شبح حرب عالمية!

01:06 صباحا
قراءة دقيقتين

هناك مؤشرات لا تدعو للاطمئنان مطلقاً بشأن العلاقات الأمريكية- الصينية، وهي مؤشرات مقلقة حول تدهور العلاقات بينهما إلى درجة أن أصواتاً بدأت ترتفع داعية إلى تفادي نشوب حرب وشيكة بينهما، قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة.

هل دخل العالم مرحلة الجنون فعلاً، وتخلى عن التعقل ومبدأ الحوار، وصار شعار الحرص على الأمن والسلام من مخلفات الماضي، ولم يعد هناك سوى منطق المغالبة والمعادلة الصفرية في العلاقات الدولية؟

وكالة «بلومبيرغ»، نقلت عن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، تحذيره من حرب عالمية محتملة، طرفاها الرئيسيان الولايات المتحدة والصين، ودعا إلى ضرورة وضع حد للمواجهة بينهما، وهو «السبيل أمام عدم تكرار الحرب العالمية الأولى اليوم»، وأكد أن هناك مشكلة لدى واشنطن، وهي «ترسيخ قناعة بأن الولايات المتحدة هي المهيمنة على العالم وحدها، وهي قناعة يجب تغييرها».

 وعندما يكشف ثعلب الدبلوماسية الأمريكية عن هذا الواقع، وهو مهندس إعادة العلاقات بين واشنطن وبكين في سبعينات القرن الماضي، فإنه يستشعر مدى الخطر الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، وتحذيره مجرد جرس إنذار بضرورة كبح جماح هذا الاندفاع في تردي العلاقات، بخصوص الحرب التجارية والتكنولوجية والدبلوماسية المتأججة، والعقوبات المتوالية التي تفرضها واشنطن على بكين، والصراع حول بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى أزمة تايوان.

 من اللافت أن البلدين، وبموازاة تصاعد خلافهما يقومان بتعظيم ترسانتيهما الحربية، وخصوصاً الأسلحة النووية. وخلال الأسبوع الماضي، أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية تقريرها السنوي بشأن القوة العسكرية للصين، محذرة من أن بكين راكمت خلال الفترة الماضية كمية كبيرة من الأسلحة المتطورة والجديدة. وقبل أيام من صدور التقرير، أجرت الصين تجارب صاروخية لافتة، وكأنها كانت تمهيداً متعمداً للتقرير الأمريكي، بحسب موقع «ناشيونال إنترست» الأمريكي. ومن بين هذه الأسلحة صواريخ عابرة للقارات مخصصة لضرب السفن الثابتة والمتحركة. واللافت أن هذه التجارب جرت بعد دخول سفينتين حربيتين أمريكيتين بحر الصين الجنوبي. 

 موقع «ناشيونال إنترست»، وصف هذه التجارب والتحركات ب«المنافسة الاستراتيجية وقت السلم، وتشبه الفترة التي تسبق النزال في الملاكمة».

 تزامناً مع هذه المؤشرات، كشفت صحيفة «بيلد» الألمانية، أن برلين تجري تدريبات سرية مع حلفائها في حلف الأطلسي تحت اسم «العصر المرن»، لمواجهة ما قالت إنه «سيناريو الرعب المتمثل في الحرب النووية». وذكرت الصحيفة أن سلاح الجو «يجري مناورات تحاكي نشوب حرب نووية». ما يعني أن هناك شعوراً بحرب محتملة يجري الاستعداد لها.

 يانتشونغ هوانغ، الخبير في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، حذر بدوره في مقال نشرته «الفورين بوليسي» من أن «أيام الشراكة الاستراتيجية» أو «الشراكة التعاونية» بين الصين والولايات المتحدة قد ولت. وأشار إلى أنه بدلاً من تصفية الأجواء ونزع فتيل الاحتقان السياسي «زاد صانعو السياسة الأمريكية الطين بلة عبر إثارة المشاعر المعادية للصين»، ودعا واشنطن إلى «التحلي بضبط النفس والانفتاح».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"