أنجي كيم وحجارة الغونغي

02:46 صباحا
قراءة دقيقتين


أنجي كيم كاتبة كورية تعيش في فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي مؤلفة كتاب «ميراكل كريك» أفضل كتاب في العام، بحسب الواشنطن بوست، وتكتب في نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وغلامور، وغيرها.
كتابها «ميراكل كريك» الأكثر انتشاراً على مستوى العالم، حصل على جائزة إدغار ك«أفضل كتاب في العام» من قبل التايم، وواشنطن بوست، وأمازون وغيرها.
تتحدث كيم عن طقوس الكتابة بالعودة إلى ذاكرة 30 عاماً في موطنها كوريا، حيث كانت مهووسة بلعبة «الغونغي».. لعبة تقليدية كانت تساعدها على الاسترخاء حين تبدأ الكتابة.
تقول كيم: «حين أبدأ الكتابة، كنت ألعب الغونغي.. أحجار كورية كنت مهووسة بها وأنا صغيرة. كنت وحيدة، وحين أصل المنزل، أتناول مع أمي الوجبات الخفيفة، ونتحدث عن إلقاء الحجارة بألوانها الزاهية، بعد الهجرة إلى أمريكا، وأثناء مراهقتي كنت نادرا ما أرى والديّ، وقد توقفت عن لعب ال«غونغي».
ومنذ حوالي 8 سنوات، كنت أكتب بكالمعتاد، ثمة زاوية للكتابة، وخزانة صغيرة بدون نوافذ، مع سقف مائل ومنخفض جداً، يجب أن أجلس على الأرض، وعندما تفر مني الكتابة أواجه أسوأ إحباط يمكن أن يواجهه كاتب، خاصة أنني مضطرة لبدء مشهد جديد حول منزلنا المكون من غرفة واحدة في سول، بينما كنت أحدق في الفراغ، قفزت إلى ذهني تلك الذاكرة الحية، وأنا أجلس قرب والدتي في منزلنا في سول، كنت حينها ألقي بحجارة الغونغي. ولأنني يائسة اليوم، شعرت بحاجتي للعب فخرجت وحصلت على 5 حصوات صغيرة، وأعدتها إلى ركن الكتابة، ولعبت.
لم ألعب منذ أكثر من 30 عاماً، لكن ذاكرة العضلات بدأت تعاودني، حين ألقيت بالحصى وأمسكتها، ظهر تناغم مألوف، بعد بضع دقائق خطرت لي الفكرة والتقطتها حالاً، لقد ساعدني ذلك على كتابة المشهد الجديد لقصتي.
وضعت الحصى جانباً وكتبت. كلما استغلقت الكتابة عليّ، التقطت الحصى ولعبت مرة أخرى، وبدأت الكتابة.. صار الأمر حتمياً، لقد ذهبت إلى المتجر واقتنيت مجموعة بلاستيكية ملونة كتلك التي كنت أمتلكها في كوريا. إن تكرار الرمي وإمساك الحصى الملونة ينشط جزءاً من عقلي، أو ربما يربطني بذكريات الطفولة، واتصالي الحميم بأمي مهما كان الأمر. أنا الآن أعتمد على هذه الأحجار في الكتابة، وأحملها في سفري وترحالي مع جهاز المحمول الخاص بي.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"