«كوفــــيد ــ 19».. معلومات وتوصيات تنقذ المرضى

01:36 صباحا
قراءة 9 دقائق
إعداد: خنساء الزبير

لم تتوقف الجهود العلمية أو تتوانى عن مواصلة السير باتجاه كشف المزيد من التفاصيل عن فيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد-19»، للتمكن من تحديد العلاجات المناسبة التي تنقذ المرضى؛ حيث كشف العلماء عن معلومات جينية ومناعية تفسر آلية حدوث المرض، ووضعوا أيديهم على نقاط مهمة تسهم في إنقاذ المرضى بداية من الفحص وحتى العلاج.

يمكن أن تأتي التوصيات التي يخرج بها الباحثون والمتخصصون بنتائج جيدة في علاج المرضى، والذي بات الهدف الأساسي الذي طغى على جميع الأهداف الطبية الأخرى؛ فالجائحة أخذت نصيب الأسد من اهتمام القطاعات الصحية بجميع دول العالم، لذلك فإن التصدي لها والحد منها يسهم بطريقة غير مباشرة في ترك مجال للحالات الصحية الأخرى الحرجة التي لا تقل أهمية. يتبع الحديث عن السيطرة على الجائحة الحديث عن أهمية التباعد الجسدي والذي تفاجئنا دراسة حديثة بأن الذاكرة تلعب دوراً كبيراً في الالتزام بتطبيقه.

الذاكرة والتباعد

يعتمد قرار الشخص المشاركة في التباعد الجسدي خلال المراحل الأولى من انتشار الجائحة على مقدار المعلومات التي يمكن أن تحتفظ بها «الذاكرة العاملة» لديه؛ وتلك نتيجة ورقة بحثية نشرتها «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم»؛ حيث وجد الباحثون أن الأفراد الذين لديهم سعة ذاكرة عاملة أعلى كان لديهم وعي متزايد بفوائد التباعد الجسدي وبالتالي أظهروا المزيد من الامتثال لإرشادات تطبيقه الموصى بها خلال المرحلة المبكرة من تفشي الجائحة.

يُقصد بالذاكرة العاملة العملية النفسية المتمثلة في الاحتفاظ بالمعلومات في الذهن لفترة وجيزة من الزمن والتي تكون عادة لبضع ثوان فقط. تتنبأ كمية المعلومات التي يمكن للذاكرة العاملة أن تحتفظ بها لفترة وجيزة (السعة) تتنبأ بالعديد من القدرات العقلية مثل الذكاء والفهم والتعلم؛ فكلما زادت سعة الذاكرة العاملة زادت احتمالية اتباع سلوكيات التباعد الجسدي.

يقول الباحثون إن من المثير للاهتمام استمرار تلك العلاقة حتى بعد الأخذ في الحسبان لبعض العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية ذات الصلة كالمزاج القلق والمكتئب، وسمات الشخصية، والمستوى التعليمي، والذكاء، ومستوى الدخل المادي. يعتقدون كذلك بأن تلك النتائج تكشف عن جذور إدراكية وقفت وراء الالتزام بذلك الإجراء الاحترازي خلال المراحل الأولى من انتشار فيروس كورونا؛ فقد وجدوا أن الامتثال لترك المسافة الموصى بها قد يعتمد على عملية اتخاذ قرار مجدية لتقييم الفائدة في الذاكرة العاملة وليست مجرد العادة. يمكن أن تأخذ عملية اتخاذ القرار هذه جهداً أقل للأشخاص الذين لديهم سعة أكبر للذاكرة العاملة، ما قد يؤدي إلى المزيد من سلوكيات التباعد الجسدي.

الذكاء الاصطناعي

تنتشر جائحة «كوفيد-19» على نطاق واسع ويعود ذلك جزئياً إلى التأخير في التشخيص، خاصة عندما تكون الأعراض الظاهرة غير محددة. يمكن أن يحدد استخدام RT-PCR وجود الفيروس، لكن النتائج قد تستغرق 48 ساعة، ما يجعل هناك حاجة ملحة إلى إجراء اختبار سريع وفوري لتحديد هذه العدوى لتعجيل تقديم الرعاية المطلوبة، وكذلك الفرز السريع والسيطرة على العدوى.

