عادي
مسرحي يتطلع لمنصب وزير

عبدالحق الزروالي: الفن المغربي يعاني أزمة سيناريو

01:53 صباحا
قراءة 3 دقائق
على مدى أربعة عقود يمضي الفنان عبد الحق الزروالي في تجربة المسرح الفردي التي حمل لواءها في المغرب، واستطاع أن يؤسس مسارا إبداعيا انتشر صداه على امتداد الوطن العربي. له أعمال كثيرة في مجال المسرح الفردي، وأبدع من خلال الأدوار التي تقمص شخصياتها. وارتبط اسمه بالمسرح الفردي، الذي أكد انه تجربة ليست بالأمر الهين، وهو لم يستثمر إلا جزءا بسيطا من إمكاناته، وقال في حواره معنا انه يحتاج إلى عمر آخر من أجل استغلال إمكاناته، ويعترف بوجود أزمة في المسرح بسبب عدم وجود كتابات ونصوص مسرحية. واعتبر أن دور المهرجانات ينحصر في السياحة واللهو والصخب المجاني، وفي ما يلي نص الحوار: ما آخر أعمالك الفنية؟- آخر أعمالي مسرحية الريق الناشف، أما مشاريعي المقبلة فتتجلى في دور رئيسي في فيلم تلفزيوني سيعرض في القناة الثانية بعنوان البطاقة الخضراء للمخرج عبد الكريم الدرقاوي، ومسرحية نشوة البوح وسلسلة شهدو عليه مكونة من 15 حلقة. ما معيارك في اختيار الأدوار التي تجسدها؟- أنا لا أقبل أداء أي دور من دون أن أدرسه جيدا. كونك مسرحيا ولديك خبرة في عالم المسرح، هل تجده لا يزال محتفظاً بدوره؟- في الغرب لا يزال المسرح يفرض وجوده بقوة رغم وجود الفنون الأخرى، وأما في المغرب، نحن نعاني أزمة ثقافية، فالكتاب في أزمة والقراءة أيضا، مما يعني وجود خلل بين المنتج والمستهلك، لذلك يجب أن يوضع هناك مخطط ثقافي إعلامي لإعادة الثقة بين المبدع والمواطن. هل نعاني أزمة في كتابة النص المسرحي؟لا أخفيك القول إني أتوفر على كم كبير من الإنتاجات المكتوبة التي تحتاج إلى عمر آخر لأقدمها للجمهور، لكن ذلك لا يمنعني من البحث من حين إلى آخر عن نصوص لكتاب آخرين، لأني أحب الاطلاع على كل ما هو جديد. وبالتالي فأنا أعتقد أن عدم وجود كتاب مسرحيين وكتاب سيناريو حقيقيين هو سبب تدهور الفن والثقافة في بلادنا. هل المهرجانات تلعب دورا في النماء الثقافي الفني؟- أعتقد بأن المهرجانات يكون لها دور سياسي وسياحي أكثر مما هو فني، حيث يتم إشغال الناس بالضيوف من الفنانين حتى لا يفكروا في أشياء أخرى وكذلك الاستفادة من السياح الذين يزورون الصويرة ومراكش وأغادير. فالسياسة الثقافية منذ الاستقلال وإلى الآن كانت سلبية ولم تخلق في الأجيال الجديدة الاحتياج إلى التغذية الثقافية والفنية بمفهومها السليم، وإنما خلقت فيهم الاحتياج إلى الابتذال والتهريج والصخب المجاني. بعد مسيرة أربعين عاما من العطاء في مجال المسرح الفردي، هل أعطيت كل ما لديك؟ في الحقيقة لم أستثمر لحد الآن إلا جزءا بسيطا من إمكاناتي وأحتاج إلى عمر آخر كي أفعل ما أريد، فممارسة المسرح الفردي كما أراه أكبر بكثير مما نحن عليه الآن. وأعتقد أن هناك مجموعة من الأسباب تجعلني لا أستغل طاقتي الكاملة في الإبداع وهو النظرة الساقطة لدور المثقف والمبدع في مجتمعنا. في رأيك أين تكمن صعوبة تقديم المسرح الفردي؟ قد تبدو تجربة المسرح الفردي سهلة الاقتحام، لكن بمجرد أن يضع الشخص قدميه على الخشبة يدرك أنها تجربة صعبة جدا ولا يمكن لأحد أن يخوضها بسهولة. لذلك فإن استمرار تجربة المسرح الفردي لعبد الحق الزروالي لما يربو عن أربعين سنة، لدليل على امتلاك المقومات الاستمرارية. لو لم تكن مسرحيا ماذا كنت ستكون؟ ما كنت لأقبل بأقل من منصب وزير أول. لماذا وزير أول بالذات؟ لأني قمت بأدوار الملوك والأمراء والوزراء فطبيعي أن أكون واحدا منهم.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"