لا أحد يريد العودة إلى نظام تقييد الحركة، وما رافق ذلك من برامج شاملة وموسعة للتعقيم الوطني، في الوقت ذاته لا أحد يريد تضاعف حالات فيروس كورونا وزيادتها اليومية بشكل لافت ومقلق، ولا أحد يريد العودة مرة أخرى إلى فتح المستشفيات الميدانية ومناطق الحجر الصحي، ولتجنب كل هذا يجب على كل فرد الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية داخل المنازل وفي المكاتب وفي الأماكن العامة.
ارتفاع حالات فيروس كورونا المسجلة أمس إلى 735 حالة خلال 24 ساعة بزيادة 161 حالة عن إجمالي حالات أمس الأول التي بلغت 574 إصابة، بينما كان إجمالي الإصابات يوم الأحد الماضي 427 إصابة، وكانت 390 إصابة يوم السبت الماضي، هذه الأرقام تظهر مدى الزيادة اليومية في عدد الإصابات خلال الأسبوع الجاري.
في ظل هذه الزيادة اللافتة في عدد الإصابات هناك بعض القطاعات والأنشطة يجب إعادة النظر في استمرارية عملها، أو على الأقل تشديد الإجراءات واتخاذ عقوبات صارمة بحقها، فعلى سبيل المثال غالبية المقاهي التي عاودت نشاطها لا تلتزم بإجراءات التباعد الاجتماعي، والإجراءات الاحترازية منها لبس الكمامة، لأن غالبية المتواجدين في المقاهي يحتسون الشاي والمشروبات الساخنة والباردة، وبالتالي نسبة الالتزام ضعيفة جداً.
الأمر ينسحب على المحال التجارية التي تبيع منتجات رخيصة الثمن، والمقصود هنا محال كل شيء ب 10 و20 درهماً، فهذه المحال تشهد يومياً وبالذات خلال الفترة المسائية زحاماً لافتاً يصعب معه تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية، وأن دخول شخص ما حامل للفيروس لهذه المحال بكل تأكيد سيتسبب في نقل العدوى لأعداد كبيرة.
يجب إعادة النظر في إجراءات وآلية الحجر الصحي، بحيث تكون عملية الحجر إما في المستشفيات الميدانية أو أماكن مجهزة لهذا الغرض أو في فنادق تخصص لذلك، وألا تكون في المنازل لصعوبة الالتزام وعدم التقيد من قبل البعض الذين يستهترون بالأمر، ما يؤدي إلى نقل العدوى في حال وجود إصابات.
عودة هذا العدد الكبير من الإصابات يتطلب من الجميع التصرف بمسؤولية، لجهة الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية في مواقع العمل وفي الأماكن العامة، فلا يوجد مبرر للتراخي في توفير المعقمات في مداخل البنايات والتي كانت متوفرة بكثرة في بداية الجائحة، والآن شبه اختفت من أمام المصاعد، فأصحاب البنايات مسؤولون أيضاً في تعزيز إجراءات الوقاية والسلامة.
سلام أبوشهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