تشير دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد وجامعة هارفارد، إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لفحص المرضى المتواجدين بالمستشفيات يمكن أن يساعد في فرز المرضى وبالتالي تقليل خطر الإصابة.

يمكن تكييف استخدام سجلات الرعاية الصحية الإلكترونية لهذا الغرض باستخدام تعليم الآلة، لالتقاط علامات الإصابة مع الاستمرار في استخدام طرق الفحص المتبعة حالياً. نظرت الدراسة في استخدام الذكاء الاصطناعي المدرب من البيانات السريرية التي يتم جمعها بشكل روتيني في المستشفى، ويسمح ذلك بالفحص السريع وكشف المرض بواسطة مقدم الرعاية الأول، وفي غضون ساعة واحدة فقط.

كان نموذج الكشف عن المرض وسط المرضى الذين قدموا للمستشفى حساساً بنسبة 77%، لكن بخصوصية بلغت 96%. يرى الباحثون أن نماذج الطوارئ وأقسام المرضى الداخليين بالمستشفيات تحدد بشكل فعال المصابين بـ«كوفيد-19» من بين جميع المرضى الذين يقدمون ويدخلون إلى المستشفى، وذلك باستخدام البيانات المتاحة عادة خلال الساعة الأولى. تسمح القيم التنبؤية السلبية العالية لتلك الوسيلة باستخدامها كفحص سريع للمرضى الذين يقدمون إلى غرف الطوارئ، لتحديد المصابين وتقديم الرعاية الطبية المناسبة.

الكوادر الطبية

أظهرت إحصائية بإحدى المدن الأمريكية، والتي نشرتها مجلة «الأعراض المعدية السريرية»، أن من بين 249 ممن يعملون بمجال الرعاية الصحية والذين كانوا يقدمون الرعاية الطبية لمرضى «كوفيد-19» خلال الأشهر الأولى من انتشاره، وُجد أن 8% منهم كانت نتائج فحصهم إيجابية لفحص الأجسام المضادة بمصل الدم. يقول المتخصصون إن ذلك يشير إلى احتمالية التقاطهم خلال الأسابيع الأولى من تعاملهم مع المرضى.

أبلغ 42% من بين إيجابي النتيجة عن عدم وجود أعراض لمرض تنفسي خلال الشهرين السابقين، ويعتقد العلماء أن هذا يشير إلى أن العاملين في مجال الرعاية الصحية في الخط الأمامي معرضون لخطر الإصابة بـالمرض، وأن العديد المصابين بالفيروس قد لا تظهر لديهم الأعراض التنفسية المعروفة المصاحبة له.

يرى المتخصصون أن ما سبق يشير إلى ضرورة فحص الكوادر الطبية وجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية، حتى في حالة عدم ظهور أعراض لديهم، ويعتقدون بأن ذلك يحد من انتشار الفيروس داخل المستشفيات.

الدم الكامل

قدمت مجموعة من الباحثين متعددي الجنسيات أول دليل على استخدام النواسخ (الترانسكريبتوم) الموجودة في الدم بالكامل تساعد على التمييز بين مرض مرضى «كوفيد-19» وبين الأمراض الأخرى ذات الأعراض المشابهة، وكذلك لرصد تطور المرض والتنبؤ بحالة المريض. يمثل النسخ الخطوة الأولى في التعبير الجيني، ويشتمل على نسخ تسلسل الحمض النووي للجين لصنع جزيء الرنا (الحمض النووي الريبي)، ويتم بواسطة إنزيمات معينة.

قام الباحثون في الدراسة الحديثة بدراسة النواسخ الموجودة في الدم الكامل لـ 39 مصاباً بـ«كوفيد-19»، و10 من غير المرضى، على سبيل المقارنة؛ والتي مكنت من التصنيف المستند إلى البيانات على أساس الأنماط الظاهرية الجزيئية.

