«كورونا».. المعركة مستمرة بين الفيروس وجسم الإنسان

01:10 صباحا
قراءة 4 دقائق
إعداد: خنساء الزبير

مازال الكثير لا يُعرف عن فيروس كورونا المستجد بالرغم من مرور أكثر من نصف عام قضاها العلماء في مراقبته، وربما يبقى الامر على ما هو عليه لمدة تطول أو تقصر قبل القضاء على الكارثة الصحية الناجمة عن انتشاره.
يبدو أن الخروج بلقاح أو دواء، سواء كان جديداً كلياً أو معاد استخدامه، أمراً يصعب التنبؤ بموعده ولكن يبقى الأمل موجوداً في أن يتحقق في زمن قياسي يفوق التصور. يأتي ذلك الأمل من بعض نتائج الأبحاث العلمية المبشرة؛ فقد أثبتت إحدى الدراسات إمكانية قطع الطريق على الفيروس بمنع دخوله للخلية، ووجدت أخرى أن طرق التشخيص التي بدأت منفرة سوف تتطور بحيث تصبح أكثر سهولة.


تأكيد التباعد


أثبت التباعد الجسدي دوره كاستراتيجية فاعلة في الحد من انتشار فيروس كورونا، والذي اتضح جلياً في تراجع أعداد الإصابات في كثير من المناطق بالعالم. أكدت دراسة حديثة ذلك الدور حيث يقول باحثون من كلية جونز هوبكنز-بلومبيرج للصحة العامة، إن التطبيق الصارم للتباعد الجسدي ارتبط بانتشار أقل للفيروس بينما ارتبط استخدام وسائل النقل العام وزيارة العيادات والمشافي والسفر باحتمالية أعلى بشكل ملحوظ
حيث أجرى الباحثون مسحاً لعينة عشوائية من أكثر من 1000 شخص في ولاية ماريلاند في أواخر يونيو، حيث تم التقصي عن مدى تطبيقهم للتباعد الجسدي، واستخدام وسائل النقل العام، وتاريخ الإصابة بالفيروس، بجانب السلوكيات الأخرى ذات الصلة بالإصابة.
وجدوا، على سبيل المثال، أن أولئك الذين أبلغوا عن استخدام متكرر لوسائل النقل العام كانوا أكثر بحوالي 4 أضعاف إبلاغاً بإصابتهم، في حين أن أولئك الذين أبلغوا عن التزامهم الصارم بالتباعد الجسدي في الأماكن العامة كانوا الأقل إصابة ربما العُشر فقط. تدعم النتائج فكرة أن الشخص في حال خروجه عليه ممارسة التباعد الجسدي إلى أقصى حد ممكن لأنه على ما يبدو مرتبط بالوقاية من العدوى.


الانقلاب المصلي


لا يزال العلماء -منذ بداية الجائحة وحتى الآن- يسعون إلى فهم المناعة الوقائية التي تتطور ضد فيروس كورونا، وتصف ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة «علم الفيروسات الطبية» العلاقة بين أعراض مرض كوفيد -19 والحالة المصلية بمرور الوقت.
أجرى باحثون من جامعة طوكيو بالتعاون مع آخرين تحليلًا بأثر رجعي لجميع المرضى الذين كانت لديهم نتيجة إيجابية لفحص كوفيد-19؛ أي عن طريق تفاعل البوليميراز المتسلسل باستخدام عينة المسحة الأنفية البلعومية. كانت فترة الدراسة بين 1 مارس و 15 مايو 2020.
تم تقييم عينات المصل للأجسام المضادة للجلوبيولين المناعيM الجلوبيولين المناعيG، ضد بروتين الارتباط الموجود بسطح فيروس كورونا، وذلك باستخدام أدوات التألق المناعي شبه الكمي.
وُجد أن الانقلاب المصلي، الذي تم تعريفه على أنه اليوم الأول الذي أعطى فيه الفحص المصلــي نتيجة إيجابية، لم يحدث إلا بعد المرحلة التي كانت فيها الحمى موجودة. أظهر جميع المرضى أجساماً مضادة للجلوبيولين المناعيG باستثناء مريض واحد. جميع المرضى المصابين بإيجابية الجلوبيولين المناعيG تحولوا مصلياً بعد الشفاء من الحمى، باستثناء واحد. وهكذا كان لدى 17/18 مريضاً الجلوبيولينG ضد بروتين الفيروس بمتوسط مدة 15 يوماً من بداية الأعراض.
يقول الباحثون إنهم أبرزوا من خلال الدراسة الحالية أن في مرضى كوفيد-19 من غير الحالات الحرجة فإن معظم التحول المصلي للجسم المضاد جلوبيولينG ضد فيروس كورونا حدث فقط بعد حل الأعراض؛ ما يجعل ذلك الانقلاب المصلي في معظم الحالات علامة على التعافي السريري من المرض.


