مقدمات الارتعاج خطر على الأم والجنين

01:04 صباحا
قراءة 6 دقائق

يعد مرض مقدمات الارتعاج من ضمن مضاعفات الحمل، ويتسم بارتفاع ضغط الدم، إلى جانب تلف في أحد أجهزة الجسم، وفي الأغلب الكبد والكلى.
يظهر هذا المرض في الأغلب بعد مرور 20 أسبوعاً من الحمل؛ وذلك بالنسبة لمن يكون ضغط الدم ليديهن طبيعياً.
يتسبب إهمال علاج هذه الحالة في الإصابة ببعض المضاعفات الخطرة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى وفاة الأم أو الجنين، ويكون في الأغلب العلاج الأكثر فاعلية لهذه الحالة هو الولادة.
تشير الدراسات والإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بمقدمات الارتعاج تبلغ 5% من حالات الحمل، وفي الأغلب فإن سبب هذه الحالة يتعلق بالأوعية الدموية في المشيمة.
يرجع بعض الباحثين هذه الحالة إلى أسباب وراثية، وآخرون إلى ارتباطها بالتلوث الذي تسببه وسائل المواصلات.
نتناول في هذا الموضوع مرض مقدمات الارتعاج بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والمسببات التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها، وطرق الوقاية الممكنة، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.


دون شكوى


يوضح الأطباء أن الإصابة بمرض الارتعاج تظهر أحياناً من غير أي شكوى أو أعراض بارزة، ومن الممكن أن يكون هناك ارتفاع ضغط الدم ببطء، أو بشكل مفاجئ.
تعد متابعة ضغط الدم من الأمور المهمة بالنسبة للرعاية التي تسبق الولادة، وكذلك لأنها العرض الأول على هذه الحالة.
يكون مستوى ضغط الدم غير عادي عندما يبلغ 140 على 90 ملليمتراً من الزئبق أو أكثر، ويتم تسجيله مرتين خلال 4 ساعات فقط.
يمكن أن تشمل حالة مقدمات الارتجاع ارتفاع نسبة البروتين في البول، والذي يعرف بالبيلة البروتينية، أو أي مشاكل إضافية في الكلى.
يكتشف هذين العرضين الطبيب من خلال أحد الفحوصات التي تجرى قبل الولادة، ويعد وجود البروتين في البول العلامة الأبرز على هذه الإصابة؛ لأن ما لا يقل عن 7% من النساء الحوامل يعانين ضغط الدم.


حساسية الضوء


تشكو المصابة بمرض مقدمات الارتعاج من صداع حاد، مع مشاكل في الرؤية، تصل أحياناً إلى فقدان مؤقت، أو حساسية تجاه الضوء، أو عدم وضوح الرؤية.
تشعر بألم في أعلى البطن، أو أسفل القفص الصدري من الجانب الأيمن في الأغلب مع الشعور بالغثيان أو القيء، ونقص في البول، وضعف في وظائف الكبد.
تنخفض مستويات الصفائح في الدم، وتعاني المصابة ضيقاً في التنفس؛ وذلك نتيجة وجود سائل في الرئتين.
يمكن مع تطور الحالة أن تعاني المصابة زيادة مفاجئة في الوزن أو التورم، وبخاصة في الوجه واليدين والقدمين والكاحلين، ويحدث بشكل خاص خلال الثلث الأخير.
يبدأ التورم صباحاً ومن ثم يزداد خلال اليوم، وإن كان هذا الأمر من الممكن أن يحدث في العديد من حالات الحمل الطبيعي؛ ولذلك فليست من العلامات المؤكدة على الإصابة بالارتعاج.