أظهرت النتائج سمات مختلفة بدرجة كبيرة للنواسخ لدى مرضى «كوفيد-19»، كما أن البصمة المرتبطة بتنشيط العدلات كانت أقوى لدى المرضى الذين يعانون الأعراض الشديدة.

كشفت هذه الدراسة من خلال متابعة التحليل والمقارنة، أول دليل على التغييرات ذات السمات المعينة التي أثارها هذا المرض داخل الجسم مقارنة بالعدوى الأخرى. يقول الباحثون إن فحص نواسخ الدم بالكامل، كشفت عن تنوع المرض، وذلك يفتح الباب أمام استخدام «النسخ العكسي» للتعرف إلى عقاقير التي تستهدف المرضية الجسدية المناعية التي تحدث عند الإصابة بالالتهابات الناجمة عن فيروس كورونا.

غاز الأوزون

يحدث في أماكن تقديم الرعاية الصحية اثناء ذروة انتشار فيروس كورونا نقص بالمعدات الواقية ما يضطر تلك الجهات إلى إعادة استخدامها على الرغم من أنها معدة للاستخدام لمرة واحدة؛ ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون في معهد جورجيا للتقنية، أن غاز الأوزون فعال في وقف نشاط الفيروسات الموجودة على تلك المعدات ودون أن يترك بقايا عليها.

استخدمت مرافق الرعاية الصحية ضوء الأشعة فوق البنفسجية، وبيروكسيد الهيدروجين المتبخر، والحرارة، والكحول وغيرها من التقنيات لتطهير هذه العناصر، لكن حتى وقت قريب لم يكن هناك اهتمام كبير باستخدام الأوزون في ذلك المجال.

يتكون الأوزون من 3 ذرات أكسجين، وهو مادة كيميائية شديدة التفاعل، ويتميز بسهولة توليده من الهواء الجوي بتعريض الأكسجين الموجود بالهواء للأشعة فوق البنفسجية، أو عن طريق التفريغ الكهربائي كالشرارة.

ظهر من الدراسة، أنه يفيد في تعقيم المعدات الواقية التي يستخدمها العاملون في مجال الرعاية الصحية؛ مثل الدروع الواقية للوجه المصنعة من البولي كربونات، والنظارات الواقية، وأقنعة التنفس؛ وذلك دون الإضرار بها طالما أنها لا تتضمن أحزمة مرنة مدببة، وأن اتساقه وفاعليته تعتمد على الحفاظ على الرطوبة النسبية لما لا يقل عن 50% في الغرف المستخدمة في التطهير.

يستخدم الأوزون على نطاق واسع لتطهير مياه الصرف الصحي وتنقية مياه الشرب وتعقيم المواد الغذائية وتطهير أنواع معينة من المعدات والملابس.

قمع الالتهابات

يعاني المرضى المصابون بـ«كوفيد-19» الشديد في الغالب من رد فعل مناعي مهدد للحياة يطلق عليه أحياناً عاصفة السيتوكين، والتي يمكن أن تؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي وتلف الأعضاء وربما الوفاة. يتسابق العلماء لإيجاد طرق توقف نشاط الفيروس داخل الجسم ووقف ردة الفعل تلك؛ حيث لا يتوفر حتى الآن علاج معتمد.

يقترح فريق من الباحثين من مستشفى بريجهام، بالتعاون مع آخرين، بأن السيطرة على الاستجابة الالتهابية الموضعية والجهازية لدى المرضى لا تقل أهمية عن العلاجات المضادة للفيروسات وغيرها من العلاجات الأخرى المستخدمة في تلك الحالات.

يطلق الجسم عادة بالأنسجة الملتهبة أو المصابة مواداً كيميائية لوضع حد للاستجابة الالتهابية أو حلها بالكامل، لكن في نسبة كبيرة من المرضى الذين يعانون «كوفيد-19» الشديد، فإن السيتوكينات التي يتم إطلاقها لقتل الفيروس تتسبب أيضاً في تلف خلايا الرئة المصابة. يؤدي ذلك من ناحية أخرى إلى التهاب إضافي بأنسجة الرئة، ويبدأ ما يسمى «عاصفة السيتوكين» في الخروج عن السيطرة. يرى الباحثون بإمكانية تسخير تلك المواد والاستفادة منها في «حل الالتهاب» لدى المرضى، وبالتالي الحد من ضيق التنفس الحاد والمضاعفات الأخرى المرتبطة بالعدوى والتي ربما تهدد الحياة.

