عادي
أطلقتها «التربية» ولجنة الاستعداد للمشروع

50×50.. مبادرة لإشراك الطلاب في تصميم محاور خطة الخمسين عاماً

04:35 صباحا
قراءة 6 دقائق
دبي:«الخليج»

في إطار الجهود الوطنية، لتنفيذ مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة، الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أعلنت وزارة التربية والتعليم، بالتعاون مع لجنة الاستعداد للخمسين، عن إطلاق مبادرة 50X 50 لإشراك طلاب مدارس الدولة، في تصميم محاور ومكونات الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاماً المقبلة.
ويهدف المشروع الذي تشرف عليه لجنة الاستعداد للخمسين، برئاسة سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، إلى إشراك جميع فئات المجتمع في تصميم الخطة التنموية الشاملة لدولة الإمارات، التي تحدد ملامح الخمسين عاماً المقبلة، وصولاً إلى مئوية الإمارات 2071.
وتركز المبادرة على إشراك الطلبة، والتعرف إلى آرائهم وتطلعاتهم وأفكارهم ومقترحاتهم التطويرية، في مواضيع حيوية تسهم في صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ويشارك 50 ألف طالب وطالبة، يمثلون جميع المراحل الدراسية، من أكثر من 1200 مدرسة حكومية وخاصة، ضمن 1000 ورشة تفاعلية افتراضية، بواقع 50 طالباً في الورشة.
وأكدت عهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، الأمين العام للجنة، أن حكومة دولة الإمارات تتبنى تعزيز الشراكة مع كل فئات المجتمع، لتطوير الرؤى والاستراتيجيات التي تجسد توجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، في رسم وتصميم التوجهات المستقبلية والخطة التنموية الشاملة للدولة خلال الخمسين عاماً المقبلة.
وأشارت إلى أن المبادرة تترجم أهداف مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة، عبر تعزيز الاستفادة من الأفكار الطموحة والرؤى المبتكرة التي يمتلكها طلاب المدرسة الإماراتية، الذين يمثلون الركيزة الأساسية للمستقبل، في صنع القرار وتهيئهم لقيادة مستقبل دولة الإمارات، عبر وضع مقترحات جديدة هدفها تطوير المرحلة المقبلة من مسيرة التنمية الشاملة للدولة.
وأضافت أن حكومة دولة الإمارات تهدف إلى تنمية روح المسؤولية الوطنية لدى 50 ألف طالب، بأهمية المشاركة في رسم مستقبل الدولة، عبر خلق بيئة حاضنة للأفكار والمبادرات النوعيّة ضمن سلسلة من الورش التفاعلية التي تعمل على صقل شخصياتهم وبناء قدراتهم ومهاراتهم القيادية وإدراك تطلعاتهم وتوقعاتهم ورؤيتهم، ليصبحوا مؤثرين وفاعلين في مختلف المجالات.
فيما أكد حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، أن مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، نابع من رؤية عميقة، تؤكد أهمية العمل بروح الفريق الواحد، وإشراك أفراد المجتمع في رسم ملامح قطاعات الدولة، وفي مقدمتها التعليم، سعياً نحو نهضة وطنية مستدامة.
وأوضح أن هذا المشروع متكامل، من حيث أوجهه وأهدافه وآليات العمل. لافتاً إلى أن مبادرة 50×50 ستشكل لطلبة المدارس الحكومية والخاصة، مدخلاً مهماً للتفاعل مع قضايا الوطن للتغلب على التحديات، والتطوير المستمر، وهي أداة مهمة لبلورة رؤية عصرية تخدم أجندة الدولة الخاصة في مسار التعليم، مشيراً إلى أنها مجموعة من الورش الرقمية التي تستهدف أخذ آراء الطلبة وأفكارهم، ورؤيتهم وتطلعاتهم في مواضيع حيوية، ستطرح على طاولة النقاش والحوار، للوصول إلى أفضل صيغة تطويرية.
وأكدت جميلة المهيري، وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، أن دولة الإمارات ماضية بخطى حثيثة في استشراف المستقبل، وهي تضع الممكنات والأدوات والموارد المادية والبشرية، لبلوغ أهداف مئوية الإمارات 2071، ويعدّ المشروع، خطوة استباقية تضعنا على الطريق الصحيح، وهو يؤكد أهمية إشراك المجتمع بعصف ذهني يستثمر في أفكار عناصره.
وقالت إن التجارب السابقة، أكدت أن شريحة الطلبة تمتلك فكراً استثنائياً وطموحاً كبيراً ونظرة واثقة للمستقبل، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة 50×50، التي يعول عليها في دمج لبنات المدرسة الإماراتية في تشكيل رؤية تعليمية مستدامة، وتحقيق أجندة الدولة الخاصة في قطاع التعليم.
وأشارت إلى أن الطلبة هم الأكثر قدرة على معرفة احتياجات المستقبل وتوثيقها وتطبيقها بأنفسهم، لأنهم من يصنعون المستقبل، ويرسمون السيناريوهات الأفضل له، لذا فإن دمجهم في صناعة القرار التربوي خطوة مهمة ورائدة، يرتفع معها سقف التوقعات والنتائج الإيجابية، وتتضاءل على إثرها التحديات والمعوقات.
وقالت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيلة المساعدة لقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم: إننا اليوم وبفضل توجيهات القيادة الرشيدة ودعمها، نمتلك زمام المبادرة والاستمرارية في التطوير واستشراف أبعاد المستقبل في قطاع التعليم، وعبر مشروع تصميم الخمسين عاماً القادمة، سوف نحصد الكثير من المكاسب تعليمياً، لأن هذا المشروع الذي أطلقه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، يستجيب للتحديات ويراهن على قدرة مؤسسات الدولة بالتعاون مع أفراد المجتمع، وتضافر جهودهم في تكريس أفضل الخطط والاستراتيجيات التي تسهم في إحداث التغيير المطلوب.
ورأت أن مبادرة 50×50 وسيلة غاية في الأهمية، تضع طلبتنا في مضمار التفكير الإبداعي والنقد الإيجابي والمشاركة الفاعلة من وجهة نظرهم، وما يصبون إليه من تقدم وريادة، لتعزيز الأطر التي ترقى بنظامنا التعليمي، فالشباب هم دائماً المحرك الأساسي للتغير والتطوير وطموحهم، هو ما يدفعهم إلى ذلك.
وقالت إن دولة الإمارات تتيح مساحة واسعة لأبنائها الطلبة للمشاركة الفاعلة في رسم خطط المستقبل للدولة، إيماناً منها بقدراتهم ودورهم المحوري، إذ أثبتوا مراراً وتكراراً قدرتهم على التفكير الابداعي والاستثنائي.
وأضافت إننا في وطن اللامستحيل، وهي مفردة تشربتها الأجيال، لتكون لهم دافعاً للإنجاز والتحدي والاستثمار في الفرص المتاحة، ويشكل محركاً ومسرعاً لتحقيق رؤية الدولة استعداداً للخمسين سنة القادمة.


