عادي
وزير الاقتصاد لـ "الخليج": تحوّل في الأولويات

الأمن الغذائي: مشروع وطني للاستثمار الزراعي عربياً ودولياً

04:25 صباحا
قراءة 3 دقائق

تقرر إحداث تحول في الأولويات الاقتصادية للدولة، خصوصاً لجهة الحرص على اقامة مشروع وطني للأمن الغذائي، حيث اصبح ذلك من أولوياتنا المطلقة، صرح بذلك لالخليج المهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد .

واستعرض اوضاع الغلاء محلياً وعالمياً، وكشف عن أن دولة الإمارات اتخذت، في ضوء ذلك خياراً جديداً بدأت تفكر فيه جدياً، بل انها بدأت الخطوات الأولى نحو الاستثمار الزراعي عربياً وعالمياً، خصوصاً في مصر وشمال السودان والهند وباكستان وغيرها من دول الانتاج الزراعي الغذائي .

وقال إن ما جعلنا نفكر بهذه الطريقة ان لدولة الإمارات استثماراتها الخارجية في الصناعة والعقارات والبورصات العالمية، فلماذا لا يكون لدينا استثمار زراعي متنوع في العالم يسهم في توفير متطلبات أمننا الغذائي في المستقبل؟

وقال إن ما دعا الى اتخاذ هذه الخطوة، الى جانب الحاجة الموضوعية الماسة، توسع الطبقات الوسطى في بلدان الانتاج الزراعي، ما جعلها مستهلكة بشكل رئيسي، كما ان هنالك مجالاً لتحول منتجات استراتيجية من الاستهلاك الآدمي الى استخدامات أخرى، كما حدث للذرة التي بدأت تستعمل كوقود في العديد من الدول .

وأكد وزير الاقتصاد اننا نعرف حاجاتنا الغذائية بالضبط اليوم، ونعترف أننا تأخرنا سابقاً في مسألة التخطيط الغذائي، وكان علينا، مثالاً، العمل لتكوين مخزون غذائي قبل سنتين من الآن، لكننا نبدأ اليوم انطلاقاً من مراقبة المستجدات العالمية والاقليمية بهذا الخصوص، ومن معرفة امكاناتنا الزراعية الداخلية، ولذلك فلابد من خيار الاستثمار الخارجي الى جانب المحلي بطبيعة الحال .

وشدد على ضرورة الاستثمار في سلع غذائية اساسية على رأسها الارز، فهو مادة رئيسية في غذاء المواطنين والمقيمين، ويتعرض الآن إلى مستجدات معلومة .

ولفت الى أن مشكلة الغذاء من حيث ارتباطها بالإنتاج والغلاء مشكلة حقيقية، لكننا في الامارات بإمكاناتنا المالية والفنية قادرون على السيطرة عليها، ولذلك فسوف نبادر في كل الاتجاهات .

وقال إن هذا التوجه سيترجم من حيث المبدأ عبر اتفاقات مع دول كمصر والسودان، وايضاً دول جنوب شرق آسيا، وكشف عن مشاريع زراعية بدأت الإمارات تخطط لها في مصر وشمال السودان ومنطقة الجزيرة الخصبة والمحتاجة الى تقنيات حديثة .

وأوضح المنصوري اننا في الإمارات لا يمكن أن نغطي احتياجاتنا الغذائية من الانتاج المحلي، ومن الخطأ الاستراتيجي الاعتماد على الاستيراد التقليدي، ولذلك بدأنا السير نحو تحقيق هذا الهدف وبجدية قوية جداً .

ولفت الى مشكلات يواجهها انتاج الغذاء في العالم، حيث لابد من مواجهة ظروف اقتصادية وسياسية وبيئية، مشيراً إلى أنه التقى الاسبوع الماضي نائب رئيس برنامج الامم المتحدة الغذائي، ووضعه في صورة عزم الإمارات، كما تبادل معه الافكار حول الوضع الغذائي العالمي، وقد أكد الضيف ان الامم المتحدة قررت مخاطبة قادة الدول، نحو تقليل فارق تمويل البرامج الغذائية، نظراً لعجز التمويل بمبالغ كبيرة .

إلى ذلك . طمأن المنصوري المواطنين والمقيمين الى ان الوضع الغذائي في الإمارات لا يقارن بالأوضاع العالمية المتأزمة، وقال، إذا كان الغذاء يرهق ميزانية الفرد في بعض الدول بحوالي 60 في المائة من الدخل، فإنه في الإمارات قد لا يتجاوز 5 في المائة .

وقال، إن لدينا فرق عمل لدراسة وتطبيق أفضل السبل العاملة لمواجهة الغلاء محلياً، إلى جانب التركيز على قضية الأمن الغذائي، مؤكداً ان التعاون مع الجمعيات التعاونية خطوة أولية في الاتجاه الصحيح، لكنه دعا الى دعم الجمعيات عبر السماح لها بالاتجار والاستثمار في مجالات غير مسموحة الآن، حتى تشكل هوامشها الربحية من المجالات المقترحة دعماً لسلع التماس المباشر مع حياة الناس .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"