خليفة الطنيجي: ولدت ونشأت وسط الصحراء

تعلم المهن البدوية من والده
02:50 صباحا
قراءة 4 دقائق
حوار: بكر المحاسنة

ولد خليفة بن خليف الطنيجي في منطقة أم الغيران بمدينة الذيد في فترة الأربعينات من القرن الماضي، وهو من الرجال الذين شهدوا فصولاً من التاريخ المجيد لدولة الإمارات، وعايشوا حقبة التطور والبناء والعمران منذ بداية الاتحاد، كما عمل مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.
ولد الطنيجي وعاش وسط صحراء الذيد، عانق الصحراء وصادق رمالها وجمالها، وتعلم الصبر من صبارها، بعدها انتقل للعيش في منطقة السيجي الجبلية التابعة لإمارة الفجيرة.
يقول الطنيجي: ولدت في فترة الأربعينات من القرن الماضي ، كما قال لي والدي ووالدتي، حيث ولدت في وسط الصحراء في بيت الشّعَر، ونشأت في حياة بدوية بسيطة، وكان الفقر مخيماً على المنطقة في تلك الفترة وكذلك الاستعمار، وكانت تجارة اللؤلؤ قد تأثرت سلباً باكتشاف اللؤلؤ الصناعي، والأوضاع الاقتصادية في ذلك الوقت كانت سيئة جداً.
ويضيف الطنيجي: نشأت في مجتمع بدوي عربي أصيل محافظ ومرابط على العادات والتقاليد العربية الأصيلة، وتعلمت العديد من المهن التي اشتهر بها الأهالي في تلك الفترة، تعلمت من والدي مهنة تربية البوش «الإبل» ورعايتها، وتربية الأغنام والمواشي، وعشت حياة بسيطة، اعتمدت فيها على ممارسة المهن البدوية، ومنها رعي الأغنام وتربية الإبل، إضافة إلى زراعة أشجار النخيل، وبقيت أعيش على هذا النمط حتى بداية ظهور البترول في أبوظبي، في عام 1958 توجهت للعمل بأبوظبي أنا والعديد من أبناء المنطقة، وفي بداية التسعينات التقيت بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأكرمني وأحسن استقبالي على أكمل وجه، ومن تلك اللحظة أصبحت أنال شرف مرافقته، خاصة في رحلات القنص والصيد، وكان الشيخ زايد رحمه الله، عبارة عن مدرسة بحد ذاته، نتعلم منه كل يوم درساً في الشجاعة والشهامة والكرم والحلم والعدل وحب الآخرين وهو الخير أينما حل، حيث كان من السهل أن يصل المواطن البسيط إلى المغفور له الشيخ زايد، ويعرض عليه طلبه أو حاجته ليلبيها له على الفور. أيضاً كان رحمه الله معطاءً، والشيخ زايد أخبر من علم أنساب العوائل والقبائل، حيث كان بفراسة البدوي يتعرف إلى الصغير والكبير، حتى أصبح موسوعة في هذا العلم، حيث كان يلتقي الناس ويقوم بزيارة القرى والمدن الممتدة من الغربية في إمارة أبوظبي إلى رؤوس الجبال في الإمارات، ويقدم كل الاحتياجات ومتطلبات الأهالي في كافة مناطق الدولة، وكان رحمه الله حريصاً على الاستثمار في بناء الإنسان استثماراً كبيراً.
ويتحدث الطنيجي قائلاً: كان المغفور له الشيخ زايد منذ الصباح يسأل عن جاهزية الصقور للقنص، فهو، كان بنفسه يشرف ويقف على الاستعدادات لرحلة القنص من كل الجوانب، ومع تولي زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 كثرت انشغالاته، وبعدها بفترة طلبت منه الرخصة في العودة إلى أهلي لكي أؤسس عائلة، واستمر تواصلي مع فقيد الوطن حتى وافاه الأجل، رحمه الله.
ويقول الطنيجي: عندما رجعت، عشت في السيجي، وفي عام 1970 بدأت الأمور تتغير، كنا نسمع بالأخبار من خلال التلفاز والراديو عن مساعي قيام دولة الاتحاد وقرب خروج الإنجليز، ومع رفع علم الاتحاد فرح الناس وخرج الإنجليز بعدها، وأصبح الحكام يعملون جاهدين لرفعة هذا البلد، وتغيرت الحياة في كافة مناطق الدولة إلى الأفضل وبنيت المنازل الحديثة وتوفرت كافة الخدمات من كهرباء وماء ووسائل نقل، وبفضل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه مؤسسي الاتحاد يعيش المواطن منذ قيامه حتى وقتنا الحاضر حياة أكثر سعادة وراحة عما كنا نعيشه في الماضي. وأصبحت الإمارات من أقوى وأشد الدول صلابة في مواجهة جميع الظروف، وسنبقى على العهد مخلصين لها، وسنفديها بالأرواح ونحافظ عليها، مما كلف الثمن.

عادات وتقاليد

يقول الطنيجي: من العادات والتقاليد التي كنا نتميز فيها قديماً كمجتمع بدوي في بعض المناسبات، ومنها الزواج، وكانت عادات الزواج قديماً هي العادات العربية المعروفة عند جميع القبائل البدوية، حيث كان الشاب يتزوج بنت العم لأنه أولى بها من غيره، وإذا لم يكن هناك ابن عم يكون ولد الخال أولى بها، وكان لا يسمح لها بالزواج بأحد من خارج المنطقة أو القبيلة، وكان يقام العرس لمدة ثلاثة أيام بدعوة الشيوخ وشباب القبيلة والقبائل الأخرى المجاورة للمنطقة، وتقام الأفراح وتنحر الإبل ويتم تقديم العديد من الأغاني والرقصات الشعبية المعروفة. أما بالنسبة لعادات حل الخلاف والنزاع بين الأهالي والمناطق المجاورة فكانت النزاعات بسيطة، ويقوم بحلها شيخ المنطقة أو القبيلة ويصدر الحكم الذي يضمن حق الطرفين من دون تدخل أحد من القبائل الأخرى.
وينصح الطنيجي شباب الوطن بالتمسك بالدين الإسلامي الحنيف، والسير على ما يأمر فيه ولي الأمر وطاعته، وحفظ أنفسهم من العادات الدخيلة والمضرة بالمجتمع، والمحافظة على عادات وتقاليد الآباء والأجداد النابعة من العادات والتقاليد العربية الأصيلة، وأن يكون كلهم ولاء وانتماء للوطن وللقيادة الرشيدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/nmeaxr6v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"