أميرة الشحي: أواجه الضغوط بالقراءة والرسم

شكراً خط دفاعنا الأول
02:46 صباحا
قراءة 3 دقائق
حوار: رانيا الغزاوي

«منذ بداية أزمة «كورونا» لم أر عائلتي؛ إذ أعيش في شقة بمفردي، لأعزل نفسي عن المجتمع؛ لحمايته، لكنني أفتقد أمي كثيراً التي لم أكن أحتمل عدم رؤيتها ليوم واحد. وفي سبيل تأدية مهمتي التي أقسمت أن أؤديها بكل قوة، وإيماناً بدوري كأحد العاملين في خط الدفاع الأول، ودوري تجاه المجتمع كابنة لهذا الوطن التي تحلم برد جزء بسيط من الجميل لدولتنا الحبيبة، أشهد الله بأني مستعدة لأن أضحي بكل ذلك في سبيل خدمة وطني الإمارات، أمي الثانية.
بهذه الكلمات المؤثرة بدأت أميرة إبراهيم الشحي، فني تقني بمختبر الأمراض الوبائية في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، أحد العاملين في خط دفاعنا الأول حديثها.
والشحي التي تخرجت في كلية العلوم بجامعة الإمارات، تخصص بيولوجيا، وتعمل بالمختبر منذ عامين، يتمثل دورها في استلام العينات وتنظيمها وتحليل بيانات المرضى وإظهار نتائج الفحوص باستخدام الأجهزة الخاصة، ثم قراءة النتائج وكتابة التقارير المخبرية وتسليمها للأطباء.
خلال عملها تتعامل أميرة الشحي مع عينات الأنفلونزا بأنواعها والأمراض الرئوية المعدية والحمى الدموية، وغير ذلك من الفيروسات والأمراض التي تكون خطورتها عالية؛ من حيث العدوى، إلى جانب فيروس «كورونا»؛ حيث تفحص العينات المشتبه فيها، لمعرفة ما إذا كانت إيجابية أو سلبية. وتعمل منذ بداية الأزمة ضمن دوام شاق وطويل يمتد لأكثر من 14 ساعة يومياً، مع تغيير مواعيد العمل بواقع أسبوعين فترة صباحية ومثلهما مسائية من الساعة ال3 عصراً حتى 11 مساء وفي كثير من الأوقات لا تلتزم هي وزملاؤها بهذه المدة فيمتد العمل حتى الرابعة صباحاً.


جهود


تشير أميرة الشحي إلى أن العمل في القطاع الطبي قائم على الإنسانية والإيثار والجد والاجتهاد، ولا ينظر إلى ساعات أو مواعيد. وتقول: العاملون في المختبر أحد الخطوط الأمامية لمواجهة «كورونا»، فهم يقدمون جهوداً كبيرة، وهم شركاء في خط الدفاع الأول مع الأطباء والممرضين، إلا أن الأخيرين دورهما واضح للمجتمع، على عكس علماء وأطباء وفنيي المختبر الذين يعملون من خلف الستار، ويواجهون الفيروس بكل قوة بإرادة علمية وتضحية بأوقاتهم وراحتهم وتعرضهم للخطر.


تحديات


تلفت أميرة الشحي إلى تحديات العمل التي تواجهها هي وفريق المختبر، منها الالتزام باصدار نتائج فحوص «كورونا» في الوقت المحدد لها؛ حيث يجري العمل كخلية نحل على مدار الساعة؛ بهدف إصدارها خلال 72 ساعة كحد أقصى. وتقول: الاستعجال في الوقت لا يؤثر أبداً في الجودة في العمل، فالخطأ غير وارد. ونستقبل جميع العينات من مراكز المسح التابعة لشركة «صحة» في المختبر الذي تعمل به، ويومياً ننجز أكثر من 2000 فحص.
وتضيف: في بداية الأمر تخوفت من فكرة التعامل مع عينات لفيروس لا يوجد له علاج حتى الآن، لكن بعد ذلك وجدت أنه ليس هناك أي اتصال مباشر مع المرضى. وبالنسبة للعينات والتعامل معها، يتم اتباع احتياطات وقائية صارمة؛ إذ يتأكد قسم الصحة والسلامة بالمدينة من ارتداء العاملين بالمختبر للبدلة الخاصة بالوقاية من «كورونا» والقفازات والكمامة وغطاء الوجه الزجاجي، كما يجرى فحص أسبوعي للجميع.


ضغوط


تذكر أميرة الشحي أنها بعد الانتهاء من عملها والتوجه إلى المنزل، تحاول أن تستغل وقتها في قراءة الكتب والرسم؛ حيث يمثلان شغفاً لها، كما تستعين بهما للخروج من حالة التوتر النفسي والإجهاد النفسي والجسدي الذي تعيشه.
وتقول: كل شخص يعيش فترة من الضغوطات يجب أن يقوم بعمل شي يحبه لمدة نصف ساعة من يومه، فهذا من شأنه أن يساعد على بذل مزيد من العطاء وشحن مزيد من الطاقة النفسية والجسدية.
وتختتم بالقول: هذه الأزمة أشعرتنا بقيمة من نحب في حياتنا، وأن نحيا في الإمارات التي وفرت قيادتها لنا كل سبل الرعاية وسخرت كل الإمكانات لتوفير الدواء والغذاء والرعاية الصحية المتقدمة لكل من يحيا على أرضها، وهذا يرسخ الشعور بالأمان وعدم القلق أو التخوف من القادم.
وتؤكد أن مساندة القيادة للكوادر الطبية يعد الداعم الشخصي الرئيسي لكل فرد في خط الدفاع الأول والدافع لبذل المزيد من العطاء دون الاكتراث بالتعب أوالإجهاد أو البعد عمن نحب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"