المهمة بدأت

الإصرار على أن الإنجاز عربي يحمل في طياته الكثير من المعاني السامية التي يجب أن تُلتقط من قبل العواصم العربية لأجل البحث في إمكانية توسيع نطاق العمل ليشمل جميع هذه الدول وتقديم ما يمكن أن تساهم به لخدمة مشروع الإمارات نحو الفضاء.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وخلال حديثهما أمس، مع فريق «مسبار الأمل» في الإمارات واليابان، أكدا مراراً على أن هذا الإنجاز باسم الإمارات وباسم كل عربي.
لهذا الكلام دلالات كثيرة، فهي من جانب تقدير من قبل قيادة الإمارات لأمتهم العربية الكبيرة، لأجل أن يبرز اسمها عالياً في مضمار لطالما انحصر في الكبار فقط، وهم الكبار أنفسهم التي يسجل لدولهم النجاح في أكثر من مضمار.
إنجاز أبناء الإمارات حتى الآن، كبير جداً، ومهمتهم فعلاً نجحت قبل أن تبدأ، فإن يصار إلى إيجاد كل هذه الكوكبة من أبناء الإمارات يعملون في مجال «الفضاء» إضافة إلى التشريعات والبنية التحتية، يسجل للإمارات وفي وقت قياسي أنها أنجزته وفي 6 سنوات، وسيكون القادم بالتأكيد أفضل من جميع النواحي سواء التشريعية أو التنفيذية أو حتى الأفكار نفسها.
اليوم، وبعد منتصف الليل بساعتين، وتحديداً في تمام الساعة 1:58 بتوقيت الإمارات سيغادرنا «مسبار الأمل» من مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان حاملاً طموح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحلم أبنائه إلى الفضاء في مهمة هي الأولى من نوعها تتلخص في دراسة مناخ المريخ الذي يبعد عنا حوالي 500 مليون كيلومتر مربع.
«مسبار» سيقطع كل هذه المسافة في فضاء غير مشاهد ولمدة تصل إلى 7 شهور، ويدار من مركز محمد بن راشد للفضاء في الخوانيج، كل هذا إنجاز كبير يجب أن يفخر به كل عربي، وألا نترك المجال لأحد لأن يقلل من أهميته.
أولى ثمار نجاح هذا المشروع، هي تحويل تفكير أبناء الإمارات نحو العلوم والدراسات الجديدة، وإطلاق العنان لأمنياتهم وخيالهم لدراسة ما تحتاج اليه البشرية في أيامها القادمة لا الركون إلى دراسات وتخصصات أكل الزمن عليها وشرب.
هذا الأمر، يعكسه بالتأكيد تقديم أكثر من 37 ألفاً من الشباب العربي من الشغوفين بعلوم الفضاء طلبات التحاق بالدورة الأولى من برنامج «نوابغ الفضاء العرب»، فضلاً عن الذين يريدون الذهاب إلى محطة الفضاء الدولية عقب عودة رائد الفضاء هزاع المنصوري.
المهمة بدأت، وكلنا أمل بالله بتمام نجاحها والبناء عليها.