تعرف تلك الجزيئات باسم «الوسيط الشحمي الموالي للحل»، ووصلت مرحلة التجارب السريرية لأمراض التهابية أخرى؛ ويعتقد الباحثون بأنها يمكن أن تصبح وسيلة مبتكرة لوقف الالتهاب ومنع عاصفة السيتوكين لدى مرضى «كوفيد-19».

رئتا الطفل

تشكل فئة الأطفال نسبة ضئيلة وسط المصابين بـ«كوفيد-19»، وفي الغالب لا يعاني المصابون أعراضاً شديدة كتلك التي تظهر لدى البالغين.

يبدو أن الاختلافات التشريحية للرئة بين الأطفال والبالغين، وكذلك الوظيفة المناعية لدى الأطفال تجنبهم الإعياء الشديد عقب الإصابة بفيروس كورونا، على عكس البالغين الذين يجدون أعراضاً شديدة؛ وذلك وفقاً لما قاله أطباء من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس-هوستن بالتعاون مع آخرين.

يعتبر «الإنزيم المحول للأنجيوتنسين-2» الباب الرئيسي الذي يدخل منه فيروس كورونا للخلية الجسدية، ومن الطبيعي أن تكون تلك الإنزيمات أقل برئتي الأطفال مقارنة بالبالغين لأنها تزداد مع التقدم بالعمر.

لاحظ الباحثون- إضافة إلى نقص الإنزيمات- أن الجهاز المناعي لدى الأطفال يستجيب للفيروسات بشكل مختلف عن البالغين ما يترك فرصة أقل للأمراض الشديدة لدى مرضى الأطفال؛ حيث توجد لديهم آليات مختلفة منها الاحتفاظ بالخلايا المناعية المعروفة بالخلايا التائية والتي تكون قادرة على محاربة الالتهاب أو الحد منها.

تحتوي أنسجة الرئة لدى الأطفال بشكل طبيعي على تركيز أعلى من الخلايا التائية المنظمة، ويكون المرضى الذين لديهم مستويات أعلى من تلك الخلايا لديهم أيضاً مستويات أعلى من إنترلوكين 10، والمعروف أيضاً باسم عامل مثبط لتوليف السيتوكين البشري المضاد للالتهابات؛ وتتراجع مستوياته مع التقدم بالعمر. يثبط ذلك الانترلوكين الالتهابات الناجمة عن عناصر أخرى مثل الانترليوكين 16 الضار.

بدأ العلماء دراسة جديدة باستخدام عينات الدم من مرضى يعانون مراحل مختلفة من «كوفيد-19» للتوصل لمعلومات أكثر حول كيفية علاج الإصابة الفيروسية، وأسباب تفاوت تطور المرض بين الأطفال والبالغين.

لقاح المواد الحيوية

استكشفت مسعى بحثي حديث بقيادة علماء من جامعة هارفارد، نزعة لقاح المواد الحيوية المعتمد على قضبان السيليكا المسامية، لتوليد استجابات خلطية وقائية قوية ضد المستضدات الخاصة بفيروس كورونا.

توجد العديد من اللقاحات الواعدة المرشحة في التجارب السريرية، لكن من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى قاحات متعددة، وبالتالي فإن تلك التي لديها عملية تصنيع سريعة وغير معقدة ستكون مفيدة بصفة خاصة.

تتكون بنية الفيروس من عناصر عدة تشكل أهدافاً محتملة للقاحات، منها بروتين الاندماج، والبروتينات النيوكليوكاسيد، النطاق ملزم المستقبل؛ ويعتبر بروتين الاندماج له أهمية خاصة بسبب نزعته على حث أجسام مضادة تحييدية قوية واستجابة الخلايا التائية ضد الفيروس.

