نهاية الانتقام

05:17 صباحا
قراءة 3 دقائق

قرر زوج (ش.ق)، إحضار شقيقها (ج.ق)، من موطنهما للعمل معه عامل بناء، تحت إلحاح الزوجة التي أرادت لشقيقها أن تنصلح حاله، فهو يعيش حياة الفوضى، ولا يتحمل المسؤولية، ويرافق أصدقاء السوء الذين تعلم منهم كل الأفعال المجافية للصلاح، وصارت الخمر تذهب بعقله، حتى إنه يأتي إلى المنزل مترنحاً، ولا يقبل نصائح أبيه الذي تعب في توجيهه، ومطالبته بالالتفات إلى حالهم، والبحث عن عمل لمساعدة إخوته بعد أن صار الأب كبيراً في السن.
وحاول الأب في بعض الأوقات أن يبحث عن عمل لابنه المستهتر، والاتصال بأصدقائه ليجدوا له وظيفة، وأخبره أحد الأصدقاء أن لديه ورشة لصيانة السيارات، ويمكن أن يعمل فيها ابنه، ويتعلم «صناعة»، وذهب (ج. ق) ومكث في الورشة فترة، ولكن لم يستمر فيها لأن ذلك يجعله يستيقظ مبكراً، ويلتزم بالعمل طوال اليوم، وهو لا يحتمل التوبيخ من صاحب الورشة، وعاد مرة أخرى إلى حياة اللهو وعدم الجدية، فطلب والده من أخته المغتربة أن يجد زوجها لابنه (ج.ق) عملاً هناك.
وصل (ج. ق) إلى البلاد، وشرع زوج أخته في إجراءات عمل إقامة له وقاده فوراً إلى مواقع العمل التي يشرف عليها، فهو رئيس عمال لدى شركة مقاولات، ولديه من الزوجة 4 أطفال، ويتمتع بسمعة طيبة لدى أصحاب الشركة التي عمل فيها منذ عشرين عاماً بنشاط، وهمة، وهو يتابع العمال لحظة بلحظة، ويحل مشاكلهم، ويتشدد في العقوبات في حال وقوع خطأ من أحد العمال، ولدى الزوج معلومات كافية عن (ش، ق)، وسلوكه، وعدم تحمله للمسؤولية، فكان يراقبه ويعامله معاملة خشنة، في محاولة لإصلاحه، وكلما يقابله يتحدث معه بعنف ويحذره من التهاون في العمل، ولكن (ج. ق) لم يتقبل هذا الحديث، وكان دائماً يرد على الزوج، ويرتفع صوتاهما في المكان، ويحاول بقية العمال تهدئة الأوضاع، وهنا هدده زوج الأخت (ش.ق) بأنه في حال لم يلتزم بالتوجيهات سيبعده من العمل ويعيده إلى بلاده، وهنا حاول (ج. ق) تجنب الصراعات مع زوج أخته وتحمل العنف الذي يمارسه معه حتى لا يفقد وظيفته ويعود إلى بلده، وكان يخبر أخته عندما يأتي لزيارتها لتطلب من زوجها أن يخفف عنه ضغط العمل، ما جعلها تطلب من زوجها أن يغير معاملته مع شقيقها حتى تنصلح حاله، لكن المحاولات باءت بالفشل، واستمرت العلاقة بالسوء ذاته، وصار التعامل العنيف من زوج الأخت، وشقيقها يولد الحقد والكراهية بينهما، وبدأ (ج.ق) يضمر الشر لزوج أخته، ويريد أن ينتقم منه بعد أن أصبح يعنفه أمام زملائه من العمال ويضغط عليه في العمل، وهنا قرر أن يترك العمل، ويرجع إلى وطنه ليعود إلى حياته التي كان يعيشها من دون أن يضايقه أحد، ويسهر مع أصدقائه الذين فقدهم، وفقد معهم جلسات الأنس، والصحو متأخراً، وعندما أخبر أخته بذلك طلبت منه الصبر، ووعدته بأن تحاول إقناع زوجها لتحسين تعامله معه، إلا أن (ج. ق) أصر على رأيه وقرر العودة، وفي الأثناء خطرت له فكرة شيطانية تتلخص في أن يحوز مبالغ كبيرة قبل مغادرة البلاد، بعد أن اكتشف أن زوج أخته يخبئ رواتب العمال في منزله، فقرر سرقة تلك المبالغ وخطط مع اثنين من زملائه العمال لعملية السرقة، وحددوا وقت خروج الأسرة في إجازة نهاية الأسبوع موعداً للسرقة، وبالفعل تمكن (ج.ق) من دخول منزل زوج أخته برفقة زملائه وسرقة المبلغ المالي والهروب، ولدى رجوع الأسرة فوجئ الزوج بسرقة رواتب العمال من المنزل فأبلغ الشرطة، ومن خلال التحري والمتابعة وأخذ البصمات تم التعرف إلى شقيق الزوجة، فألقي القبض عليه وأرشد إلى زملائه الآخرين فتم القبض على أحدهما، بينما تمكن الثالث من الهروب خارج البلاد، وقضت المحكمة بحبس المتهم (ج.ق) أربعة أعوام، وإرجاع المبالغ المسروقة وإبعاده من البلاد عقب انتهاء المدة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"