«فراشون» مبتكرون

03:26 صباحا
قراءة دقيقتين
ما أكثر الابتكار والمبتكرين في بعض الدوائر والمؤسسات! فأفكارهم ورؤاهم أضحت المحرك للعمل والعاملين؛ ولكن، إيجاباً أم سلباً؟
للأسف، بعض المديرين والمسؤولين، خاصة في الدوائر الخدمية، إما أنهم لا يعلمون بما يجري في دوائرهم، أو أنهم غير مبالين؛ وفي الحالين، فإنها مصيبة، والضحية هو المراجع.
سبب هذا الحديث، باختصار، أن بعض الدوائر الخدمية، حين تزورها لتنجز معاملة، فإن أول ما عليك فعله، هو الحصول على رقم، ولتفاجأ، عندما تطل عليك بطاقة «الدور»، أن رقمك يزيد بمئة أو مئتين على ما هو في مرحلة إنجاز المعاملات، فإما أن تغادر لتعود ثانية، وإما أن تقف متسائلاً عن سبب ابتعاد دورك كثيراً عمّن يقوم بإنجاز معاملته الآن.
طبعاً لا أحد يجيب عن السؤال، ولكن ببساطة قد يدهمك «فراش مبتكر»، وأنت تهم بمغادرة الصالة، ليعرض عليك رقماً «قريباً» مقابل 10 دراهم أو 20 درهماً، بحسب «القرب». وعندما توافق، تُفاجأ بأن لديه كمية من «أوراق الدور» التي حصل عليها من الجهاز ، ويقوم ببيعها خلسة لمراجعي الدائرة.
طريقة هذا «الفراش» تقودنا حتماً إلى الحديث عن مبتكري الوظائف والمهن الذين يجدون لأنفسهم موطئ قدم في أي مكان وفي أي زمن، وهنا لا ننسى أيام الطفرة ووفرة المال، قبيل الأزمة المالية العالمية، وكيف ان البعض بات يصطف في أرتال شراء العقارات قبل الفجر، وهو لا يملك حتى ثمن غرفة واحدة، وفجأة تجده ينسحب من «الرتل» ليتركه لغيره، مقابل بضعة آلاف من الدراهم.
وهل ننسى الدور على السيارات في الوكالات، خاصة تلك التي تحظى بطلب كبير، وكيف أن البعض بات يدفع المقدم، مقابل وعد من الوكالة بأن يحصل على سيارته خلال أشهر قليلة، وما أن يقترب دوره، حتى يبيعه إلى شخص آخر بمبالغ مالية وصلت إلى 50 ألف درهم في بعض الحالات.
ألا يسهم هؤلاء المتطفلون على أكتاف أصحاب المعاملات، في رفع قيمة الأشياء وإيصالها إلى أرقام غير حقيقية، والضحية الأولى والأخيرة، هو المراجع أو المنتفع، وسببها مدير لا يعلم ما يقوم به فراشون في دائرته.
لجم هؤلاء وإزاحتهم من أمام الناس، بات واجباً على كل المديرين. وما أجمل المدير الذي يتنقل في صالة المراجعين، فيحتك بالناس، ويستمع إلى مطالبهم وشكاواهم؛ لا يبقى حبيس المكتب، ويتولى «فراشون» إدارة مؤسسته عنه.

جمال الدويري.
[email protected]

 
 
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"