عادي

سيل أسئلة و"الفرسان الثلاثة" بانتظار بترايوس وكروكر اليوم

04:50 صباحا
قراءة 6 دقائق

يمثل اليوم كل من الجنرال ديفيد بترايوس والسفير ريان كروكر أمام لجنتي القوات المسلحة والعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي وذلك على مدى اليوم في جلستين صباحية ومسائية، متوقع أن يكون سياقها دراماتيكياً ونقطة لانطلاق الصراع مجدداً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري حول العراق. وبينما يتوقع أن يعاود كل من كروكر وبترايوس التأكيد على نجاح التصعيد في العراق والمطالبة بالمزيد من الوقت، فإنه من المتوقع أيضاً ألا يحددا جدولاً زمنياً، أو حتى النية في تحديد جدول زمني لتقليص أعداد القوات في العراق. ومع أن كلاً من كروكر وبترايوس سيكونان محور الجلستين المنتظرتين على المستويين السياسي والشعبي، إلا أن حرص الفرسان الثلاثة المرشحين في انتخابات الرئاسة جون ماكين وهيلاري كلينتون وباراك أوباما على الحضور ومناقشة مندوبي بوش في العراق المحتل، أضاف المزيد من التوقعات بدراماتيكية اليوم. وزاد على ذلك قيام الديمقراطيين بإعداد أنفسهم لجلسات ساخنة، لا سيما بعدما تلقفوا تقرير معهد السلام الأمريكي، بل عزم بعضهم، حسب مصادر الخليج في الكونجرس، على استخدام أربعة عشر سؤالاً خرج بها خبراء معهد السلام الأمريكي، وهم شكلوا المجموعة التي سبق أن قامت بإعداد التقرير الشهير بيكر هاميلتون وهي مجموعة دراسة العراق.

وإلى جانب هذه الأسئلة المهمة والتي تعبر اجابات بترايوس عنها وعن توجهات إدارة بوش أو إدارة جديدة قادمة عن مستقبل السياسات الأمريكية في العراق ربما لعقد قادم، من المتوقع أن ينبري المرشح الجمهوري السيناتور جون ماكين والمحسوب على جبهة بوش المؤيدة للحرب وللبقاء في العراق وعدم سحب القوات، بالتأكيد على نجاح خطة بوش للتصعيد والمنفذة منذ العام، مستفيداً من أقدميته في لجنة القوات المسلحة، وحيث سيكون ترتيبه الثاني للمتحدثين في جلسة اليوم.

أما السيناتور هيلاري كلينتون التي سيكون ترتيبها التاسع من حيث المتحدثين فمن المتوقع أن تطالب بتقليص عدد القوات في العراق، وهو تقريباً ما سيطالب به المرشح باراك أوباما، الذي سيتحدث في الجلسة الثانية (بعد الظهر) حيث سيكون ترتيبه الثالث عشر، إلا أن أوباما سيركز على أن غزو العراق حرب لم يكن من المفترض أن تخوضها الولايات المتحدة، وذلك في هجوم غير مباشر على منافسته في السباق الديمقراطي هيلاري كلينتون والتي كانت قد صوتت لمصلحة شن الحرب قبل خمس سنوات. أيضاً سيحاول أوباما التركيز على المصاعب والتضحيات التي يعنيها وجود أكثر من 150 ألف جندي أمريكي بالعراق بعضهم يخدم لمدة ثالثة أو رابعة بينما تهدر يومياً أربعمائة مليون دولار من جيب دافع الضرائب الأمريكي لمساعدة حكومة العراق التي ترفض أن تساعد نفسها.

عموماً، فإنه اضافة إلى الدراما المتوقعة فإن الديمقراطيين يعتزمون التركيز على تأثير الأوضاع في العراق على الحرب الأمريكية بأفغانستان وعلى سمعة الولايات المتحدة، مستفيدين من تقارير حديثة كشفت عن قناعات عدد من الضباط الأمريكيين الكبار بأن التركيز على مواجهة المقاومة في العراق يعوق قدرة الولايات المتحدة على خوض حرب اعتيادية، وحيث تصبح القوات الأمريكية في مواجهة حروب عصابات ستكون محصلتها المزيد من الاستنزاف للقوات الأمريكية بالعراق.

