التهاب جلدي عصبي يسبب الكثير من المتاعب

01:41 صباحا
قراءة 5 دقائق


يعد الجلد أكبر أعضاء الجسم، ويغطيه بالكامل، ويعرف بأنه الغشاء الذي يكسو الجسد الخارجي، ووظيفته الأساسية حماية الجسم من خلال ما يتميز به من خصائص فيزيائية.
يصاب الجلد بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية، ومنها التهاب الجلد العصبي، وهو حالة جلدية تبدأ مع ظهور بقع تتسبب في الشعور بحكة مزعجة في البشرة، وبالتالي تظهر دوائر خشنة، ويصبح الجلد سميكاً بصورة ملحوظة.

يمكن أن يتطور الأمر إلى عدة بقع، والتي تظهر في العادة على الرقبة، أو الرسغين أو الساعدين أو الساقين أو الفخذين أو الكاحلين.
نتناول في هذا الموضوع مرض التهاب الجلد العصبي بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تظهر وتميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.
نوبات متعددة
يعرف مرض التهاب الجلد العصبي أيضاً بالحزاز البسيط المزمن، وهو ليس خطيراً كما يظن البعض، وليس معدياً أو ينتقل عبر الوراثة، إلا أن الحكة الشديدة والمتكررة تؤثر على جودة حياة المصاب وأنشطته اليومية.
يظهر هذا المرض على شكل نوبات متعددة، تشمل من 15 إلى 35 بقعة ذات لون بنفسجي في عدة مناطق بالجسم، ويصاحبها حكة شديدة في بعض الحالات، وتتحول هذه البقع بعد فترة زمنية للون الداكن، بقع بنية، وهو الأمر الذي يعود بالأثر السيئ على نفسية المريض.
يعتمد نجاح العلاج في السيطرة على رغبة المصاب في فرك وخدش المناطق المتضررة، وربما احتاج الأمر إلى تحديد الأسباب التي أدت إلى تفاقم المشكلة.
المشاكل النفسية
يجهل الأطباء والباحثون السبب الرئيسي وراء الإصابة بالتهاب الجلد العصبي، ومن الممكن أن يبدأ الالتهاب أحياناً في فترات الإجهاد الشديد، أو القلق والاضطرابات النفسية كالاكتئاب.
يمكن أن يكون سبب ذلك أيضاً ارتداء المصاب لملابس ضيقة، الأمر الذي يتسبب في تهيج البشرة، وبالذات عندما تكون مصنوعة من ألياف صناعية كالبوليستر.
يؤدي إلى هذا الالتهاب التعرض للدغ من إحدى الحشرات، وكذلك فرك أو خدش المنطقة يزيد من التهيج والحكة.
ترتبط هذه المشكلة في بعض الحالات بغيرها من الأمراض الجلدية، كالصدفية والإكزيما والجلد الجاف، وأحياناً يكون بسبب التعرض لإصابات عصبية.
يمكن أن يزيد خطر الإصابة بالتهاب الجلد العصبي نتيجة توافر بعض العوامل، ومن ذلك الجنس، فالنساء أكثر إصابة بهذا المرض من الرجال، كما أنه أكثر انتشاراً بين من تتراوح أعمارهم من 30 إلى 50 عاماً.
يكون المصابون الذين لديهم تاريخ مرضي من التهابات الجلد أو الصدفية أو الإكزيما أكثر عرضة للإصابة بهذا الالتهاب، كما تحفز اضطرابات القلق والتوتر الحكة التي تكون مرتبطة بالتهاب الجلدي العصبي.
ألم وعدم راحة
تشمل أعراض التهاب الجلد العصبي ظهور بقعة جلدية أو أكثر ذات حكة، وربما كانت الحكة شديدة تظهر وتختفي، ومن الممكن أن تستمر من غير توقف.
يكون ملمس المناطق المصابة خشناً أو متقشراً، كما تظهر بقع خشنة أو قاسية وتكون مرتفعة عن مستوى الجلد، أو حمراء اللون، أو ذات لون أغمق من لون البشرة.
تظهر هذه البقع في المناطق التي يكون الوصول إليها سهلاً، وبالتالي يتسبب في خدشها، وتشمل هذه المناطق الرأس والرقبة والمعصم والساعد والكاحل، وربما حدث ذلك أثناء النوم أو أن يصبح عادة للمصاب.
يشعر المصاب بالتهاب الجلد العصبي بالألم، ويتساقط شعر رأسه، وذلك عندما يبدأ الحك والخدش في فروة الرأس.
يصاب بالعدوى، ويكون شكلها على هيئة تقرحات ذات قشور صفراء، وينزل معها إفرازات سائلة تصاحب أحياناً نتواءات مملوءة بالقيح، ويعد من الأعراض أيضاً تندب الجلد بسبب الخدش، مع ظهور خطوط على سطح جلد المصاب.
عدوى بكتيرية
يمكن أن يتسبب التهاب الجلد العصبي في بعض المضاعفات؛ حيث يؤدي استمرار الخدش إلى حدوث جرح أو عدوى بكتيرية للجلد.
تشمل المضاعفات أيضاً حدوث ندبات دائمة، أو تغيراً في لون جلد المصاب، وربما أثرت الحكة على نوعية الحياة والأنشطة المختلفة.