البداية بالمشيمة


ترجع الإصابة بمقدمات الارتعاج إلى عدة عوامل، وبحسب بعض الأطباء فإن الأمر يبدأ في المشيمة، ووظيفتها تغذية الجنين خلال فترة الحمل.
تنمو أوعية دموية جديدة في مرحلة مبكرة من الحمل، والتي تمد المشيمة بالدم بفاعلية، إلا أن هذه الأوعية لا تنمو لدى المصابة بمقدمات الارتعاج بصورة صحيحة، أو أنها لا تعمل بطريقة سليمة.
كما أنها تكون أضيق من الأوعية الدموية الطبيعية، وبالتالي فإنها تتفاعل بصورة مختلفة مع الإشارات الهرمونية، الأمر الذي يجعل كمية الدم المتدفقة من خلالها أقل.
تشمل أسباب هذا التطور غير الطبيعي عدة أسباب، منها أن الدم الذي يصل للرحم لا يكون كافياً، أو بسبب تلف الأوعية الدموية، وأحياناً نتيجة وجود مشكلة في المناعة، أو بسبب جينات معينة.
يصنف الأطباء مقدمات الارتعاج على أنها واحدة من 4 اضطرابات تتسبب في ارتفاع ضغط الدم خلال فترة الحمل.


أول حمل


يؤدي وجود بعض العوامل إلى زيادة خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج، ومن ذلك وجود إصابة سابقة بهذه الحالة، سواء على المستوى الشخصي أو العائلي.
يزيد من خطر الإصابة بالارتعاج إذا كانت المصابة تعاني ارتفاعاً مزمناً في ضغط دم، كما أن معدل الإصابة بهذه الحالة يكون كبيراً خلال أول حمل.
يعد العمر من عوامل الخطر، فكلما كنت المرأة صغيرة في السن زاد الخطر، وكذلك إذا كانت أكبر من 40 عاماً، وتصاب بهذه الحالة ذات البشرة السوداء بشكل أكبر.


السمنة المفرطة


تتسبب السمنة المفرطة في زيادة معدل الإصابة بمرض الارتعاج، وتعد هذه الحالة أكبر في النساء اللواتي يحملن بتوائم.
يعد كذلك من عوامل الخطر المدة بين الحمل والذي يليه، فتزيد نسبة الإصابة لو كانت المدة أقل من عامين وأكثر من 10 سنوات.
يكون خطر الإصابة أكبر لدى النساء اللائي بدأن حملهن من خلال الإخصاب في المختبر، وكذلك في الحالات التي تعاني بعض الأمراض، كداء السكري من النوعين الأول والثاني والصداع النصفي ومرض الذئبة.


نمو الجنين


يتسبب إهمال علاج مقدمات الارتعاج في زيادة خطر التعرض لمضاعفات خطرة، وبصفة عامة فإن التزام الحامل بفحوصات ما قبل الولادة تقلل من خطر المضاعفات، مع ملاحظة أن تأخر تشخيص الحالة يزيد من الخطورة بشكل كبير.
تشمل مضاعفات مقدمات الارتعاج تقييد نمو الجنين، لأن هذه الحالة تؤثر في الشرايين التي تنقل الدم للمشيمة، وهو ما يترتب عليه ألا يتلقى الجنين ما يكفيه من الدم والأكسجين والعناصر المغذية، وهو الأمر الذي يجعل نموه بطياً أو وزنه منخفضاً عند الولادة، أو يتسبب في ولادة مبكرة.
يمكن أن تحتاج المصابة بمقدمات الارتعاج للولادة المبكرة؛ وذلك بهدف المحافظة على حياة الأم والجنين.
تتضمن المضاعفات أيضاً انفصال المشيمة المبكر، وهي حالة تنفصل فيها المشيمة عن الجدار الداخلي قبل الولادة، ومن الممكن أن تتسبب في نزيف شديد، ربما يهدد حياة الأم والجنين.
تعد متلازمة هيلب أحد مضاعفات مقدمات الارتعاج، ويقصد بها تدمير خلايا الدم الحمراء أو الانحلال الدموي، وارتفاع إنزيمات الكبد وانخفاض الصفائح الدموية.


