مشكلات الصمامات القلبية تستوجب التدخل الطارئ

01:48 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: راندا جرجس

تلعب الصمامات القلبية الرئيسية دوراً مهماً في تدفق الدم بشكل سليم، وتحتوي هذه الشرايين على طيات تنفتح وتنغلق مع كل نبضه قلب، وفي حال حدوث خلل أو ضيق أو انسداد أو ضرر فإن الدم يذهب في الاتجاه المعاكس، ما يعرض الشخص المصاب للعديد من المشكلات المرضية كالسكتة الدماغية، الجلطات الدموية، فشل القلب وعدم انتظام الضربات، وهو ما يؤثر في الصحة العامة ويمكن أن يهدد الحياة؛ ولذلك فإن التدخل المبكر عند بداية ظهور الأعراض؛ وقاية وحماية من المضاعفات، وفي هذا السطور القادمة يسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على هذا الموضوع.

يقول الدكتور يونس الطايع استشاري أمراض القلب: إن مشكلات الشرايين تشكل جزءاً مهماً من المشكلات القلبية، وهناك أربعة صمامات تنظم عمل القلب، وهي مؤلفة من طبقات نسيجية رقيقة تفصل بين أجزائه التي تنقسم إلى:

- الجانب الأيسر وهو يحتوي على الشريان التاجي الذي يسمح بتدفق الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر عند انبساط القلب، ويمنع عودته عند الانقباض، وكذلك الشريان الأبهري والذي يسمح بتدفق الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر خلال مرحلة انقباض القلب، ويمنع عودته عند الانبساط.

- الجانب الأيمن الذي يوجد به الصمام مثلث الشرف، ووظيفته السماح بتدفق الدم من الأذين الأيمن إلي البطين الأيمن خلال مرحلة الانبساط ويمنع عودته عند الانقباض، وأيضاً الصمام الرئوي الذي يسمح بتدفق الدم من البطين الأيمن إلى الشريان الرئوي خلال مرحلة الانقباض ويمنع عودته بالانبساط.

مشكلات مرضية

يوضح د. يونس أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تتسبب في وجود مشكلة بالصمامات القلبية؛ مثل: الصمام الأبهري ثنائي الشرف الذي يصيب الطفل منذ الولادة، وكذلك الإصابات المكتسبة خلال مراحل الحياة كالحمى الرئوية، وتنكس الصمام، ومن أبرز المشكلات التي يمكن أن تستهدف الشرايين القلبية؛ هي:-

- تضيق الصمام عندما يكون هناك عائق لتدفق الدم بالاتجاه الصحيح، وعلى سبيل المثال في حال التضيق الأبهري فإن هناك عائقاً لمنع تدفق الدم من البطين الأيسر إلى الشريان الأبهر.

- قلس أو قصور أو خلل في كيفية إغلاق الصمام، ما يسمح بعودة الدم في الاتجاه المعاكس، فعند حدوث القصور التاجي يتم رجوع الدم من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر.

تدابير تشخيصية

يشير د. يونس إلى أن المرحلة المبكرة من مشكلات الشرايين القلبية تخلو من أي أعراض، ولكن مع تطور الحالة يشكو المريض من ضيق التنفس، خفقات القلب، التعب العام، الإغماء، الدوخة، تورم القدم، ويتم التشخيص عن طريق مجموعة من الاختبارات، وإجراء التخطيط الكهربائي للقلب، والتصوير بالأمواج فوق الصوتية «الإيكو» الذي يحدد بدقة نوع المشكلة، إضافة إلى أشعة الرنين المغناطيسي، وهي تقنية متقدمة؛ لتحديد مدى شدة الإصابة، ويتم تحديد العلاج بداية بالأدوية، وفي الحالات المتقدمة يمكـــن اللجـــوء للجراحة وتركيب صـــــمام جديد.

ضيق الصمامات

يذكر الدكتور علام القوتلي استشاري أمراض القلب والتداخلات القلبية الوعائية: تضيق الصمامات القلبية عادة هو تحدد شديد في حركة الصمام، وربما يوجد منذ الولادة، أو يكون مكتسباً وخاصة عند الإصابة بالالتهابات، أو مع وجود الروماتيزم عند الأطفال، أو نتيجة التقدم بالعمر بعد 65 سنة، ويتم الكشف عنه من خلال الفحص السريري وإثبات الإصابة يكون بإجراء بالإيكو القلبي؛ حيث إنه يعطي نتائج دقيقة لتشخيص الحالة بشكل سليم.

ويضيف: تتمثل أعراض تضيق الصمامات المتقدم في الشعور بآلام في الصدر وضيق النفس عند ممارسة أي مجهود، أو دوخة، وتكون هذه العلامات بشكل مفرد أو مجتمعة بحسب موقع الصمام، وربما يرافق مشكلات الشرايين وجود تسرع بالقلب.

