جني عسل السمر.. موسم الفرحة بين الجبال

يتميز بمذاقه الطيب وفوائده القيّمة للإنسان
03:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
الفجيرة: بكر المحاسنة

جني عسل السمر.. موسم ينتظره الجميع بشغف، فلحظات القطاف تنشر الفرحة والسعادة بين المشتغلين في هذه المهنة العريقة، إذ يجنون محصولهم، ويعودون إلى بيوتهم وفي جعبتهم ما لذ وطاب من أنواع العسل، خاصة عسل السمر الذي تتميز به المناطق الجبلية التي لا يرتادها إلا من يعرفون الطريق، ويقدرون على تتبع خطى النحل في فضاءات الجبال الوعرة، ويعرفون أسرارها، ومخابئ بلورات السمر التي تكاد تشع ضوءاً.
في هذه الأيام يبدأ أهالي المناطق الجبلية في إمارة الفجيرة، جني عسل السمر البري، الذي يسمى «عسل البرم» الموجود في الكهوف الجبلية، وعلى قمم الجبال، وبين الصخور، وفي قلوب الوديان، وعلى أغصان الأشجار البرية.
يعتبر «السمر» من أطيب وأغلى أنواع العسل المحلي، ويتميز بمذاقه الطيب، ورائحته الزكية، وفوائده القيمة للإنسان، إذ يوصف كعلاج للعديد من الأمراض، لكونه ذا قمية غذائية كبيرة للإنسان، كما يتميز «السمر» عن غيره من أنواع العسل الأخرى بأن لونه يميل إلى الاحمرار، أو اللون الذهبي، وبعد جمعه بمدة طويلة يميل لونه إلى السواد، وتكون رائحته قوية، وطعمه لذيذاً، وعالي اللزوجة.


الطرق التقليدية


يبدأ الأهالي جني عسل السمر البري سنوياً في الفترة الحالية نفسها، متبعين في ذلك الطرق التقليدية المتوارثة عن الأجداد، والآباء، والتي تحافظ على خلايا النحل البري، لكي يبقى في إنتاج مستمر في السنوات المقبلة. «الخليج» رافقت النحال سالم سعيد غاصب اليماحي، من أهالي منطقة البصيرة الجبلية في إمارة الفجيرة خلال رحلته في جني عسل السمر البري من رؤوس الجبال العالية، والتي في العادة تبدأ مع ساعات الصباح الأولى، أو بعد صلاة العصر، إذ يصعد الجبل بكل قوة ونشاط يحمل معه بعض الأدوات الخاصة لرحلة جني محصول العسل، وبينها إناء وسكين، وقطعة من الجريد.
ويقول اليماحي: بالرغم من المخاطر والتعب خلال الرحلة لكنني أنسى كل ذلك في حالة جني العسل، أو العثور على خلية نحل، وعندما نبدأ جني عسل السمر، نقص الخلية مع الحرص على إزالة أجزاء معينة منها، وترك الباقي للنحل، ونأخذ الجزء الذي يغطيه العسل، وهو العلوي للخلية، أما الجزء السفلي من الخلية فنعيده مرة أخرى داخل الكهف، أونعلقه على أحد أغصان الأشجار.
ويشير اليماحي إلى أنه ورث مهارات جمع عسل النحل البري عن الآباء والأجداء، واتخذها هواية فيما بعد، ويعتبر عسل السمر من أجواد أنوع العسل البري في الإمارات، ويتم جمعة خلال فصل الصيف، بعدما يتغدى النحل على رحيق أزهار أشجار السمر التي تزهر في نهاية فصل الربيع وتسمى «البرم»، وينتج النحل في تلك الفترة عسلاً جيداً ذا قيمة غذائية عالية.


تقوية المناعة


يؤكد اليماحي أن عسل السمر البري الذي يتم جمعه من الكهوف ورؤوس الجبال يعتبر العسل الأصلي، لأنه يتغذى فقط أزهار أشجار السمر فقط، التي يكثر انتشارها بين الجبال والأودية، ويوصي به الأطباء لعلاج الكثير من الأمراض، كما يستخدمه الصغار والكبار لتقوية جهاز المناعة، وينصح بتناوله في الصباح قبل الطعام للاستفادة منه بشكل أكبر، ويزداد الطلب على شرائه في موسم جمعه بنسبة كبيرة من قبل المواطنين، والمقيمين، والزوار، والسياح من مختلف أنحاء العالم، في كل عام.
ويضيف: يمكن تخزين عسل السمر البري ثلاث سنوات، أو أكثر في مكان نظيف، وجاف، بعيداً عن أشعة الشمس، من دون أي تغيير للطعم، أو أن يفقد فائدته، وذلك لاعتماد النحل في المرعى على أشجار السمر الجبلية النظيفة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"