«الزهبة» فرحة معرس

سكن وسكينة
03:25 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: أمل سرور

عادات وتقاليد متوارثة ما زالت حاضرة بقوة في تفاصيل البيوت الإماراتية، فعلى الرغم من هجوم الحداثة على كل مناحي الحياة، إلا أن تلك العادات تأبى أن تندثر، بل ظل الأبناء والأحفاد حريصين على دعمها وترسيخها في حياتهم اليومية.

«الزهبة» واحد من التفاصيل المهمة الذي لا يمكن ألا يكون له مكانة خاصة في بيوت الإماراتيين، وارتبط بطقوس العُرس الإماراتي في الماضي وإلى يومنا هذا، مع تغيير بسيط في بعض الأمور التي تتميز ببصمتها العصرية، حيث يبدأ الاستعداد للعرس قبله بأيام لينتهي صباح «يوم المكسار» وهو يوم استقبال «زهاب» العروس وهو كل ما تتجهز به من أغراض للزفاف، ويأتي محملاً على الأكتاف من قبل أهل العريس والجيران في مسيرة كرنفالية مبهجة بمشاركة أهالي الحي بأكمله، ويستعرض أهالي العروس «الزهاب» في ساحة بيتها، كما يستعرضون ما جاد به العريس، ومن ثم تعرض إحدى النساء المعروفات «الزهبة»على الحاضرين في جو من الفرح ممزوج بأهازيج وسعادة الجميع.

وتتعاون كل نساء بيت العروس في تجهيز مستلزماتها، وأهمها شغل الكندورة مع السروال بالتلي الذي كان يصنع يدوياً، حيث كان يجهز خمس أو ست منها، حسب قدرة كل عائلة المادية، كما يتم إخفاء العروسة مدة 40 يوماً قبل العرس، وخلال هذه الفترة يتم دهن بشرتها بمادة «النيل» والصندل وبعض المواد الأخرى، وذلك لاكتسابها لوناً فاتحاً وبشرة ناعمة وعطرة، إذ يخلط النيل الأزرق المطحون و«الورس»، وهو مادة تستخرج من نوع شجر، وماء الورد، كما تلبس العروس ملابس تتدخل في خلطتها «النيل»، ومن المواد التي تحظى بأهمية كبيرة أيام العرس وما زالت حاضرة إلى اليوم بالقوة ذاتها، ويحتوي «الزهاب» أيضاً على الأثواب، والشيل، وأنواع المخاوير كما تحتوي «المكبة» على ذهب العروس، وهي عبارة صندوق صغير من المعدن يوضع فيه ذهب العروس وتغلق بإحكام، ولا تخلو ذهبة العروس من العطورات وأهمها دهن العود، دهن الزعفران، والعنبر والصندل والفل والنرجس ودهن الورد بالإضافة إلى المخمرية والدخون والعود وماء الورد الذي يستقبل به أهل العريس والضيوف، وأيضاً مادة «النيلة» الزرقاء وهي عشبة ذات صبغة زرقاء، داكنة اللون تستخدم في تبييض البشرة، وتنمو أساساً في الهند، ولكنها تعتبر أحد أسرار العروس في الماضي، حيث كانت تعتمد عليها كمقشر طبيعي لجميع أجزاء جسمها.

وتتكون الزهبة أيضاً من الأدوات، التي تستخدمها العروس ومنها المبخرة، إذ توضع فوقها أثواب العروس وتبخر بالعود وأجود أنواع البخور، بالإضافة إلى بعض أواني المطبخ .

وتعتبر الملابس والأزياء المتميزة من أهم زينة العروس والتي تعد من الأشياء الأساسية في الذهبة مثل المزارية والمخوّرة، ومن أنواع الأقمشة: كف الحوار وبستان الياهلي، ومنها أيضاً أبو نيرة، ومن الحرير الصيني أبو طيرة وأبو قلم والصاية والسلطاني وأبو بادلة والمخور أبو تسيعة، وكذلك أبو قفص والداغ وأبو طيرة الرفيع وبوسيم والسواري، إضافة إلى عدة سراويل مختلفة الألوان. أما «الشيل» وهو الغطاء الذي يوضع على الرأس ويُغطى به الشعر، وأحياناً تغطي المرأة وجهها بطرفه، فمنه شيلة النيل الهندية والشيلة السوداء وشيلة أبو قفص والميدة، إضافة إلى الثياب الرفيعة. وأنواع من العباءات منها سويعية، أم الخدود، وأم التلايج الخفيفة أو السميكة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"