ينصح باستشارة الطبيب في الحالات التي تعاني من تكرار حك المنطقة نفسها، أو أن الحكة تؤثر في تركيز المصاب خلال أدائه لمهامه اليومية، أو تمنعه من النوم، وكذلك في الحالات التي تشعر بألم في الجلد، أو التي يبدو فيها ملتهباً، أو التي تعاني من الحمى.
يمكن أن يشخص الطبيب التهاب الجلد العصبي من خلال فحص الجلد المصاب، ويقوم بتحديد هل هناك أي حكة وخدوش في المنطقة المصابة. يلجأ إلى أخذ عينة، خزعة، من الجلد المصاب وفحصها؛ وذلك بهدف استبعاد أي أسباب أخرى وراء الأعراض التي يعاني منها المصاب.
التحكم في الأعراض
يكون هدف علاج هذا المرض التحكم في الأعراض، كالحكة ومنع المصاب من الفرك والخدش، مع علاج أي أسباب وراء هذه الحالة.
يشمل العلاج الكريمات المضادة للحكة، ومنها كريم الكورتيكوستيرويدات، وهو يصرف من غير استشارة الطبيب، ويعد مفيداً للغاية، ومن الممكن أن يصف الطبيب بعض الأنواع الأقوى أو الأدوية المضادة للحكة.
تساعد حقن الكورتيكوستيرويدات، والتي تحقن مباشرة في الجلد، على الشفاء، كما أن مضادات الهيستامين، والتي تصرف من غير وصفة طبية، تساعد على تخفيف الحكة، وتساعد على تخفيف الخدش أثناء فترة النوم، ومن الممكن أن تتسبب بعض هذه العقاقير في النعاس كأثر جانبي.
يمكن أن تكون الأدوية المضادة للقلق مفيدة في تجنب الحكة، وذلك بالنسبة لمن يحفز القلق والتوتر الالتهاب الجلدي العصبي لديهم.
حقن البوتوكس
يقترح الطبيب المعالج في بعض الحالات التي تعاني من الحكة الشديدة استخدام لطخات الليدوكايين الموضعي بتركيز 5%، أو الكابساسين بتركيز 8%.
يفيد في بعض الأحيان تعرض الجلد المصاب لأنواع معينة من الضوء، كما أن تعلم أساليب استنزاف المشاعر والسلوك لتجنب الحكة والخدوش.
يمكن أن يقترح الطبيب أساليب أخرى للعلاج، وذلك في الحالات التي لا تتحسن مع استخدام الكورتيكوستيرويدات، وتستمر لديها الحكة، ومنها بعض العلاجات غير التقليدية؛ حيث أشارت بعض الدراسات إلى تحسن الأعراض بعد الخضوع لهذه الطرق.
تشمل هذه العلاجات حقن البوتوكس، وربما قللت هذه التقنية من الحكة وإزالة بقع الجلد الخشنة، كما يتوافر دواء فموي يخفف رغبة المصاب الملحة في الحك والهش.
الرعاية الذاتية
يمكن أن توفر بعض إجراءات الرعاية الذاتية قدراً من السيطرة على أعراض التهاب الجلد العصبي، وتبدأ هذه الإجراءات بالتوقف عن الفرك والخدش، وبرغم أنه من الممكن أن تكون الحكة شديدة، فإن الحل يكمن في تجنب الفرك والخدش.
ينصح بوضع كمادات باردة ورطبة؛ لأنه هذا الإجراء ربما خفف من الحكة وعمل على تهدئة الجلد، كما أن الكمادات يجب أن توضع على الجلد المصاب قبل دهنه بالكريم العلاجي ببضع دقائق، حيث يساعد على أن يمتص الجلد الكريم.
يساعد تغطية المنطقة المصابة بعصابة أو ضمادة في حماية الجلد وتمنع الخدش، وتفيد هذه الطريقة في الحالات التي تعاني من الحكة خلال النوم.
ينبغي للمصاب بالتهاب الجلد العصبي أن تكون أظافره دائماً مقلمة؛ لأن الأظافر القصيرة تكون أقل ضرراً على الجلد، وبخاصة لو كان الحك أكثر أثناء النوم.
يمكن أن يساعد الحصول على حمام قصير ودافئ وليس ساخناً في تقليل الحكة، مع رش دقيق الشوفان الغروي، واستعمال صابون معتدل من غير صبغة أو رائحة، وبعد الانتهاء من الحمام تجفف البشرة جدياً، وتدهن بمرطب غير معطر.


السيطرة على الأعراض

أوصى عدد من الباحثين المصابين بالتهاب الجلد العصبي بتجنب أي مثيرات للبشرة، وكذلك ارتداء الملابس المناسبة التي لا تؤدي إلى تهيج الجلد.
أجرى الباحثون دراسة خلصوا فيها إلى أن أساليب تخفيف الإجهاد تلعب دوراً مهماً في السيطرة على أعراض هذا المرض؛ ولذلك فإن الابتعاد عن الأعباء النفسية عليه دور للتخلص من هذه المشكلة.
تفيد أساليب الصفاء الذهني مع الاسترخاء بالذهاب إلى البحر مثلاً؛ لأن مسببات الحساسية تقل بالهواء، بالإضافة إلى أن الأشعة فوق البنفسجية لها تأثير مضاد جيد على الالتهاب.
وجهوا نصيحة أخرى بارتداء الملابس المناسبة كالقطن والحرير، كما أن الجوارب التي تغطى بطبقة من الفضة تحمي المناطق التي تضررت، وذلك بالنسبة للحالات الشديدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"