4 محاور مستقبلية


وعمل الفريق الوطني لخطة الاستعداد للخمسين، على إجراء مجموعة من الدراسات والنقاشات مع المعنيين وأفراد المجتمع، لتحديد مجموعة من المحاور التي يجب التطرق إليها والاستعانة بها في ورش 50X 50 التفاعلية التي تعقد بمشاركة واسعة من طلبة المدارس للخروج بتصورات مبتكرة تسهم في تطوير الخطة التنموية للدولة للخمسين عاماً المقبلة، ضمن أربعة محاور هي: «أسلوب الحياة في المستقبل» و«الاستدامة ومستقبل البيئة» و«مستقبل القيم الإماراتية» و«الوظائف ومواهب المستقبل».


أسلوب الحياة في المستقبل


ويتناول «أسلوب الحياة في المستقبل» نمط الحياة المستقبلي وتحديات الأساليب الجديدة التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة، مع تزايد شعبية الرياضات والألعاب الإلكترونية من الجيل الجديد والقادم، ما سيقلل من الاهتمام بالرياضات البدنية، ما يؤثر في الصحة النفسية والبدنية للجيل الجديد. كما يناقش إمكانية الدمج بين الرياضة الإلكترونية والبدنية، والفرص والحلول المتاحة، لتوفير البيئة المحفزة لاستدامة نمط حياة صحي ومتوازن.


