أنظمة لـ «الطوارئ»

05:30 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

إفرازات «كورونا» أكثر بكثير مما يمكن التنبّؤ بها الآن، لأن التركيز الحالي ينصبّ على أمور الصحة والاقتصاد وتوابعهما، وليس لدى الجهات المعنية الوقت للالتفات كثيراً إلى قطاعات أقل أهمية، أمام صحة الناس.
بيد أن ما يشير إليه موضوع هذا الفيروس، أن التبعات والعواقب ستكون بنسب متدرجة على باقي مناحي الحياة، ولن يكون تأثيرها واحداً في كل القطاعات، فالفنادق الفارغة في الكثير من دول العالم، ستعود وتمتلئ من جديد، وقد تعقب مرحلة ما بعد «كورونا» (طالت أم قصرت)، مرحلة انتعاش كبيرة جداً في حركة الطيران، وحجوزات الفنادق والسياحة، ليرفه الناس عن أنفسهم، مقابل ما عاشوه في زمن الوباء.
وغير هذه القطاعات، فإن من الأهمية بمكان، التفكير جدياً في المتغيرات التي ستطرأ على الحياة بشكل قد يكون كلياً، كاستحداث أنظمة جديدة دائمة للعمل عن بُعد، خاصة أن الكثير من المهن ليس من الضروري حضور الموظف إليها، ويمكن القيام بعمله بالكفاءة نفسها من مكان بعيد.
ويهدف نظام العمل عن بُعد، بحسب الدليل الذي أصدرته الهيئة الاتحادية للموارد البشرية، إلى توفير خيارات عمل متعددة للموظفين، وخاصة في حالات الطوارئ وانتشار الأوبئة، كإجراءات احترازية، ومراعاة الظروف المحيطة، وضمان استمرارية الأعمال.
وزارة الموارد البشرية علقت على هذا النظام، بأنه يساعد على خلق فرص عمل للمواطنين العاطلين في المناطق البعيدة، قريبةٍ من منازلهم. كما أنه يشجع أصحاب العمل على توفير فرص عمل للفئات غير المُستغَلة بشكل كلي في المناطق البعيدة. كما انه يوفر كلف التنقل بين المناطق البعيدة والمدن الكبرى.
وبما أن الحديث ينصبّ الآن على الأعمال والواجبات التي قد تؤدّى عن بُعد، فإن من الأهمية بمكان، البدء جدياً بتطوير نظام التعليم عن بُعد، الذي اضطررنا إلى تطبيقه أخيراً، قبل أن تختبره الجهات المعنية بشكل حقيقي.
وإذا كان النظام قد سدّ الحاجة منه، فإنه بالتأكيد سيكون أكثر فاعلية وجدوى، إذا ما تمت مراجعته، بحيث يكون متوافراً بأهلية كاملة، لاستخدامه في حالات الطوارئ، أو تقلبات الطقس وما شابه.
ومن أبرز معوّقات «التعلم عن بُعد»، الآن، أن المدرّس - في كثير من المدارس - لا يرى الطلبة الذين يدرّسهم، والسبب أن الطلبة في البيوت، ومن باب حفظ حرمتها. لكن لهذا الأمر أوجه قصور كثيرة، إذ إن المدرس لا يرى الطالب، إن كان معه في الدرس أم لا، لأن الطالب قد يسجل حالة الدخول، ثم يذهب ويلعب بالكرة.
إذن تبعات «كورونا» كثيرة، ولكنها بالفعل أجبرتنا على تطبيق أنظمة لم تكن قد خضعت لاختبارات التجريب بعد، ما يدفع إلى إعادة مراجعتها وكل ما يتصل بها، لتكون حاضرة لكل طارئ مستقبلاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"