استفاد العلماء من تقنية لقاح المواد الحيوية (المكونة من قضبان السيليكا المسامية) التي تتيح إطلاقاً مستداماً لـ«عامل تحفيز مستعمرة الخلايا الحبيبية الضام» والمواد المساعدة لتركيز ونضج خلايا تقديم المستضدات في موضع اللقاح. قرر الباحثون استخدام هذه المادة لأن السيليكا غير المتبلورة الاصطناعية تتمتع بتوافق حيوي موثوق به تماماً ما يدعم تطويرها كمنصة قابلة للتكيف لعدد كبير من التطبيقات السريرية.

العلاج الخليوي

تظهر العدوى السريرية لفيروس كورونا-على عكس السارس- انخفاضاً في الجهاز المناعي (قلة اللمفاويات)، واستجابة التهابية شديدة على نطاق واسع، وتلف الأنسجة، وفرط تخثر الدم، والضيق الرئوي الشديد الذي يتطلب التواجد في وحدة العناية المركزة.

أثبت العلاج الخلوي الذي تم اختباره على 13 مريضاً تحت أجهزة التنفس الاصطناعي، فاعليته في التحسين السريري للحالات الحرجة من «كوفيد-19». نُشرت الدراسة، وهي أوسع دراسة نُشرت حتى الآن في هذه الحالات، بمجلة «لانسيت» بعد إثبات أن العلاج المتقدم يقلل من معدلات وفيات مرضى الحالات الحرجة من 85% إلى 15%.

يعتمد هذا العلاج المتطور على الخلايا الجذعية ذات الخصائص التجديدية والمضادة للالتهابات وخصائص التنظيم المناعي، وهو أول علاج خلوي لـ«كوفيد-19»، تم تطويره وإنتاجه بالكامل في إسبانيا.

تم خلال التجربة السريرية علاج مرضى الحالات الحرجة الذين لم يستجيبوا للعلاج الخلوي التقليدي، بجرعات مليون خلية لكل كيلوجرام من الوزن، في جرعة واحدة أو جرعات عدة. لم تتضح عند استخدامه ردود فعل سلبية، لكنه ينطوي على تحسن سريري وإشعاعي شامل.

الأطعمة المخمرة

حاولت مجموعة باحثين من جامعة برلين، معرفة ما إذا كان النظام الغذائي له علاقة بتفاوت معدلات الوفيات الناجمة عن «كوفيد-19» بالدول المختلفة؛ فعلى الرغم من أن هنالك عوامل تؤثر في شدة الإصابة بالمرض والوفيات الناجمة عنه، كعوامل العمر ووقت تلقي العلاج ونوع العمل، فإن الجانب الغذائي لا يجب إغفاله.

وجد الباحثون أن الدول التي بها أدنى معدل وفيات يشيع وسط شعوبها تناول الأطعمة التقليدية المخمرة، ويقولون إنه إذا تم تأكيد تلك الفرضية في الدراسات المستقبلية فإن «كوفيد-19» سيكون أول وباء للأمراض المعدية يشمل الآليات الحيوية المرتبطة بفقدان «الطبيعة»؛ فالتغيرات الكبيرة في التركيبة الميكروبية التي تسببها الحياة الحديثة واستهلاك الطعام الأقل تخميراً ربما زادت من انتشار المرض أو شدته.

شملت الدراسة أنواعاً مختلفة من الأطعمة المخمرة، لكن أظهرت الخضراوات المخمرة، مثل المخلل وغيره، التأثير الأكبر في قلة أعداد الوفيات بكل دولة، ووُجد أن كل زيادة بمقدار جرام واحد بمتوسط تناولها يرتبط بتراجع الوفيات بنسبة 35%.

يقول الباحثون إن تلك الدراسة تمثل دلالة فقط على دور النظام الغذائي في الجائحة، لكنها أيضاً تشير إلى الدور المحتمل للخضراوات المخمرة في الحد من انتشار الجائحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"