لأجل هذا اليوم

05:27 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

هل كورونا ضعف أم أن أخباره ضعفت؟
سؤال يطرح نفسه، بسبب ارتفاع أرقام الإصابات، وتراجع القيود والإجراءات الحمائية في العالم.
بحسب آخر إحصاء، فإن عدد المصابين بالفيروس زاد على 11 مليوناً، وعدد الوفيات اقترب من 600 ألف، فيما نسبة الشفاء مرضية أيضاً، تكاد تصل إلى 50% من نسبة الذين أصيبوا.
طبعاً أغلبية الذين تعافوا، كان بسبب قوة مناعة أجسامهم، والرعاية التي تلقوها من دولهم، لكن ليس هناك شي يذكر عن علاجات وأدوية صرفت لهؤلاء، حتى تعافوا. وما زال العالم بكل قدراته ومختبراته وبشره عاجزاً عن اكتشاف لقاح للفيروس.
هذا الكلام، تمهيدي، للحديث عن منظمة الصحة العالمية، التي توقعنا أن تكون حصننا المنيع في ظل أول جائحة يعيشها سكان الأرض الحاليون.
أغلبيتنا، إن لم يكن معظمنا، لم يسمع قبلاً عن هذه المنظمة، وكثير لا يعرفون ما إذا كانت موجودة أصلاً، لكن «كورونا» كشفها لنا، وجعلها تطفو على السطح، كما أن الكثير من السلوكات والمعادن الصدئة التي طفت مع هذه الأزمة.
العتب على أشده عليها، وعلى كامل طاقمها وكادرها، وتحديداً على مديرها تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي لم يطل علينا بخبر سار قط، فكان نذير شؤم في كل إطلالاته، ويعيدنا إلى مربع الخوف الأول، كلما حاولنا أن نحقن أنفسنا بجرعة تفاؤل أو طاقة إيجابية.
وإنا كان يسجل للدكتور تيدروس، أن انتقل بالوضع الصحي في بلاده إثيوبيا إلى أفضل مما كانت عليه بكثير، حين كان وزيراً للصحة (2005 - 2012)، فإن الوضع مع هذا الوباء فيه الكثير من «الميكروبات» بين السياسية والاقتصادية والصحية، ولم تشفع له خبرته الصحية بإدارته عدداً من الملفات الصحية العالمية، أو السياسية، كونه تبوأ منصب وزير خارجية بلاده (2012- 2016)، إلى أن انتخب في 2017 مديراً عاماً للمنظمة، إلا أن ذلك كله لم يشفع له لإدارة هذه الأزمة باقتدار، وبدل أن يهرول الناس إلى متابعة كلامه، وكلام المختصين الصحيين، انصرفوا إلى متابعة «ديوك السياسة»، لأن في كلامهم «حقنة» مخدر تعطيهم أملاً جديداً.
نعم؛ الوضع أكبر من المنظمة بأكملها، وقد تكون هناك ضغوط خفية تمارس عليها، سواء من دول أو منظمات، أو حتى مراكز أبحاث وشركات أدوية، وليس آخرها منع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمويلها بمبلغ يصل إلى 500 مليون دولار سنوياً، بحجة أن منافسته الصين لا تمولها إلا ب 40 مليون دولار فقط، بيد أنه على الرغم من ذلك كله، فإن على المنظمة ومديرها أن يكونا أكثر حكمة في إدارة الوضع الحالي.
منظمة الصحة العالمية التي أسست عام 1945، ويعمل فيها ما يزيد على 7 آلاف شخص، عبر 150 مكتباً تنتشر في 150 دولة، عدا 6 مكاتب إقليمية، كل هذا كان لأجل مثل هذا اليوم، فليس مقبولاً الخذلان.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"