العودة إلى الشواطئ والسباحة.. ضوابط ومحاذير

بين الإقبال والإحجام عن زيارتها
03:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: مها عادل

بدأت الحياة تعود من جديد للعديد من الوجهات السياحية والترفيهية بدبي بعد مرور شهور طويلة من التباعد الاجتماعي والمكوث بالبيت والتزام العائلات بإجراءات الوقاية من عدوى فيروس «كورونا». وفي هذا الإطار أثيرت الكثير من التساؤلات على مواقع التواصل وبين العائلات حول أهم الإجراءات الوقائية التي يجب اتباعها على الشواطئ وأثناء ممارسة السباحة، حيث يصعب ارتداء الكمامات والقفازات مع التحرر من الملابس التقليدية والالتزام بملابس البحر. وفي السطور التالية نتعرف على أهم مخاوف بعض العائلات وتقديم النصائح الصحية التي يجب أن يلتزموا بها لضمان سلامتهم وأبناؤهم عند زيارتهم الشواطئ والمنتجعات والمرافق الترفيهية التي تعتمد على ألعاب البحر والسباحة.
تقول عبير الحاج، موظفة بدبي: «منذ إعادة فتح المرافق الترفيهية بدبي، وجدتني في مواجهة طلبات ملحة من الأبناء بضرورة الاستعداد للانطلاق والذهاب للشواطئ والسباحة، فهذه هي نزهتهم المفضلة دائماً ولكن في الواقع مازلت أخشى عليهم من الخروج إلى الأماكن العامة المزدحمة على الشواطئ، خاصة أنه لا يوجد وسيلة أعرفها لضمان سلامتهم من العدوى أثناء السباحة، وقد سمعت كلاماً متناقضاً حول إمكانية انتقال العدوى بهذه الطريقة. ولكن بعد مناقشات طويلة رضخت لرغبتهم في زيارة أحد الشواطئ العامة بدبي من دون السماح لهم بممارسة السباحة في البحر وكانت زيارتنا الأولية تقتصر على الجلوس بمقاعدنا في جانب هادئ من الشاطئ من دون الاحتكاك بأحد، فقط التمتع بالشمس والهواء ومنظر البحر.
أما غادة حسين، ربة بيت، فتقول: لمست حاجة أطفالي الملحة للخروج والترويح عن أنفسهم في أماكن مفتوحة خاصة بعد فترة طويلة من الالتزام الكامل بالبقاء في البيت، واتفقت مع زوجي على تنظيم رحلة لمدة يومين نقضيها في أحد المنتجعات السياحية برأس الخيمة على أن يكون الحجز بعد أسبوعين فور الانتهاء من الاختبارات المدرسية النهائية وأعتقد أن المخاطرة في زيارة الشاطئ الخاص لمنتجع سياحي ستكون قليلة ومحسوبة، حيث سيلتزم المنتجع بتطبيق سياسات التباعد بين النزلاء ولن يكون الشاطئ مزدحماً وسيتم تطبيق الاشتراطات الصحية والتعقيم الكامل في كل مرافق المنتجع. كما اتفقت مع زوجي وأبنائي على السباحة فقط في مياه البحر وتجنب حمامات السباحة رغم أنه طمأنني بأن الكلور المستخدم في حمامات السباحة يقتل الفيروسات.


