عادي

رسالة اليوم ... 11-04-2008

00:25 صباحا
قراءة دقيقتين

تقطف العناقيد قبل أوانها

قصص واقعية ومأساوية تهز الوجدان، وتخترق الصميم وتصور حقيقة الواقع الذي يعبر عن جحيم الإنسان حين يموت وهو محترق في سيارته، أو تحت شاحنات الطريق ووديان السيوح أو مصطدماً بعمود كهربائي أو جبل أو منحدر عميق أو.. الخ، وبقيت الصور تتنوع والحوادث تتعدد، والمجازر لا تحصى، وقصص طريق الطويين، وطريق دبا مسافي لا تنتهي عن إعصار يطوف على الإنسان، ويخطف عمره في لحظة قبل أن يقول أغيثوني أغيثوني.

الفجيرة عروس مصوغة بأجمل الحلل تلبس الثوب الأبيض النقي المطيب برائحة المسك والعود والياسمين، لم هذا الثوب أصبح مبللاً بالدم والموت والوداع والدموع التي لا تنتهي.. تحول هذا الثوب من أبيض إلى أسود يصور مأساة الفراق.

يؤسفني أن أجر القلم وأصور هذا الواقع الصعب، وحين تنسكب قطرات الدماء على كل شارع وصراخ الموتى له صدى يهز الجبال والصخور والأرض الطاهرة، وكل طريق له ألف ذكرى وذكرى تنهال عبرات على الموتى والضحايا الأبرياء.

يعجز القلم عن تصوير ما تراه عيني ويشكوه قلبي، وتنكشف أسارير هذا الشارع المظلم شارع دبا مسافي الذي أصبح بدل الشارع شارعين، والجديد هو شارع دبا الطويين، وأصبحت الحوادث تزيد ولا تقل، وتزيد النيران حطباً، وبقيت الأرض مثل سيل الوادي منغمرة بدماء الضحايا، وأصبح الموت محققاً على هذين الشارعين، وينتظر القادمين إلى موت آخر ومحقق.

والسؤال: إلى متى ستظل الشاحنات تقطف أرواح الأبرياء ونحن مكتوفو الأيدي نسمع ونرى ونتأثر ولا نجد حلاً لهذه القضية؟ لقد خسرنا الكثير من الشباب الصغير والكبير، والسبب الرئيسي هو الشاحنات التي لا تجد من يقف أمامها وأصبح السائق غير مبال لذلك، وأصبحت النتيجة سلبية وأنا بنفسي أرى الشاحنات وهي تسرع من دون رقابة أو غرامة، وشارع دبا مسافي شارع مظلم مخيف لا إنارة ولا إشارات فيه، وكل يوم حوادث وعزاء وحزن.

شيخة الشراري - الفجيرة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"