نصيرة اللاجئين

05:08 صباحا
قراءة دقيقتين

جمال الدويري

قبل أن يبدأ فصل الشتاء، هل لنا أن نتخيل وضع اللاجئين في العالم، أو نشعر بمآسيهم، وحرمانهم، وجوعهم.
كل هذا سينشط بعد أشهر، وكأن الإحساس بالآخرين موسمي، يرتفع بارتفاع معاناتهم، ويزيد مع هطل المطر، وينخفض إلى أن يتلاشى حين يزول الخطر، ويبدأ الربيع، ولكن تبقى المعاناة ويبقى اللاجئ لاجئاً.
عدد اللاجئين في العالم يزيد على 70 مليوناً، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكثر من نصفهم أطفال، يعيشون حياة مأساوية بكل ما في الكلمة من معانٍ، فمعظمهم محرومون من الأساسيات الضروية، كالغذاء والدواء والنوم الآمن، والتعليم الصحيح، كأقرانهم في كل أنحاء العالم، وهذا كلّه لم تجترحه أيديهم، ولم «تفعله» أو «تخطط» له عقولهم الطرية ونفوسهم الغضّة.. بل فرض عليهم فرضاً، ووضعوا تحته قسراً وغصباً.. هذه الأوضاع المزرية للاجئين، لاسيما الأطفال منهم، أقلقت كثيراً من أصحاب النفوس الكريمة، والإرادات الخيّرة، إلى تبنّي أوضاع كثير من هؤلاء، وتقديم العون والمساعدة والدعم المادي والنفسي، حتى يعودوا إلى بلدانهم معزّزين مكرّمين.
وكان من هؤلاء الكرام، صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث سيوجّه رسالة إلى المجتمع الدولي، وقادة التغيير والعمل الإنساني في العالم، خلال حفل الإعلان عن الفائز في الدورة الرابعة من جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين التي تشرف عليها وتنظمها صاحبة «القلب الكبير»، قرينة سموه، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية.
الهدف من الجائزة البالغة قيمتها 500 ألف درهم، ليس المال، رغم أهميته، بل التشجيع على العطاء والبذل، وتقديم العون لهؤلاء المساكين، ورفع بعض الحيف عنهم، ولا شك أن ارتفاع أعداد الملفات المرشّحة للجائزة، يعني أن الخير لم ينقطع لدى الناس، وأن يد أكفّ العطاء مبسوطة، والنفوس مفتوحة لتقديم العون.
تقييم المنظمات المشاركة يجري تبعاً لمدى تأثير عمل كل منها في تحقيق فوائد ملموسة على المجتمعات المستهدفة وقدرتها على تطبيق الابتكار في المشاريع المنفذة. كما تشمل معايير التقييم المشاريع والممارسات المبتكرة التي تتبعها المنظمات لتعزيز الاستدامة ومدى مراعاتها مبدأ المساواة بين الجنسين.
اللاجئون إخوتنا وأبناؤنا وأهلنا، خاصة أن الكثير منهم عرب ومن أبناء جلدتنا، وان كانت عُرى الإنسانية والتعاضد، هي الحاضر الأقوى بعيداً عن اللون أو الجنس والدين، هذه العرى تربط بينهم وبين كل الخيّرين وأصحاب العطاء، وإمارات الخير.. خير مثال.
وللشيخة جواهر في هذا، شأن كبير على الصعيد المحلي والعالمي، وجهودها ملموسة وبارزة، والملف تحت رعايتها، دائم الحضور ولا يعرف المواسم، والقضية حاضرة في وجدانها وقلبها، وهو ما على المجتمع الدولي دعمه في طريق حله، لا أن يبقى رهن الفصول.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"