إنجازات تتوالى

06:14 صباحا
قراءة دقيقتين
جمال الدويري

أيام فقط، فصلت بين واحد من أهم إنجازات دولة الإمارات، بإطلاقها مسبار الأمل نحو الكوكب الأحمر، ليجعلها بين الدول العشر الأولى في العالم، التي تتوجه نحو المريخ، حتى بشرتنا بإنجاز آخر، يعزز صدارتها العربية بدخول المجال النووي السلمي، ولتكون في المرتبة الـ 33 عالمياً في هذا المضمار.
إنجازات لا يمكن إلا الإشادة بها، وتأكيد أهميتها لليوم والغد، وتجعل من الإمارات قبلة الناجحين والباحثين عن التميز، والراسمين لمستقبلهم بأيديهم، لا الركون والانتظار لما قد تحمله الأيام، فبادرت وعملت وذهبت إلى مستقبلها كما تريد.
المقارنات بالآخرين، طبيعة إنسانية، ولا يمكن لأحد أن يتحلل من هذه الصفة، ما يجعلنا نتحسر على السنوات الكثيرة التي ضيعت من عمر دولنا العربية، وهي تركن إلى بؤر الصراع على السلطة، بلا رؤية أو بوصلة، وليس انتهاء بظواهر الفساد وتأسيسه حتى أصبح جزءاً من النظام في غير مكان.
الإمارات، دولة تستحق الاحترام والإشادة، وكل واع عليه أن ينهل من تجربتها والاستفادة منها، فلها في كل عام أو شهر مبادرة ومشروع، أو فكرة، جعلت أبناءها جيلاً يعيش في حالة من العصف الذهني لمواكبة كل جديد، والتخمين لما هو آت، شغلت شبابها في التفكير والإنجاز، شاركتهم في حلمها، وفي نظرتها إلى المستقبل، وثقت بهم ووفرت لهم السبل، فكانوا بحجم الحمل، والتحدي، يبهروننا في كل يوم بما ينجزون أو يحققون.
هل يمكن أن نتخيل دولة الإمارات بعد 100 عام، وهي تسير على نهج قيادتها، منذ تأسيس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفي الرؤى والطموح والنهج نفسه، الذي تسير عليها الآن بقيادتها المدركة للنجاح أينما كان، ليس من أدنى شك أنها ستكون صناعية، فضائية، رائدة في الطاقة، ولا يمكن أن نستبعد أن تكون زراعية رغم صحرائها الشاسعة.
طريقة عمل الدول وتطورها يعكس بلا شك إلى أين ستصبح في المستقبل، وطريقة تفكيرها لليوم والغد، يجعلنا نستشرف ما ستكون عليه بعد غد.
الإمارات منذ اليوم، أصبحت نووية سلمية، وبخطوتها هذه فإن محطات براكة للطاقة النووية ستكون محركاً للنمو في الدولة، حيث ستنتج محطات براكة الأربع فور تشغيلها بالكامل 25% من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في الدولة، إلى جانب دعم التنوع الاقتصادي بتوفير آلاف الوظائف المجزية عبر تطوير قطاع مستدام للطاقة النووية النووية وسلسلة إمداد محلية.
برنامج براكة انطلق عام 2009، وها هو يرى النور اليوم، ومشروع مسبار الأمل انطلق العمل عليه منذ عام 2014، وها هو يسبح بين النجوم، إذا هي سنوات ليست بالطويلة لتحقيق النجاح والتميز، ولكن كل مكا تحتاجه الإرادة والرؤية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"