الكسب الحرام

03:04 صباحا
قراءة 3 دقائق

كتب: أمير السني

ترك (ر.ج) وطنه ليساعد أسرته على سد متطلبات الحياة اليومية التي لم تكن تكفي حاجتها، خاصة وأن لديه إخوة صغاراً لا يزالون في مراحل الدراسة، ساعياً لإيجاد طريقة يزيد بها دخله المعيشي، فأشار عليه صاحبه بأن يسافر، نظراً لتوفر الفرص خارج بلده، وعند وصوله إلى الإمارات التقى بمجموعة من الشباب من وطنه ومكث معهم في سكن للعمال لحين العثور على وظيفة.
بدأ (ر.ج) البحث عن عمل بمساعدة أولئك الشباب ووجد وظيفة سائق شاحنة لنقل الخردوات والأشياء القديمة، واستمر في عمله لفترة وصار يرسل إلى أسرته مبلغاً كل شهر رغم قلة راتبه، وحاول إيجاد فرص أخرى حتى يزيد دخله فعمل في غسل السيارات ليلاً، وبعدها يخلد إلى النوم لساعات قليلة ثم يصحو مبكراً للعمل على الشاحنة، وبعد فترة فقد وظيفة سائق الشاحنة، واضطر للبحث عن وظيفة أخرى وظل يعمل ليلاً في غسل السيارات فقط وبالطبع لا يكفيه ما يحصل عليه من مال لإرسال أموال إلى أسرته في بلده، وظل يلهث باحثاً عن زيادة دخله، لكنه فشل في ذلك وبات لا يدري ماذا يفعل لمواجهة كل تلك المصاعب.
وسوس له الشيطان بأن يستغل عمله في غسل السيارات فيعمد إلى سرقة ما يجده داخلها، وبالفعل بدأ تنفيذ الفكرة الشيطانية في سيارة كانت واقفة ففتحها بعد أن تركها صاحبها مفتوحة وسرق مبالغ مالية كانت داخلها وهرب، وفي مرة ثانية ذهب إلى منطقة أخرى وصار يراقب المكان ويتفحص السيارات التي يمكن أن يجد فيها شيئاً ثميناً لسرقته، وبعد مراقبة إحدى السيارات لجأ إلى فتحها عن طريق كسر الزجاج، وعندما بحث داخلها عثر على هاتف غالي الثمن فأخده وأغلق السيارة وذهب، وأكسبته تلك الأفعال الخبرة في تصيد السيارات وسرقتها، وبعدها اتفق مع شخصين من بلده على التنسيق بينهم لسرقة السيارات، وخطط الثلاثة لذلك على أن يقف أحدهم لمراقبة المنطقة بينما يقوم الآخران بتنفيذ الجريمة.
وفي إحدى المرات تمكن (ر.ج) من فتح سيارة أخرى بوساطة آلة حادة استخدمها للسرقة وفتش داخلها ليجد حافظة نقود أخذ ما وجده داخلها وأعاد إغلاق السيارة، وفي تلك الأثناء كان صديقه يراقب سيارة أخرى في المكان ذاته، ووجد السيارة مفتوحة وعندما بحث داخلها عثر على نقود معدنية فسرقها ولاذ الثلاثة بالفرار بعد أن رأوا أحد المارة قادماً من بعيد.
وبمرور الأيام صار (ر.ج) من معتادي سرقة السيارات، فبدلاً من أن يبحث عن عمل شريف يسد فقره فيبارك الله له في رزقه، سلك طريق الضلال والبحث عن اللقمة السهلة بسرقة أموال الناس في جنح الليل وفي غفلة من الناس يساعده على ذلك أعوانه من شياطين الإنس الذين يشجعونه على تلك الأفعال باعتبارها وسيلة سهلة وسريعة للتكسب.
واصل (ر.ج) وأصدقاؤه البحث عن مناطق تسهل فيها سرقة السيارات وكانوا يخططون لذلك ويقسمون ما يسرقونه بينهم، وفي هذه الأثناء كثرت بلاغات سرقة السيارات لدى الشرطة، فتم تكوين فريق من إدارة التحريات، وبمراقبة ومتابعة تسلسل البلاغات تبين تشابه طرق السرقة ما يوضح أن من يقومون بتلك السرقات هم أشخاص اعتادوا طريقة معينة، وتم فحص الكاميرات الموجودة بالقرب من الأمكنة التي تم التبليغ عن سرقة ما داخل السيارات فيها، وتمكن فريق التحري من القبض علي (ر، ج) ومعاونيه واعترفوا بجريمتهم ووجهت النيابة العامة تهمة السرقة للمتهمين الثلاثة، وأصدرت المحكمة على كل منهم حكم السجن لمدة عامين والإبعاد خارج البلاد عقب انتهاء مدة العقوبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"