الجمرة الخبيثة..سلاح بيولوجي بدأ بالحيوان

02:48 صباحا
قراءة دقيقتين

إعداد: فدوى إبراهيم

كثيرة هي الأمراض التي أرعبت العالم، من بينها «الجمرة الخبيثة»، البكتيريا التي غزت البشر، والحيوانات، على حد سواء. بدأت بالحيوان واستثمرت لاحقاً كسلاح بيولوجي، حتى أن اسمها وحده يثير الهلع.
بدأت الجمرة الخبيثة، أو «أنثراكس»، بالمواشي، وانتقلت للبشر، ويشار إلى أن العالم والطبيب الألماني روبرت كوخ، في عام 1875 كان أول من تعرف إلى البكتيريا المسببة للمرض، بينما استطاع العالم لويس باستور في سنة 1881 أن يعد لقاحاً مضاداً لتلك البكتيريا، اختبره على مجموعة من المواشي بعد أن حقنها بالبكتيريا المسببة للجمرة الخبيثة، واستطاعت العيش، ومن بعدها اختبره على العديد من الأمراض البكتيرية الأخرى، لكن المثير للأمر الاعتقاد بأن مرض الجمرة الخبيثة ليس وليد تلك الفترة، بل عرف في الحضارات القديمة بأسماء مختلفة بين المواشي، ومربيها، ومخالطيها.
واستخدمت بكتيريا الجمرة الخبيثة كسلاح vبيولوجي، حيث يشار إلى أن أول استخدام لها كان من قبل الجيش الياباني في ثلاثينات القرن الماضي، حينما نقلها عمداً لأسرى الحرب، وتلا ذلك التاريخ استخدامها مرات عدة، كاستخدام بريطانيا لها في الحرب العالمية الثانية، بينما تشير مصادر إلى أن الاستخدام الأول لها كبكتيريا مصّنعة كان في 1979، بعد أن راح ضحيتها ما يزيد على 60 شخصاً، بعدما تسربت من أحد مختبرات «الاتحاد السوفييتي سابقاً»، فافتضح أمر تلك المختبرات. ولكونها من أخطر البكتيريا القاتلة بمجرد استنشاقها، فقد استخدمت العديد من المرات حتى يومنا هذا، كان أشهرها ظهورها في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أحداث 11 من سبتمبر 2001 ببضعة أيام، ما أصاب العالم بهلع مضاعف، وأنذر بحرب بيولوجية «إرهابية»، كان مصدرها رسائل بريدية ملوثة بالبكتيريا أصابت أشخاصاً من مختلف دول العالم، وولايات أمريكية، وتم التحقق من أنها بكتيريا مصنّعة، بينما أصيب أفراد في عدد من دول أمريكا الجنوبية، وكينيا، وجزر فيجي، وإيطاليا، والمغرب، والعراق، وغيرها من الدول.
وأرعبت بكتيريا الجمرة الخبيثة، على تعدد أنواعها والأعضاء البشرية التي تصيبها كالرئة الجهاز الهضمي والجلد، العالم بأسره، لكونها تنتقل ليس بالتماس المباشر مع المواشي فقط، إنما كل ما يستهلكه ويستخدمه البشر منها، لحومها، جلودها، أصوافها، شعرها، وغير ذلك، فعمال فرز الأصواف لحيوانات مصابة يصابون حتماً بالمرض، وكذلك عمال دباغة الجلود، والعاملون في شعر الحيوانات ومستخدموها، ومن يتنفس في بيئة نفقت فيها ماشية مصابة بالمرض، أو بالتعامل مع حيوانات مصابة، أي العاملون في مزارع الحيوانات، ذلك عدا عن كونها تصنع للحروب البيولوجية حينما يقصد نشر البكتيريا في أماكن بعينها، أو ترسل رسائل بريدية ملوثة بعصيّات البكتيريا.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"