قص المعدة .. استئصال هرمونات الشهية

01:30 صباحا
قراءة 5 دقائق

تحقيقات: الصحة والطب

تحدث السمنة نتيجة العوامل الجينية أو البيئية؛ حيث يصعب على الشخص التحكم في اتباع النظام الغذائي، ويرتفع مؤشر كتلة الجسم إلى 30%، ما يتسبب بوجود فائض من الدهون التي يستطيع الجسم التخلص منها، وتؤدى زيادة الوزن المفرطة إلى العديد من المضاعفات والمخاطر التي تؤثر بشكل مباشر في صحة الحياة، وتجعل الشخص عرضه أكثر من غيره للإصابة بمجموعة من الأمراض المزمنة، وفي حال الفشل في الالتزام بالحمية الغذائية يجب اللجوء للتدخل الجراحي، وقد انتشرت في العقود الأخيرة الكثير من التقنيات التي تسهم في التخلص من البدانة، التفاصيل في السطور التالية على لسان الخبراء والمتخصصين:

تقول الدكتورة تغريد المحميد استشاري الجراحة العامة: "إن عمليات تصغير المعدة تقنية جراحية تستخدم للتخلص من زيادة الوزن، والمساعدة في فقدانه بشكل أسرع والتمتع بجسم مثالي وصحي، وذلك عن طريق تغيير حجم المعدة لتصبح أصغر، وبالتالي يشعر الشخص بالشبع عند تناول كمية قليلة من الطعام، وتتعدد أنواع هذه العمليات، ومنها عملية حلقة المعدة، وبالون المعدة، ويعتبر الأكثر انتشاراً هما جراحة تحويل المسار (المجرى)، والتكميم أو قص المعدة.

فئة مستهدفة

توضح د.تغريد، أن الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن المفرطة ويحتاجون إلى إجراء عملية قص المعدة، هم من تتراوح كتلة الجسم لديهم من 35 إلى 40، وكذلك أصحاب الأمراض المزمنة، كمشكلات القلب، ارتفاع الضغط والسكري، وبعض آفات الجهاز التنفسي كالاختناق أثناء النوم، ومن لديهم آلام شديدة في المفاصل، والنساء اللواتي يعانين من تأخر الحمل بسبب الوزن الزائد، الذين فشلوا في إنقاص وزنهم بالطرق العادية مثل اتباع حمية غذائية وممارسة التمارين الرياضية.

إجراء الجراحة

تلفت د.تغريد إلى أن هناك بعض الإجراءات التي يتم اتباعها قبل عملية قص المعدة، وهي التأكد من الحالة الصحية للمريض، وعدم معاناته أمراضاً نفسية، كما يجب شرح خطوات الجراحة ومخاطرها المحتملة، وفي البداية يخضع المريض للتخدير الكلى، ويقوم الجراح بعمل فتحة يضع من خلالها غاز أكسيد الكربون لنفخ البطن، ثم استخدام المنظار لعمل الفتحات الأخرى لبدء الجراحة، ويتم القص بشكل طولي للجزء الذي يحتوى على الهرمونات المسؤولة عن رفع الشهية في المعدة، وإزالة ما يعادل 75% من الحجم الإجمالي للمعدة، وإخراجه من أكبر فتحة موجودة، وتستغرق العملية إجمالاً نحو ساعة، ويمكن أن تزيد بحسب الحالة.

الوزن المفقود

يشير الدكتور باسل عموري استشاري جراحة السمنة بالمنظار إلى أن فقدان الوزن بعد إجراء جراحة قص المعدة يستمر عادة لمدة 12 شهراً، وفي المتوسط يفقد الناس 65-70% من وزنهم الزائد بعد عملية تحويل المسار، و 55-65% بعد جراحة القص أو التكميم، و40-45% بعد ربط المعدة، ويتم حساب الوزن المثالي للمريض عن طريق حاصل ضرب 25 في طول الشخص بالمتر.

مضاعفات مبكرة

يذكر د.باسل أن المضاعفات المبكرة لعملية قص المعدة يمكن أن تحدث في غضون 30 يوماً من الجراحة، يمكن العودة للتدخل الجراحي في بعض الحالات مثل: النزيف والتسرب التفاعلي مع الإنتان، والجلطات في الساقين أو الرئتين، أو العدوى ومضاعفات القلب والرئة العامة المتعلقة بالتخدير، ويمكن أن يتعرض البعض للوفاة، وذلك بنسبة (0.2 %)، وبالتالي فإن اتخاذ قرار إجراء هذه الجراحة يحتاج إلى التأكد من صحة المريض، واعتماد تدابير الوقاية الطبية لتقليل هذه المخاطر، والتي تشمل حقن ترقق الدم لمدة أسبوعين قبل وبعد الجراحة، والمضادات الحيوية في غرفة العمليات، وعمل اختبار عدم التسرب مع الصبغة أثناء أو بعد الجراحة، والالتزام بالنظام الغذائي السائل لمدة أسبوعين، مع تناول الأدوية المضادة للقرحة، والامتناع عن التدخين قبل وبعد عملية قص المعدة.

مخاطر متأخرة

يلف د.باسل إلى أن هناك بعض المخاطر التي يمكن أن تحدث بعد أشهر أو سنوات من إجراء جراحة قص المعدة، مثل:

- مشكلات القرحة مثل الثقب أو النزيف، وتسمم الدم، وهي تستهدف على الأكثر المدخنين، ولذلك يجب أن يتناول المريض أدوية مضادة للقرحة لمدة عامين بعد عملية التكميم.