مضاعفات متعددة

ينبه د.علام إلى أن ضيق الصمامات القلبية الشديد، يمكن أن يؤدي إلى آلام صدرية، ودوخة مستمرة، وضيق تنفس، وتجمع سوائل الرئتين مع أعراض قصور قلب أيسر أو أيمن بحسب موقع الصمام، وربما يتعرض المريض لجلطات قلبية أو دماغية، وفي الحالات المزمنة يلزم نقل المصاب للمستشفى بشكل إسعافي، والتدخل العلاجي على الفور سواء جراحياً بتبديل الصمام بآخر نسيجي أو معدني، ويمكن استخدام تقنية التوسيع بالبالون الخاص، أو وضع صمام جديد مكانه في غرف القسطرة الخاصة وتحت الأشعة، وخاصة في مشكلات الشريان الأبهري.

تصلب الشرايين

يوضح الدكتور نافيد أحمد أخصائي أمراض القلب التداخلية: إن تصلب الشرايين هو تراكم الدهون والكوليسترول والمواد الأخرى داخل وعلى جدران الصمامات الكبيرة ذات الضغط العالي، وفي حال استمرارها يمكن أن تؤدي إلى انسداد الشرايين وعرقلة تدفق الدم إلى أنحاء الجسم، ويتم تشخيص حالة التصلب من خلال الفحص السريري؛ حيث يجد الطبيب دلالات على وجود تضيق، أو توسع في الشرايين من بينها: نبض ضعيف أو غائب أسفل المنطقة المتضيقة للشريان، تناقص ضغط الدم في طرف مصاب، صوت أزيز فوق الشرايين يتم التنصت إليه بالسماعة الطبية، ثم يخضع المريض لبعض الفحوص التشخيصية التي تشمل اختبارات الدم الكوليسترول، وفحص بالموجات فوق الصوتية «دوبلر»، أو اختبار الجهد، أو القسطرة، أو صور الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي.

أسباب الإصابة

يبين د. نافيد أن هناك بعض المشكلات المرضية التي تتسبب في الإصابة بتصلب الشرايين هم أصحاب الوزن الزائد، إضافة إلى المدخنين، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، وداء السكري والإجهاد المستمر، وعدم تناول الفواكه والخضراوات وممارسة الرياضة، وتظهر أعراض المشكلة من دون مقدمات؛ ولكن يتعرض الشخص لحالة طبية طارئة، كجلطة قلبية أو سكتة، وتعتمد العلامات بشكل عام على نوع الشرايين المصابة؛ حيث إن وجود مشكلة في الصمام التاجي يسبب ألماً في الصدر، أما الشرايين السباتي فينتج عنه سكتة قلبية، فيما تصاحب الشرايين الكلوية بعض الظواهر مثل مرض الكلى المزمن المتسبب بانعدام وظيفة الكلى بصورة بطيئة، ومع تطور الحالة يمكن أن يتعرض المريض إلى تمدد الأوعية الدموية، وقصور القلب، ومرض الشريان المحيطي، والسكتة.

خطة علاجية

يؤكد د. نافيد أن علاج تصلب الشرايين يعتمد في المقام الأول على الالتزام باتباع نظام الحياة الصحي، ويتم تنظيم تناول الأدوية مع الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الخطورة، وكذلك لخفض ضغط الدم، وتقليل مستويات السكر في الدم، ومنع تجلط الدم الذي يؤدي إلى جلطة قلبية أو سكتة، ومنع الالتهاب، أما في حال تصلب الشرايين الحاد، فيتم اللجوء للتدخل الطبي الجراحي؛ لعلاج الأوعية التاجية عبر الجلد، أو عملية ترقيع الشريان التاجي التجاوزي، أو استئصال باطنة الشريان.

الإيكو القلبي

يعتبر تخطيط صدى القلب أو ما يسمى «الإيكو القلبي» من أهم وسائل التشخيص الدقيقة التي تستخدم للكشف عن أمراض القلب المختلفة واكتشاف الثقوب وفحص الشرايين والصمامات؛ حيث إنها تعتمد على تصوير عضلة القلب بوضوح بالموجات فوق الصوتية أثناء ضخ الدم للجسم بشكل كامل، ويتم اختيار نوع الإيكو القلبي بناءً على الأعراض التي يشكو منها المريض، فهناك الفحص بالمجهود ليصور عضلة القلب عند ممارسة التمارين الشاقة، أو الإيكو عبر القفص الصدري البسيط، أو من خلال المريء بالغ الدقة، أو التصوير بالموجات فوق الصوتية بالدوبلر لاكتشاف المشكلات التي تتعلق بمجرى الدم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"