الحماية الشخصية


تتخذ نهى اليوسف معلمة بدبي موقفاً مغايراً تماماً في التعامل مع أطفالها بمواجهة «كورونا» وتقول: «تعلمنا خلال الفترة الماضية الكثير من التدابير والإجراءات الوقائية التي نستطيع بها حماية أنفسنا وأبنائنا وتعقيم بيوتنا وأدواتنا. وتعلمنا أيضاً أن الحياة يجب أن تستمر وتعود لطبيعتها تدريجياً وعلينا أن نمارس حياتنا الطبيعية مع الالتزام بوسائل الحماية الشخصية، وفي رأيي هذه أفضل طريقة لدحر الفيروس والتعايش مع وجوده بشكل آمن، ولهذا أقنعت أبنائي بضرورة الاستغناء والتخلي عن الكثير من عاداتنا القديمة والممارسات غير الضرورية والتي قد تُعرّضنا لخطر العدوى، انطلاقاً من خوفي عليهم بالطبع، خاصة أن هذه فترة استثنائية بحياتنا جميعاً وستمر بإذن الله،خاصة أن النصائح والمعلومات حول طرق العدوى تتغير كل يوم وهذا يزيد من القلق ويدعونا لزيادة الحرص أكثر وتطبيق مثل «من خاف سلم».
أما خديجة الجاسم، موظفة بدبي، فتشاركنا شعورها بالحيرة في اتخاذ قرار السماح لأطفالها باستئناف تدريبات تعلم السباحة كما تعودوا منذ العام الماضي وتقول: «أهتم كثيراً بانخراط أطفالي في الرياضة المنتظمة وخاصة تدريبات السباحة لما لها من فائدة كبيرة على تحسين صحتهم ولياقتهم البدنية وشهيتهم للطعام ومازال أطفالي في انتظار الإعلان عن عودتهم للتدريبات الرياضية المنتظمة، وهو قرار لم يتم اتخاذه بعد ولكنني غير قادرة على اتخاذ قرار حاسم في هذا الموضوع، فهل أشركهم في تدريبات السباحة إذا تم الإعلان عن عودتها؟ خاصة أن هناك مدرباً مسؤولاً وبالتأكيد سيكون عدد الأطفال محدداً وسيتم اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان عدم إمكانية العدوى أم أوثر السلامة وأمتنع عن وضعهم في هذه التجربة والمخاطرة بإمكانية تعرضهم للعدوى؟، وللأسف الشديد فالمعلومات المتوفرة عن هذا الأمر متضاربة.


نصائح للوقاية


تطلعنا د. نور هشام ماجستير بالصحة العامة على ضوابط الذهاب للشاطئ أو ممارسة السباحة في البحر وحمامات السباحة العامة وتقول: لا يوجد دليل علمي على أن فيروس «كورونا» يمكن أن ينتقل بين الأشخاص من خلال مياه حمامات السباحة أو أحواض الاستحمام الساخنة أو المنتجعات الصحية أو الشواطئ؛ لذلك فمخاطر العدوى المتعلقة بهذه الأماكن لا تكمن في الماء نفسه، وإنما فيما يحيط بأحواض السباحة والشواطئ؛ حيث إنه فيروس تنفسي ينتشر عن طريق السعال والعطس والأسطح التي يمكن لمسها. وبالتالي إن كان هناك أي شخص مصاب في حوض سباحة من دون أن تظهر عليه الأعراض، ولمس الأسطح المجاورة للشاطئ أو حمامات السباحة كالكراسي أو الطاولات، يمكن عندها انتقال العدوى؛ ولكن ليس من خلال الماء.
وتضيف: هناك العديد من النصائح التي لابد للأفراد مرتادي الشواطئ والمسابح الالتزام بها؛ لأنها تتضمن الإجراءات الوقائية الأساسية والتي تشمل: تجنّب لمس الأسطح وأيدي الأبواب وغسل اليدين فور لمسها، والتأكد من تعقيم الطاولات والكراسي قبل الجلوس أو وضع الأغراض عليها، والالتزام بمسافة التباعد الاجتماعي داخل وخارج أماكن السباحة، وتجنب الأماكن والشواطئ المزدحمة، وتعقيم كافة الأغراض التي يحتاج إليها الفرد في المسبح قبل الاستخدام، وتجنب استخدام الأدوات المشتركة مثل: المناشف، وغسل اليدين باستمرار، والمحافظة على النظافة الشخصية.
وتضيف د.نور هشام: هناك تعليمات صحية أخرى تطبقها الجهات القائمة على المسابح والشواطئ؛ لتحقيق إجراءات الصحة والسلامة، ومن أهم هذه النصائح: فحص حرارة جميع الموظفين والزائرين قبل الدخول إلى الشاطئ أو المسبح، وارتداء الموظفين لكمامة الوقاية، وتوزيع مواد تطهير وتعقيم في جميع المرافق، وتأمين مسافات التباعد الاجتماعي (1.5 متر) بين الأفراد والعائلات، والعمل بالقدرة الاستيعابية التي تحددها الجهات المسؤولة، وقياس نسبة مادة الكلور في أحواض السباحة بشكل دوري، والتأكد من وجودها بالنسبة المطلوبة، وتعقيم كافة المرافق باستمرار بعد كل استخدام مثل الكراسي والطاولات والأرضيات حول المسبح، وتجنب استخدام الخزانات المشتركة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"