- تضييق في المفصل بين المعدة والأمعاء، أو (فتق بيترسن) الذي يؤدي إلى انسداد أو نخر الأمعاء، وينجم ذلك عن عدم إغلاق فجوات الفتق بشكل صحيح، واستخدام الخيوط غير القابلة للذوبان التي تعمل على تقليل هذا الخطر.

- نقص الفيتامينات والمعادن؛ حيث يجب على المريض الالتزام بالمكملات الغذائية الموصى بها وإجراء فحوص الدم المنتظمة للتحقق منها، واستعادة الوزن.

- يمكن أن تشمل المضاعفات النادرة حدوث سوء التغذية، خاصة للأشخاص الذين يتناولون المشروبات الكحولية بشكل مفرط، أو من يعانون من ارتجاع المريء.

تدابير وقائية

ينصح د.باسل، بالالتزام بالنظام الغذائي السائل في الأسبوعين الأولين بعد الجراحة، واعتماد أسلوب الحياة الصحي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والامتناع عن التدخين خاصة بعد جراحة تكميم المعدة، وتناول المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن الموصى بها ومراقبة مستويات الدم على الأقل كل 6-12 شهراً مع إجراء اختبارات الدم بشكل دوري.

نظام غذائي

تؤكد الدكتورة نور هشام طبيبة الصحة العامة، أن اتباع الحمية الغذائية، والالتزام بقائمة الأكل المسموح تمكن الجسم من الاستشفاء والتكيف مع الحجم الأصغر بعد إجراء عملية قص المعدة، إضافة إلى تجنب المضاعفات، واكتساب عادات غذائية صحية للحفاظ على الوزن الصحي ومؤشر كتلة الجسم المثالي.

الأسبوع الأول

يجب الالتزام بشرب السوائل الصافية فقط مثل الماء والحليب منزوع الدسم والحساء الخالي من الدهون، وذلك للمحافظة على ترطيب الجسم، ومساعدة المعدة على الالتئام، وتجنب الجفاف والإمساك، مع ضرورة الامتناع عن المشروبات السكرية والمحلية، الكافيين والقهوة، المشروبات الغازية والمعدنية، فربما تسبب انتفاخ وعسر هضم ومضاعفات على المدى البعيد.

الأسبوع الثاني و الثالث

يمكن أن يبدأ المريض بتناول مصادر البروتين المخفوقة أو المهروسة أو السائلة نوعاً ما، حتى تتمكن المعدة من هضمها بسلاسة، ولتجنب أي نوع من عسر الهضم، وتشمل قائمة البروتين المسموحة الأسماك واللحم المهروس، والأجبان البيضاء والألبان والزبادي منزوع الدسم، مع الالتزام بشرب كميات كافية من السوائل.

الأسبوع الرابع و الخامس

يستطيع الشخص تناول الأطعمة الناعمة الخفيفة بشكل تدريجي ذات مصادر البروتين العالية والخالية من الدهون، التي تشمل الأسماك المطهوة جيداً، الخضار كالبطاطا والجزر، والفواكه مثل: الموز و الأفوكادو، الأجبان والألبان خالية الدسم، بياض البيض، مع ضرورة تجنب شرائح اللحم والخضراوات الليفية والمكسرات، وفي هذه المرحلة يمكن شرب الكافيين بكميات معتدلة، مع الحفاظ على تناول كمية كافية من السوائل لترطيب الجسم.

الأسبوع السادس

يمكن البدء في تناول الأطعمة الصلبة، مع المحافظة على كميات كافية من البروتين، ومكملات الفيتامينات، والسوائل، ويمكن إضافة المزيد من الفواكه والخضراوات بعناية، مع كميات صغيرة من الدهون والسكر بحذر، إضافة إلى شرب الكافيين باعتدال.

عادات صحية

تنبه د.نور إلى الوجبات المسموح بها بعد إجراء عملية قص المعدة تختلف من شخص لآخر وبحسب الحالة، وبشكل عام يحتاج المريض إلى تناول وجبات أصغر مرات عدة خلال اليوم لبقية حياته، والالتزام ببعض العادات الصحية الأخرى مثل:

- مضغ الطعام ببطء جيداً قبل بلعه حتى يسهل عملية الهضم، وإدخال طعام واحد جديد في كل مرة، ليتمكن من ملاحظة ردة فعل الجسم.

- تعلم كيفية إدراك الفرق ما بين الشعور بالجوع والشهية التي يمكن أن تكون ناتجة عن حالة نفسية.

- يجب الفصل بين تناول الطعام وشرب الماء والسوائل مدة لا تقل عن 30 دقيقة.

- المحافظة على ممارسة الرياضة، ونمط الحياة الغذائي الصحي.

قائمة الممنوعات

يعتبر الالتزام بالنظام الغذائي وقائمة الطعام المسموح بها من قبل الطبيب المعالج، أهم خطوات نجاح عمليات التخلص من البدانة والوزن الزائد، حتى تتكيف المعدة مع حجمها الصغير بعد إجراء الجراحة، كما يسهم نمط الحياة الصحي في اكتساب عادات غذائية سليمة، للحفاظ على مؤشر الكتلة المثالي، وهناك بعض الأطعمة التي تندرج في قائمة الممنوعات بعد عملية قص المعدة، مثل: الكربوهيدرات والسكريات، القهوة والكافيين، المشروبات الغازية، المأكولات الدهنية، الزيوت، المقليات، الوجبات السريعة، المكسرات، والمأكولات صعبة الهضم، الأطعمة المعلبة والمعالجة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"