الاستدامة ومستقبل البيئة


ويركز المشاركون ضمن هذا المحور على التغيرات العالمية المتسارعة والحاجة المتزايدة للطاقة والتحديات الكبيرة، نتيجة كثرة الضغوط على الموارد الطبيعية في ظل أساليب الاستهلاك الحالية، والفرص المتاحة لتنويع مصادر الطاقة والحلول المبتكرة، لتقليل النفايات وتحفيز الاستهلاك الإيجابي لأفراد المجتمع للمحافظة على البيئة.


مستقبل القيم الإماراتية


يبحث المشاركون فيه الأنماط الحياتية والمجتمعية الجديدة التي قد تظهر في المستقبل، وتؤثر في منظومة القيم الإماراتية، نتيجة تزايد حجم التأثير التكنولوجي في الحياة اليومية، ويتطرقون إلى أثر ظهور المجتمعات الرقمية والانفتاح في الثقافات المختلفة وكيفية المحافظة على قيم المجتمع الإماراتي، والتكيف مع المتغيرات المتسارعة وإمكانية الاستفادة من التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، في وضع حلول فعالة لهذا التحديات.


الوظائف ومواهب المستقبل


في هذا المحور يناقش الطلاب المتغيرات العالمية في مختلف القطاعات، والتطور التكنولوجي الذي سيؤثر في الوظائف ويغيرها، والنماذج التعليمية الجديدة التي ترتكز على مبدأ التعلم المستمر مدى الحياة، وأبرز التحديات التي قد تواجه الطلبة في تنمية مواهبهم في المستقبل في ظل الأساليب التعليمية التقليدية، ووظائف المستقبل المبنية على المواهب، وإمكانية تصميم نماذج تعليمية مبنية على المواهب بما يخدم وظائف المستقبل.


مبادرات تفاعلية بالشراكة مع المجتمع


ويتضمن مشروع تصميم الخمسين عاماً المقبلة لدولة الإمارات الكثير من المبادرات التفاعلية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والأفراد من المجتمع، للعمل بشكل تشاركي على طرح الأفكار والتصورات ورسم ملامح المستقبل في كل القطاعات والمجالات،عبر مجموعة من الأنشطة والفعاليات.
واختيرت مجموعة من المواضيع الحيوية والمهمة التي يمكن الاستعانة بها في تصميم الأفكار والمقترحات، للخروج بتصورات مبتكرة تسهم في تطوير الخطة التنموية الشاملة للخمسين عاماً المقبلة هي، التعليم وبناء المهارات، ومستقبل الرياضات الإلكترونية، والابتكارات والأبحاث الطبية، والبطالة والفجوة بين التخصصات ومتطلبات سوق العمل، والإنتاج الثقافي الإبداعي والرقمي، والمواهب الثقافية والإبداعية والفنية والأدبية، والأمن والسلامة، والموروث القيمي والهوية الوطنية، والحفاظ على الاستقرار الأسري والمجتمعي، والرياضة المجتمعية والتنافسية، والجاهزية للطوارئ والأزمات والأوبئة.
كما تتضمن المواضيع مجالات الاقتصاد وريادة الأعمال، والاقتصاد الرقمي، والطاقة المتجددة، والتمكين الاقتصادي والاجتماعي للأسر، والصناعة والتصنيع، والسياحة، وقطاع الاتصالات، والترابط المجتمعي، والاستدامة البيئية، والأمن الغذائي، والسلامة الغذائية وأنماط الحياة الصحية، والصحة العامة والنفسية للشباب، والصحة العامة والطب الوقائي، والتطبيب عن بعد، ومهارات المستقبل والتسامح والتعايش، والمدن والتخطيط الحضري.
ويمثل النهج التشاركي بين الحكومة والمجتمع عنصراً محورياً في مرحلة إعداد خطة الاستعداد للخمسين، ويهدف لتحقيق «الإثراء بالأفكار» عبر استطلاع آراء وأفكار مختلف فئات المجتمع، ومن ثم تحديد التحديات التي تواجهها في مختلف المجالات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"