«النكافية».. غدة لعابية تستهدفها الفيروسات

01:54 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيقات «الصحة والطب»

تتسم الغدد النكافية بأن لها العديد من الوظائف الحيوية في الجسم؛ حيث إنها تقوم بإنتاج 20% من إجمالي المحتوي اللعابي في الفم، ما يعمل على تسهيل عملية المضغ والبلع أثناء الطعام، وربما تتعرض النكافية لبعض المشكلات المرضية التي تنجم عن عدوي فيروسية، وتشير الدراسات إلى أن 20% من الأشخاص المصابين لا تكون لديهم أي أعراض، أما الحالات الأخرى فتظهر عليها العلامات خلال أسبوعين أو ثلاثة بعد الإصابة، وتجدر الإشارة إلى أن أهم طرق الوقاية هو اللقاح النكاف الذي يتم إعطاؤه للأطفال على جرعتين، الأولى من عمر 11 إلى 15 شهراً، والثانية من سن 4 إلى 6 سنوات.
تقول الدكتورة مانور تشاغلاسيان، أخصائية جراحة الأنف والأذن والحنجرة، أن الغدة النكافية تقع خلف زاوية الفك، أسفل الأذنين وأمامهما، وهما أكبر زوج من الغدد اللعابية، وتسهمان مع الغدد الباقية في إنتاج اللعاب، ويمكن أن تصاب بأمراض منها:-
* الالتهابات الفيروسية التي تحدث بسبب الجراثيم، وهي من الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق اللعاب والرذاذ، ويمكن أن ينجم عنها مضاعفات خطِرة.
* تتشكل الحصيات من الأملاح الموجودة في اللعاب، وتكون عرضية عندما تسد القناة التي تصرف اللعاب داخل الفم وتمنع خروجه، فيتجمع داخل الغدة، ويؤهب لحدوث الالتهابات الجرثومية.
* الأورام الحميدة أو الخبيثة.


أعراض وعلامات


تذكر د.مانور أن أهم أعراض مشكلات الغدة النكافية تظهر على شكل تورم وكتلة على الخد، وألم أثناء الطعام، وارتفاع درجة حرارة الجسم، وتختلف باقي العلامات بحسب الحالة مثل:-
* عند وجود الحصاة تنتفخ الغدة، وكلما بدأ المريض بالأكل يزداد إنتاج اللعاب، ولا يتم تصريفه بسبب انسداد القناة بالحصاة، فيشعر المصاب بالألم، وبعد فترة من الانتهاء من الطعام تعود الغدة إلى حجمها الطبيعي، وفي الأغلب تكون المشكلة في جانب واحد من الوجه.
* في حالة النكاف يكون التورم مؤلماً ومستمراً غير متناوب، ويترافق مع ارتفاع درجة الحرارة، وسوء الحالة العامة، ويمكن أن يكون ثنائي الجانب.
* يرافق الالتهابات الجرثومية أحياناً خروج القيح من فوهة تصريف الغدة داخل الفم.
* الأورام السليمة أو الحميدة تكون على شكل كتلة غير مؤلمة في الخد أو تحت زاوية الفك السفلي، أما الخبيثة فتتسم الكتلة بأنها مؤلمة، وتحدث زيادة سريعة في حجمها، مع ضعف في حركات عضلات الوجه وصعوبة في فتح الفم.


داء معدي


يقول الدكتور شعيب شاهزاد خان، أخصائي أمراض الأطفال وحديثي الولادة، إن الإصابة بفيروس الغدة النكافية تعتبر من الأمراض المعدية، حتى وإن كان المريض لا تظهر عليه أي أعراض، وتنتقل العدوي عن طريق العطس أو السعال، أو حتى التحدث أمام شخص آخر، ويؤدي ذلك إلى تطاير قطرات من سائل الفم، وتسمى النكافية بالغدة اللعابية؛ حيث إن وظيفتها تتمثل في إفراز اللعاب في الفم، الأمر الذي يسهل عملية الهضم عندما نأكل الطعام وكذلك البلع، وتُسهم في منع جفاف الفم، كما يحمي اللعاب الأسنان من البكتيريا.


مخاطر شديدة


ينبه د.شعيب إلى أن مشكلات الغدة النكافية يمكن أن تتسبب في صعوبة الأكل والبلع، وآلام شديدة وتورم في الخد والوجه، ومن الحالات المرضية غير الشائعة التي يمكن أن تصيب البالغين والصغار التهابات الدماغ، ويجب الانتباه إلى ضرورة فحص الغدة النكافية والدماغ في حال الإصابة بالغثيان وارتفاع ضغط الدم، وربما يعاني بعض الفتية الصغار من تورم في الخصيتين، والشعور بألم في تلك المنطقة، وينجم عنها إلحاق الضرر في حال عدم العلاج؛ حيث يتعين على المصاب الحصول على الراحة بشكل جيد، وتناول مسكنات الألم، وشرب الكثير من الماء، وهي أيضاً من الحالات النادرة.


