منذ ما قبل عهد اتحاد الإمارات المتصالحة مع نفسها، ومع طموحاتها وتطلعاتها المستقبلية نحو المثول في التاريخ بما ينبغي، وحتى يومنا الحاضر، من حضارة دولة الإمارات، والإماراتي منشغل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والزراعية والبحرية، والتنمية الثقافية بشتى شؤونها وشجونها وصنوفها، بما في ذلك الإبداعية الأدبية بكل أجناسها وأساليبها ولسانياتها وطرائق انتهاجها.
وفي ظل الاتحاد الإماراتي المنيع والمتنوع، والممتع في مفاصله وفصوله وتفاصيله الرصينة، شرع المبدع الإماراتي في تحصين كينونته الثقافية، بإيجاد شرنقة يأوي إليها كلما طرأ على باله هاجس الإبداع الأدبي والثقافي العام.
فكان أن شيد له بيتاً ثقافياً فتح قلبه لأجيال الإمارات من المواطنين والمقيمين، منذ ثمانينات القرن العشرين وحتى الآن، حيث اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي أسس بتاريخ 26 مايو 1984، منطلقاً من نظامه الأساسي المرتكز على جملة من الأهداف الرئيسية التي منها الارتقاء بالمستوى الثقافي للأدباء والكتاب، والدفاع عن حقوق الأعضاء ومصالحهم الأدبية والمادية.
وفي سبتمبر من «عام زايد» 2018، أعلن صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، يوم 26 مايو من كل عام، «يوم الكاتب الإماراتي»، تزامناً مع تاريخ تأسيس الاتحاد؛ بيت المثقفين الإماراتيين، إيماناً من سموّه بدور الكاتب ومكانته في مسيرة النهضة التنموية والمجتمعية، ودعوة للاحتفاء بالأدب والإبداع المحلي، لتكون أولى ثمار ذلك الإعلان الثقافي التقديري، تنظيم هيئة الشارقة للكتاب الدورة الأولى من معرض الكتاب الإماراتي في مبنى الهيئة بمنطقة الزاهية، بتاريخ 26 مايو 2019، «حرصاً من الهيئة على الاحتفاء الدائم بالمؤلفين والمبدعين الإماراتيين الذين يمتلكون حضوراً مهماً على صعيد الأدب والفكر والثقافة بمكوناتها المختلفة».
واليوم في الذكرى السنوية الثانية للكاتب الإماراتي، من عام الاستعداد للخمسين عاماً الثانية من عمر دولة الإمارات، وفي ظل الحرب العالمية المتحدة على الجائحة الكورونية الجامحة «كوفيد 19»، وفي ثالث أيام عيد الفطر المبارك «1441 ه»، يحتفي الكاتب الإماراتي بنفسه مع نفسه، منشغلاً بأنفاسه الإبداعية في مختلف مجالات الكتابة الإبداعية الأدبية والثقافية العامة، مستعيداً ذكرياته مع القلم الذي خاض وإياه غمار الكتابة في مختلف وسائل الإعلام، ومنتجاً لكثير من الكتب التي رفدت المشهد الثقافي المحلي والعربي العام، بأجمل المخرجات التي تشير إليه، ويشار إليها بالبنان.
عبدالله محمد السبب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