اختبارات محددة


يحتاج الطبيب إلى إجراء عدد من الاختبارات المحددة؛ وذلك بمجرد اشتباهه بمقدمات الارتعاج، وتبدأ باختبارات الدم، فيجري اختبار وظائف الكبد، ووظائف الكلى، وقياس الصفائح الدموية.
يجري أيضاً تحليل البول؛ وذلك بهدف قياس كمية البروتين فيه، ومن الممكن أن يطلب من المصابة تجميع عينات من البول على مدى 24 ساعة.
يمكن أن يكتفي بعينة واحدة لإجراء التشخيص؛ حيث يقيس نسبة البروتين إلى الكرياتينين، وهي مادة كيميائية تكون في البول دائماً.
يوصي الطبيب بمراقبة دقيقة لنمو الجنين؛ وذلك في العادة من خلال الموجات فوق الصوتية، ويستطيع بهذه الصور تقدير وزنه وكمية السائل في الرحم.
تشمل الفحوصات اختبار عدم الإجهاد أو الملامح البيوفيزيائية، وهو إجراء بسيط، من خلاله يتم فحص تفاعل معدل ضربات قلب الطفل خلال الحركة.
يستخدم هذا الاختبار الموجات فوق الصوتية، حتى يقيس تنفس الطفل، وتوتر العضلات والحركة وكمية السائل السلوي بالرحم.


الولادة المبكرة


تعد الولادة هي أكثر طرق العلاج فاعلية بالنسبة لمقدمات الارتعاج؛ وذلك لتجنب خطر النوبات المتزايدة وانفصال المشيمة، إلا أن الأمر يكون مختلفاً في مراحل الحمل المبكرة.
تحتاج المصابة بعد تشخيص الإصابة والتأكد منها إلى أن تكون متابعتها أكثر من المعتاد، مع إجراء اختبارات دم أكثر وتصوير بالموجات فوق الصوتية.
يمكن أن يشمل علاج مقدمات الارتعاج بعض الأدوية، كأدوية خفض ضغط الدم؛ وذلك في الحالات التي تعاني ارتفاع الضغط بشكل خطر.


راجع الطبيب أولاً


يجب مراجعة الطبيب بخصوص الأدوية التي تتعاطاها الحامل، لأن عدداً غير قليل منها يعد غير آمن للاستخدام خلال فترة الحمل.
تشمل الأدوية الكورتيكوستيرويدات؛ وذلك في الحالات التي تعاني حالة خطرة من مقدمات الارتعاج أو متلازمة هيلب، ومن الممكن أن تحسن هذه الأدوية من وظائف الكبد والصفائح الدموية بصورة مؤقتة؛ للمساعدة على إطالة مدة الحمل.
يمكن للكورتيكوستيرويدات أن تجعل رئتي الطفل أكثر نضجاً خلال 48 ساعة فقط، وتعد خطوة مهمة لتحضير الطفل المبتسر للحياة خارج الرحم.
يصف الطبيب الأدوية المضادة للاختلاج؛ وذلك إذا كانت الحالة شديدة، ومن هذه الأدوية سولفات الماغنسيوم، والتي تقي من أول نوبة.


إجراءات للوقاية


يمكن أن توفر بعض الإجراءات للوقاية من الإصابة بمقدمات الارتعاج، ومن ذلك تناول بعض الجرعات المنخفضة من الإسبرين.
يفيد هذا الإجراء بالنسبة لمن لديهم بعض عوامل الخطر، كإصابة سابقة بالارتعاج أو حمل متعدد أو ضغط دم مرتفع مزمن، ويصف الطبيب هذه الجرعة بداية من الأسبوع الـ12 من الحمل.
يمكن أن تفيد مكملات الكالسيوم لدى بعض النساء اللاتي يعانين نقص الكالسيوم قبل الحمل؛ وذلك عبر مكملات الكالسيوم الغذائية، ولابد من مراجعة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو فيتامينات.
ينصح بمحاولة فقد الوزن الزائد بالنسبة لمن يعانين السمنة، وكذلك السيطرة على الحالات الصحية الأخرى كداء السكري.
يجب على الحامل العناية بنفسها وجنينها من خلال الحرص على مواعيد المتابعة مع الطبيب؛ لأن اكتشاف الارتعاج مبكراً يمنع الإصابة بأي مضاعفات، كما يوفر خيارات أفضل لاتخاذ القرار المناسب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"