أين المرضى؟

05:44 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

منذ بدء جائحة فيروس كورونا، وعلى الصعيد المحلي، طرأ انخفاض كبير في أعداد المرضى، والمراجعين الذين يترددون على المنشآت الصحية لتلقي العلاج، في مختلف التخصصات الطبية، بعيداً عن مرض «كورونا»، ووصلت نسبة الانخفاض في بعض المنشآت الصحية إلى 40%، وأكثر من ذلك بكثير في بعض التخصصات، فهل «كورونا» أنسى المرضى أمراضهم الأخرى، لدرجة انهم أصبحوا من دون حاجة للأطباء والمستشفيات؟
كثير من الحالات المرضية التي كانت تترد بشكل دوري، ومستمر، ممن تعاني الأعراض المرضية البسيطة توقفت عن مراجعة المستشفيات، كأنها شفيت تماماً من أمراضها، حتى الحالات التي تحس بأعراض مرضية، وعند الطلب منها من قبل أفراد العائلة، أو الأصدقاء، مراجعة المركز الصحي، أو المستشفى، لتلقي العلاج ترفض، ويكون جوابها أتحمّل الألم، ولا أعرّض نفسي لمخاطرة احتمالية انتقال العدوى، على الرغم أن جميع المنشآت الصحية تطبق أعلى معايير السلامة والوقاية.
الأمر ذاته يندرج على نسبة كبيرة من مرضى الأمراض المزمنة، الذين توقفوا تماماً عن مراجعة المستشفيات، ولجأوا إلى الاستشارة الطبية عن بعد، أو الاستمرار في العلاج الذي يتناولونه منذ سنوات، مؤكدين انه لا ضرورة لمراجعة المستشفى في هذه الفترة، بل أصبحوا أكثر انتظاماً في تناول الأدوية، وفي اتباع السلوكات الصحية من ممارسة الرياضة، وتناول الأغذية الصحية، تجنباً للمضاعفات.
المتردد على أقسام الطوارئ ومراكز الرعاية العاجلة هذه الأيام، بالذات خلال الليل، يجدها خالية تماماً من المرضى، والمراجعين، وهذا الوضع كان سائداً طوال الأسابيع الماضية، فأين ذهبت الأعداد الكبيرة من المراجعين التي كانت تملأ أقسام الطوارئ ليلاً، وتشتكي من طول الانتظار للدخول إلى الطبيب المعالج، هل كانت هذه الأعداد لا تحتاج بالفعل إلى الخدمات الصحية؟ ولماذا غابت تماماً خلال جائحة «كورونا»؟
ما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية يؤكد أن أكثر من 70% من المرضى والمراجعين للمنشآت الصحية، حالاتهم التي يشكون منها عادي،ة وفي معظمها بسيطة ولا تحتاج إلى التردد على المستشفيات التخصصية، وقد يحتاج بعضها، وبنسبة بسيطة جداً، إلى مراجعة طبيب عام لوصف العلاج اللازم، والشعور بالتحسن، وبالتالي هناك هدر كبير للخدمات الصحية، وسوء استخدام لهذه الخدمات من قبل نسبة كبيرة من المرضى، وهذا ما أكدته جائحة «كورونا» بالفعل، ما يتطلب من مختلف القطاعات الصحية إعادة وضع الاستراتيجيات التي من شأنها وقف هدر الخدمات الصحية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"