استمتعوا..

02:59 صباحا
قراءة دقيقتين
رائد برقاوي

علينا أن نتعايش مع الواقع دائماً، والعمل على تغييره نحو الأفضل، والواقع يقول إن «كورونا» باق إلى الآن ولم يغادرنا، وعلينا العمل للقضاء عليه، على الأقل لنضمن مستقبلاً أفضل.
لكن ما دمنا في حضرة «كورونا» حتى الآن، فهذا يعني أن «صيف هذا العام غير» حيث السفر مقيّد بإجراءات احترازية، لمنع الإصابة بهذا الفيروس غير الاعتيادي الذي أصبح جائحة تهدد العالم بأكمله بشراً واقتصاداً.
وما دام السفر مقيداً أو ممنوعاً على بعض الفئات، وما دمنا في موسم الإجازات السنوية، فإن علينا الخوض في تجربة جديدة، هي الاستمتاع بإجازاتنا داخل دولة الإمارات التي تتمتع بإمكانات سياحية على درجة كبيرة من الرفاهية والجمال.
لنبحث عن مواطن الجمال في مختلف مدن الدولة. لنبحث عن الأسباب التي تدفع أكثر من 20 مليون سائح إلى زيارة الدولة سنوياً. لنبحث عن الأماكن التي تسترعي انتباه الزوار ولا ننتبه إليها؛ نحن المقيمين حولها وعلى مقربة منها.
صحيح أن درجات الحرارة مرتفعة، لكن الشواطئ عصراً تكون ممتعة، والحدائق أيضاً في كل المناطق والأحياء غدت متاحة، ومراكز التسوق متنوعة وفسيحة ومكيّفة، والفنادق فاخرة بمختلف درجاتها وأسمائها البراقة، والمطاعم وأماكن الترفيه قل نظيرها، بتعددها وتنوع ما تقدمه من وجبات ومذاقات عالمية.
«كورونا» قد يكون كما يقول المثل «رب ضارة نافعة»، فقد حان الوقت لاكتشاف سياحتنا الداخلية؛ فنحن دولة جاذبة للسياح يتمنى عشرات الملايين زيارتها صيفاً وشتاء، فلنفعل ذلك نحن هذا الموسم ونكتشف بأنفسنا ما فاتنا، ولنتعامل بإيجابية مع «كورونا»، لأن غير ذلك يعني السلبية، وهي أكثر الأسلحة فتكاً بالإنسان صحياً واجتماعياً واقتصادياً.
ليس نهاية العالم أننا لا نستطيع السفر هذا الصيف بسهولة ويسر كما تعودنا، وكما وعدنا ومنّينا أنفسنا بذلك قبل أشهر، فلكل ظرف حكمه، والمستقبل آتٍ والسفر لن يتوقف، وعلينا تغيير خططنا مؤقتاً لمواكبة ما هو متاح أمامنا.
كذلك، ومن الناحية الاقتصادية، فإن الإنفاق المحلي في هذه الظروف من شأنه أن يدعم القطاعات الاقتصادية بشكل عام والسياحة والترفيه على وجه الخصوص، مع العلم أن إنفاق سكان الإمارات على السياحة في الخارج يفوق 10 مليارات دولار سنوياً، وفقاً لبيانات مجلس السفر والسياحة العالمي.
استمتعوا بالإمارات ففيها الكثير الكثير مما هو مفرح وجميل، في كل المواسم، وفي كل الأوقات.. انظروا إلى نصف الكأس الملآن وغضوا الطرف عن النصف الفارغ، فكثرة الشكوى لا تفيد والأمر لا يتعدى العامل النفسي.
ما تمتلكه الإمارات من أماكن جذب ومرافق متنوعة ومن منتج سياحي فاخر بأسعار مناسبة باتت أكثر من منافسة، يجعلها بديلاً مناسباً للعائلات والأفراد، وخياراً مهماً للسياحة حتى في غياب «كورونا».. فاستمتعوا.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"