية. ومن يلحن لك؟- ألحن لنفسي في أكثر الأحيان، عندما أسمع كلمات يأتيني اللحن، وأتعاون مع الفنان سيدينا ولد العالم أحيانا. لأي نوع من التطوير في الأغنية تميلين؟- أنا أميل للتطور بصفة عامة لأنه سنة في الحياة، ولكن مع ذلك أسعى لتطور ليس منقطعا عن الجذور، أعني أنني أسعى لتطوير في الأغنية الموريتانية يبقيها ضمن دائرة التراث، ما هو سائد اليوم هو أداء أشوار (مقامات) بشكل سريع مرتجل فقط.وأعتقد أن المطورين محليا وخارجيا أهملوا شريحة مهمة من المجتمع، فهم يغنون فقط للشباب، والفنان يجب أن يعرف أنه يخاطب جمهورا من كل الشرائح وكل الأذواق ويجب أن يكون في فنه شيء يشترك فيه الجميع، لماذا مثلا الكبار لا يجدون من يطربهم ويلجأون إلى الأشرطة القديمة، التطوير هو الإبداع، والإبداع ليس إيقاعات سريعة راقصة وكلمات لا معنى لها، قد يحقق صاحب هذا اللون نجاحا جماهيريا ويكسب ماديا لكنه لم يحقق فنا، الأغنية العصرية بالنسبة لي هي الأغنية الملتزمة، التي تدافع عن المجتمع وتعمل على توعيته، وتخدم السامع وتطربه. ما الأغاني التي يطلب منك الجمهور تقديمها؟- الجمهور دائما يطالبني بتقديم أغاني أم كلثوم، وأصالة. وأجد في ذلك متعة كبيرة. متى تصدرين أول ألبوم؟- يجري التحضير حاليا لإصدار هذا الألبوم وسيشمل مجموعة من الأغاني التي غنيتها مؤخرا مثل الاستقلال، وتلفن لي. كيف تنظرين إلى جيلك؟- أعتبره جيلا واعدا بالكثير، وربما يكون من بينه من يحقق مكانة لم تكن متوقعة، لدى جيلي مواهب صوتية كبيرة، وتتوفر له إمكانات أفضل من الجيل الذي سبقنا، وعلى العموم تبقى الشهرة والنجاح مرتبطة إلى حد ما بالحظ. هل تطمحين للخروج من المحلية؟- الإنسان بطبعه طموح، والفنان بالذات لا حدود لطموحه، وعلى المستوى الشخصي أرغب بالتعمق في الفن ودراسته حتى أتمكن من الوصول إلى الجمهور في الخارج.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"