على أية حال فإن الأسئلة التي ينوي أعضاء الكونجرس محاصرة بترايوس وكروكر بها لن تخرج كثيراً عما أعده فريق دراسة العراق وهي عبارة عن 14 سؤالاً تطالبهما بتوضيح الموقف الحالي والواقعي بالعراق، وأن يصفا الخيارات الموجودة أمام الإدارة للتحرك مستقبلاً، لأنه لا أحد يريد نتيجة كارثية في الوقت الذي أصبح فيه الالتزام غير المحدد زمنياً مطلباً صعب المنال.

وتتلخص الأسئلة الأربعة عشر المتوقع طرحها اليوم في الآتي:

1- المطالبة بتوضيح تداعيات عملية حكومة المالكي الأخيرة ضد جيش المهدي في البصرة، والتي انتهت بتوقفها، وماذا تعنيه هذه العملية بالنسبة إلى قدرات وولاء الأمن العراقي، ومدى النفوذ الإيراني، ونوايا وقدرات جيش المهدي؟

2- إلى أي درجة يمكن الربط بين سلوكيات مقتدى الصدر وجيش المهدي، وبين عملية التصعيد، في حالة قيام الولايات المتحدة بخفض أعداد قواتها في العراق إلى مستوى ما قبل فترة التصعيد، وهو ما قد يجعل جيش المهدي يعاود محاربة قوات الأمن العراقية؟ وهل يمكن توقع مجهود جاد لحل جيش المهدي؟ ولماذا يستمر مقتدى الصدر في اتخاذ خطوات من شأنها جعل ميليشياته أكثر حرفية؟ ألا يعني ذلك نيته في استخدام هذه الميليشيات؟

3- في ظل الضعف الظاهر لدى الحكومة المركزية بالعراق وانهيارها الذي يبدو محتملاً في حالة سحب بعض القوات الأمريكية بالعراق، فإلى أي درجة يمكن أن تكون سلطة الحكومة المركزية العراقية فعالة خارج المنطقة الخضراء؟ وماذا سيحدث لو وضعت الولايات المتحدة جدولاً زمنياً واقعياً لسحب القوات؟ ومتى يمكن توقع تمكن قوات الأمن العراقية من تولي مسؤولياتها الأمنية في كامل العراق؟ وهل من الحكمة الاستمرار في محاولة تقوية الحكومة المركزية العراقية أم أنه يجب التركيز على الحكومات المحلية (بالمحافظات)؟

4- بالرغم من وجود مؤشرات على حدوث بعض التقدم على مستوى الأداء التشريعي إلا أنه وفي نفس الوقت توجد شكوك عميقة حول تطبيق ذلك، وحول التقدم الذي أحرزته الحكومة العراقية، وما التأثير العملي لإقرار سياسة العفو وعملية إزالة البعث؟ وهل يمكن إجراء انتخابات في أقاليم العراق بحلول الأول من اكتوبر/ تشرين الأول 2008؟ وما إمكان منع العنف خلال العملية الانتخابية؟

5- يبدو أن قدرة الولايات المتحدة على التأثير في الحكومة العراقية في تقلص، فما مدى التأثير الأمريكي المتبقي في الحكومة العراقية، وكيف يمكن زيادة هذا التأثير، وهل يمكن في حالة وضع جدول زمني لسحب القوات أن يتم ربط المساعدات الأمريكية لتكون مشروطة، بعلامات أداء يحققه العراقيون، وهل هذا الربط سيؤثر أو يكون معوقاً لمدى النفوذ الأمريكي بالعراق؟

6- هناك مشكلات جادة داخل الشرطة العراقية وقوات الأمن على السواء، حيث ما زالت وحدات تدين بالولاء للميليشيات وليس للدولة، ما مدى القلق الذي يمكن ان تشعر به الولايات المتحدة حول تعدد الولاءات داخل الجيش والشرطة العراقية، وإذا كانت الولايات المتحدة ستخفض اعداد قواتها لمستويات ما قبل التصعيد، فهل هذا سيقلل من قدرة الولايات المتحدة على الاشراف على الأوضاع هناك؟ وهل ثمة مخاطرة أو احتمال لحدوث خروق في مجال حقوق الإنسان من قبل قوات الأمن العراقية؟ وهل ستزداد هذه الخروق في هذا الوضع؟