بعض الخفافيش


ينتقل فيروس كورونا في المقام الأول من إنسان إلى إنسان من خلال الرذاذ التنفسي إلا أنه من المعروف أن سلالات أخرى منه نشأت من أصل حيواني كالخفافيش. نظراً للتشابه في التسلسل الجيني بين فيروسات الخفافيش والبشر، فقد تم افتراض أن خفافيش حدوة الحصان يمكن أن تكون مستودعات طبيعية محتملة له.
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة ووهان بالصين، أن العديد من أنواع الخفافيش ليست حاملة للفيروس وذلك بسبب الطفرات الجينية في «الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2» الذي يقف وراء دخول الفيروسات داخل خلايا الجسم المضيف سواء كان الإنسان أو الحيوان.
التفاعل بين البروتين الموجود على سطح الفيروس ومستقبل الخلية المضيفة «الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2» يعتبر المحدد الأساسي لدخول الفيروس إلى الخلايا المضيفة وتحريض العدوى. حقق العلماء من خلال الدراسة الحالية بدقة في هذا التفاعل لمعرفة إمكانية كون الخفافيش هي المضيف الطبيعي للفيروس.
لاحظ العلماء أن بعض أنواع الخفافيش التي ترتبط بكفاءة مع مجال ربط المستقبلات الموجودة على سطح الفيروس لا تصاب بالعدوى ما يشير إلى أن ارتباط المستقبلات عالية التقارب لا يكفي دائماً لدخول الفيروس للخلية. وبالمثل فإن أنواع الخفافيش التي تظهر ارتباطاً أقل كفاءة تصاب بالعدوى.
يشير هذا إلى أن مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسي2 لدى بعض الخفافيش قد يدعم دخول الفيروس لخلية الخفاش على الرغم من وجود الحد الأدنى من كفاءة الربط. تقدم تلك النتائج دليلاً واضحاً على أن قابلية الإصابة بالفيروس تختلف بين أنواع الخفافيش المختلفة، كما أن ليس من الصحيح علميًا افتراض أن جميع أنواع الخفافيش يمكن أن تكون بمثابة مستودعات محتملة له.


دور فيتامينD


يعتبر فيتامينD عنصراً مهماً لوظيفة الجهاز المناعي، وقد ثبت في السابق أن المكملات الغذائية له تقلل من خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. بالرغم من اختلاف الأبحاث العلمية في مدى أهمية الوقائية من كوفيد-19 الناجم عن تلك العدوى إلا أن تحليلاً احصائياً جديداً يشير إلى أن هذا قد يكون صحيحاً.
قام بذلك التحليل باحثون من جامعة شيكاغو للطب، حيث أجروا دراسة شملت بيانات للمرضى، ووجدوا ارتباطاً بين نقص ذلك الفيتامين واحتمال الإصابة بفيروس كورونا.


لقاح هندي


أجرى باحثون في الهند دراسة ما قبل السريرية توضح سلامة وفعالية لقاح مرشح جديد لفيروس كورونا المستجد، يتكون اللقاح من فيريون كامل لفيروس كورونا كامل الخامل مع واحد من اثنين من المواد المساعدة المختلفة: إما هلام هيدروكسيد الألومنيوم أو مادة أخرى ناهضة.
يقول الباحثون إن كلا الشكلين من اللقاح، والمسمى BBV152، أحدثا عياراً عالياً من الأجسام المضادة المعادلة في الفئران والأرانب والجرذان؛ دون أي مخاوف تتعلق بالسلامة. تسبب أيضاً النوع المشتمل على الناهض في استجابة مميزة من أحد أنواع الخلايا المناعية الدفاعية بجانب استجابة أخرى إيجابية. شجعت تلك النتائج الباحثين على الانتقال باللقاح إلى مرحلة التجربة السريرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"