«طيران الإمارات»

22:51 مساء
قراءة دقيقتين


إبراهيم الهاشمي

قبل 35 عاماً وفي 25 أكتوبر/تشرين الأول 1985، أُعلن في دبي عن تأسيس «طيران الإمارات»، هذا الصرح الاقتصادي العملاق، الذي لا يشكل فقط في عالم صناعة الطيران علامة عالمية بارزة، بل ظاهرة اقتصادية فريدة في عالم التجارة الدولية والاقتصاد العالمي، تستحق الإشادة والدراسة وتعلم أساليب فنون النجاح والتفوق والتميز.
حينما تأسست «طيران الإمارات» تشرفت بأن أكون ضمن أول فريق من المواطنين يتم اختيارهم للعمل فيها كمتدربين، فعايشت القفزات الهائلة التي كانت تقفزها الشركة والطموح الاستثنائي الذي يذلل كل الصعاب لتنال الرقم واحد في عالم صناعة الطيران، بل رائدة في تطويره والرقي به.
كان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، دقيقاً في اختياراته وواضحاً في طموحه وهدفه، لذا كان اختياره لسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيساً للشركة قراراً استراتيجياً يعتمد على قدراته وإمكانياته في العطاء والعمل وسرعة الإنجاز والتفاني من أجل مصلحة الوطن العليا. لذا، وخلال عدد محدود من السنوات، تحولت «طيران الإمارات» من مجرد شركة طيران ناشئة تعمل بـ3 طائرات مؤجرة إلى منافس شرس إقليمياً وقارياً وعالمياً، وتحولت من مجرد شركة صغيرة إلى شركة عالمية تحمل الرقم واحد في مستوى الخدمات وأسلوب العمل والتطور ومواكبة عالم الطيران بكل حرفية ومهنية.
«طيران الإمارات» ليست مجرد شركة طيران؛ فهي مدرسة في عالم تخريج الكوادر المؤهلة من المواطنين وغير المواطنين، ومركز إشعاع في أسلوب تطوير العمل واستشراف المستقبل ومسابقة الزمن وتطويع الظروف بكل صعوباتها لتصب في صالح نموها وتطورها.
وانطلاقاً من معايشتي لتطور الشركة خصوصاً في الـ 16 سنة الأولى منذ التأسيس، والتي عملت فيها في الشركة وفي مجالات ومناصب مختلفة، أرى أن أحد أهم عوامل نجاحها يتمثل في وجود شخصية قيادية واعية بحجم الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الذي عرف فنية التعامل مع كل المعطيات بحرفية عالية وأسلوب علمي وعملي وبنى أركان الشركة من خلال تكوين دقيق لفريق عمل متجانس اختاره بدقة ووفر له كل سبل وطرق التعلم والتدرب والترقي والنجاح، ومنحه الثقة والرعاية والدعم.
«طيران الإمارات» ليست مجرد شركة طيران وطنية نعتز ونفخر بها، بل هي مدرسة عالية المهنية في عالم الطيران واقتصادياته، مدرسة في تدريب وتأهيل المواطنين، مدرسة في فن الإدارة وتذليل الصعاب، رمز من رموز النجاح التي نفاخر بها دائما وأبداً.
«طيران الإمارات».. نبارك لأنفسنا بك ونشكر كل القائمين عليك. ودمت رمزاً عالياً في الأجواء يحمل علم الوطن في كل أرجاء المعمورة.
وكل عام و«طيران الإمارات» في المقدمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"