وسائل تشخيصية


يذكر الدكتور أشرف الحاج، أخصائي أنف وأذن وحنجرة، أن الغدة النكافية توجد في الوجه والعنق، وتمتد إلى الأسفل والأمام من الأذن، وعند زاوية الفك بالطرفين، وهي من أكثر الغدد إصابة بالأمراض، سواء الولادية أو الالتهابية أو الورمية، ويعتمد تشخيص هذه المشكلات على الكشف السريري، والفحص الطبي الدقيق لرؤية الأعراض التي ترافق الحالة كالتورم، وتغير لون الجلد المغطي للغدة إلى الأحمر، ما يشير إلى مرض التهابي، ومدى إمكانية فتح الفم لتحديد درجة الألم، ثم يخضع المريض للأشعة التشخيصية أو المقطعية والرنين المغناطيسي والتصوير الظليل، بالإضافة إلى العديد من التحاليل المخبرية، وفي بعض الحالات يمكن أخذ خزعة من الغدة في حال وجود ورم؛ لتحديد نوعيته وإجراء العلاج المناسب.


مضاعفات متعددة


يلفت د.أشرف إلى أن أهم مضاعفات أمراض الغدة النكافية يتمثل في حدوث شلل بعضلات الوجه، وفي حال الالتهابات الشديدة يمكن أن يحدث خراجاً داخل الغدة، ويحتاج إلى التدخل الجراحي وخاصة عندما يمتد الالتهاب ويتسبب في وجود ناسور على الجلد، وربما يحدث نقص بإفراز اللعاب، ما يؤثر سلبا على صحة الفم والأسنان، وصعوبة تناول الطعام والبلع، وعند الإصابة بأورام خبيثة يشمل الشلل نصف الوجه.


خطة علاجية


يؤكد د.أشرف أن علاج أمراض الغدة النكافية يتم بطرق مختلفة بعد الحصول على التشخيص الصحيح، ويمكن استخدام الصادات في حال حدوث التهاب جرثومي، بالإضافة إلى شرب السوائل وإعطاء محرضات إفراز اللعاب وتدليك الغدة للتخلص من الالتهاب، وفي حالة وجود حصيات داخل الغدة يجب أن يقوم الطبيب بالتدخل الجراحي باستخدام المنظار؛ ليتمكن من إزالة الحصيات من الداخل، أو استئصال جزء من الغدة أو بالكامل بحسب نوع المرض.


تدابير الوقاية


يذكر د.أشرف أن أهم طرق الوقاية من أمراض الغدة النكافية تكمن في الاهتمام بأخذ لقاح النكاف؛ لتجنب الإصابة بالمرض الفيروسي الذي يصيب الغدة، وما يحدثه من اختلاطات ومضاعفات، بالإضافة إلى المحافظة على نظافة الفم والأسنان، ومعالجة الأمراض الفموية والسنية مبكراً، وشرب السوائل بشكل كافٍ؛ لتجنب الإصابة بتجفاف الفم، وبالتالي زيادة إمكانية حدوث الالتهابات في الغدة، وتجدر الإشارة إلى أن أهم أسباب حدوث التجفاف الفموي هو التنفس عن طريق الفم، وذلك لصعوبة التنفس عن طريق الأنف، وبالتالي يجب علاج مشاكل انسداد الأنف، ويتعين على البالغين الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول الذي ثبت دورهما في حدوث العديد من الأورام الخبيثة، مع تجنب التعرض للإشعاعات؛ لدورها في نشأة الخلايا السرطانية.


أورام النكافية


تمثل أورام الغدة النكافية 85% تقريباً من نسبة أورام الغدد اللعابية، وتكون حوالي 25% منها خلايا سرطانية خبيثة، وتظهر أعراض هذا المرض في البداية على شكل كتلة أو تورم يصاحبها آلام ووخز في منطقة الفك، وفي حال كانت الخلايا خبيثة فإنها تؤثر على أعصاب الوجه وتتسبب في فقدان السيطرة على تعبيراته، ولتأكيد الإصابة وتحديد نوع الورم يتم أخذ خزعة من الأنسجة واختبارها، بالإضافة إلى الفحص السريري للفك والرقبة والحلق، وإجراء أشعة مقطعية أو الرنين المغناطيسي؛ لمعرفة مكان الخلايا غير الطبيعية وحجمها، وتعتبر عملية الاستئصال بالجراحة هي أفضل طرق علاج هذه الحالة، مع ضرورة تجنب تلف العصب المسؤول عن حركات الوجه، وربما يتطلب خضوع المريض للعلاج الإشعاعي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"