7- تضم الصحوة عناصر كثيرة معادية للحكومة العراقية وكذلك معادية للاحتلال، فهل ستمثل عناصر الصحوة على المدى البعيد خطراً إذا لم يتم ضمها أو استيعابها في الحكومة العراقية وفي العملية السياسية، وهل تمثل الصحوة تهديداً بالعنف الطائفي؟ وهل الخطوات التي يتم اتخاذها لمزجها في قوات الأمن العراقية كافية؟

8- بالنسبة للقواعد العسكرية الأمريكية في العراق، وهي موضوع حساس في المنطقة كلها، هل تم وضع خطط ما أو رصدت ميزانيات لنقل قواعدنا الحالية للسلطة العراقية؟ وهل هناك خطط موضوعة لوجود أمريكي طويل المدى في العراق؟

9- بالنسبة إلى التصعيد، والذي نتج عنه بعض النجاح تجادل إدارة بوش حالياً بالقول بضرورة البقاء في العراق، فهل معنى عدم حدوث تقدم هو وجوب زيادة القوات الأمريكية في العراق والعكس صحيح، أم أن البقاء الأمريكي بالعراق ينبغي أن يستمر تحت أي ظروف؟ وبالنظر إلى الحاجة إلى المزيد من القوات في افغانستان، فما هو أقل عدد من القوات يمكن أن تحتاج إليها الولايات المتحدة لمهامها في العراق؟

10- مظاهر أو بعض علامات التقدم التي حدثت مؤخراً، يرحب بها الجميع، ولكن أين هي علامات أو مظاهر التقدم السياسي التي يمكن رؤيتها واقعاً في العام 2008؟ وما علامات الفشل المتوقعة خلال الأشهر القليلة المتبقية من العام 2008 وهي علامات الفشل التي تستلزم إعادة النظر في استراتيجيتنا الحالية؟

11- الوجود الأمريكي في العراق يعد ضروريا لمحاربة القاعدة ولكن النجاح الأساسي في ذلك يعود الى قوات الصحوة، فهل التواجد العسكري الأمريكي كما هو عليه الوضع الآن حيوي لهزيمة القاعدة؟ وما الاحتمالات لو حدث تخفيض في عدد القوات الأمريكية، وتمكنت القاعدة من اعادة بناء نفسها والسيطرة على مساحات كبيرة في العراق، وهل ستكون الصحوة قادرة وراغبة في مواجهة القاعدة في ظل غياب وجود أمريكي كبير؟

12- يعد التواجد الأمريكي في العراق عامل توازن مهم لمواجهة النفوذ الايراني فما الاحتمالات في حالة تخفيض القوات الأمريكية وهل ستزداد قوة الميليشيات التي تعتمدها ايران، وهل ستزداد هذه الميليشيات في عدوانيتها وتحكمها بالحكومة أو في مساحات كبيرة من العراق، وهل لو خففت القوات الأمريكية سيؤدي ذلك لاشتعال الاقتتال، وكيف يمكن تقييم الوضع الأمني والسياسي في البصرة في ظل النفوذ الإيراني؟

13- يبدو أن هناك تقلصاً في تسرب اعداد من المتمردين عبر الحدود مع سوريا وتقلصاً في الهجمات التي تستخدم أسلحة من ايران ضد القوات الأمريكية خلال الفترة القليلة الماضية، فهل لدى سوريا وإيران نية أكبر للمساعدة في تحقيق استقرار العراق؟ وإذا كان الوضع كذلك، ما الذي يمكن فعله لتحقيق استقرار العراق وتشجيع تعاون دمشق وطهران معنا؟ وما الدور الذي لعبته ايران في تهدئة الأوضاع بالبصرة مؤخراً؟

14- العلاقات بين العراق والدول العربية لا سيما علاقة العراق ومجلس التعاون الخليجي كان فيها شيء من التوتر، ما الذي تقوم به الولايات المتحدة لتحسين هذه العلاقات؟ وكيف تحصل الولايات المتحدة على تأييد أقوى للعراق من قبل العالم العربي؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"