سلام أبوشهاب
جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد - 19 أظهرت مجدداً الدور المميز واللافت الذي تلعبه الإمارات على الصعيد الإقليمي والعالمي في مجال مشاركة العالم وبفاعلية واقتدار في تقديم حلول ناجعة في مواجهة هذه الأزمة الصحية، والحد من انتشارها لحماية البشرية من مخاطرها وتداعياتها.
اليوم أنظار العالم تتجه إلى الإمارات، وهي تستعد لإطلاق التجارب السريرية للمرحلة الثالثة لتجربة لقاح للوقاية من كورونا على 15 ألف متطوع، بعد نجاح المرحلتين الأولى والثانية لاستخدام اللقاح، وثبت من خلالهما سلامة اللقاح، وتقييم توليد المناعة، وتم تطبيقهما على عدد محدود من الأفراد.
المرحلة المقبلة، والتي ستُعلن تفاصيلها صباح اليوم الخميس، ستحدد فاعلية اللقاح، وذلك بإعطائه لآلاف المتطوعين، وقياس مدى فاعليته في توليد المناعة المطلوبة للوقاية من الفيروس، وعدم حدوث الإصابة، باستخدام تقنيات علمية متطورة لقياس هذه الفاعلية، والتأكد من عدم حدوث أي مضاعفات جانبية.
نجاح المرحلة الثالثة من إجراء التجارب السريرية على اللقاح المنتظر، والذي سيتحدد خلال المرحلة المقبلة سيفتح المجال أمام مرحلة تصنيع اللقاح تجارياً، والبدء في إنتاج كميات كبيرة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، لتسويقه وتوفيره وفق آليات يتم تحديدها في وقت لاحق، وبالتأكيد سيكون للإمارات وسكانها الأولوية في الحصول على هذا اللقاح، والذي ينتظره الجميع بفارغ الصبر.
نجاحات متتالية تحققها الإمارات في إدارة أزمة كورونا، عاد النشاط والحركة إلى طبيعتهما، رافقهما انخفاض تدريجي في الإصابات اليومية، والوصول إلى صفر في الوفيات للمرة الأولى منذ شهور، وهذا بفضل من رب العالمين، وجهود الكوادر الطبية المتخصصة التي تشرف على علاج مرضى كورونا والتي تتابعهم يومياً، وتطبق برنامجاً علمياً معتمداً في العلاج، وهو ما أسهم وبشكل كبير في خفض نسبة الحالات الخطرة.
في الوقت ذاته فرق العمل الميداني تواصل جهودها في إجراء المسوحات في المراكز المخصصة، ومن خلال الزيارات المنزلية للوصول إلى الحالات المصابة، وهي في مراحلها الأولية لعزلها ومنع نقلها للعدوى، وهذه الجهود الجبارة تتطلب من أفراد المجتمع الالتزام التام بإجراءات الوقاية، واستخدام الكمامة، والتعاون في عدم خلق طوابير طويلة وزحام شديد أمام مركز الفحص التي وجدت لخدمة أفراد المجتمع، والتسهيل عليهم.
