عادي

ترامب يقترب من الإقرار بالهزيمة ومغادرة البيت الأبيض

01:33 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يميل تدريجياً إلى الاعتراف بهزيمته في انتخابات 3 تشرين الثاني/نوفمبر أمام الديمقراطي جو بايدن، لكن من دون أن يُعلن ذلك صراحة، مشيراً إلى أن «الوقت كفيل بأن يُخبرنا» أي إدارة ستكون في البيت الأبيض، في وقت خرج فيه الآلاف من أنصاره إلى الشوارع لدعمه في معاركه القضائية.

التزام بالدستور

ووردت أوضح الإشارات على الاعتراف بالهزيمة، في المؤتمر الصحفي الذي عقده ترامب، فجر أمس السبت، حول «كوفيد-19»، حين قال: «لن نذهب إلى الإغلاق، أنا لن أفعل ذلك. هذه الإدارة لن تذهب إلى الإغلاق». وأضاف «مَن يدري أيّ إدارة ستكون (موجودة). أعتقد أن الوقت كفيل بأن يخبرنا بذلك». وغادر ترامب المؤتمر بحديقة الورود في البيت الأبيض من دون الرد على المراسلين الذين كانوا يطرحون أسئلة، من بينها «متى ستعترف بخسارتك الانتخابات، سيدي».

وضاق الأفق أمام الرئيس المنتهية ولايته أكثر، مع صدور نتائج جديدة تؤكد هزيمته أمام بايدن الذي عزز موقعه مع تهنئة الصين له. وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن ترامب سيتبع ويلتزم بدستور البلاد ويغادر البيت الأبيض، إذا تأكد فوز خصمه جو بايدن في الانتخابات، وأنه لا يخطط للإطاحة بالحكومة المنتخبة.

 منافسة عادلة

وقال جيرالدو ريفيرا، مراسل «فوكس نيوز» بعد حديثه مع ترامب: «بدا لي (ترامب) بطلاً للوزن الثقيل في الجولة الأخيرة من المعركة، وعلى استعداد (للتجاوب).. أخبرني أنه واقعي، وقال إنه سيتخذ المسار والفعل الصحيح».

ونقل ريفيرا عن ترامب قوله: إذا كانت العملية الانتخابية ستحسم في النهاية ضده (ترامب)، فسيتبع الدستور الأمريكي ويترك البيت الأبيض. وتابع المراسل قائلاً «لم يتولد لدي انطباع بأنه يخطط للإطاحة بالحكومة المنتخبة. إنه يريد فقط منافسة (معركة) عادلة».

في الأثناء، نزل أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته إلى الشوارع أمس السبت لمساندته، فيما يردده من دون دليل عن حدوث تزوير في الانتخابات، بينما يمضي قدماً في سلسلة من المعارك القضائية الطويلة للطعن في فوز الرئيس المنتخب جو بايدن.

وشارك ترامب، أمس السبت، في مسيرة نظمها المئات من أنصاره في واشنطن، دعماًله. وظهر ترامب في سيارة وسط أنصاره قرب الساعة العاشرة صباحاً، في شارع بنسلفانيا، حيث رافقه الموكب الرئاسي، وظهر الرئيس الأمريكي في السيارة وهو يبتسم ويلوح لمؤيديه.

وكان أنصار ترامب قد دعوا لمسيرة مليونية في واشنطن، دعماً للرئيس الأمريكي الذي لا يزال معترضاً على نتائج الانتخابات، والتي فاز بها بايدن، وسط طعون قانونية من قبل حملة ترامب.

 مسيرات تأييد

ويشارك في المظاهرات المؤيدة لترامب في واشنطن ومدن أخرى مزيج من أنصاره وشخصيات يمينية وأعضاء جماعتي «المحافظون على العهد» (أوث كيبرز) و«الأولاد الفخورون» (براود بويز)، في تعبير شعبي عن دعم مسعاه للبقاء في السلطة.

وأطلق المنظمون أسماء عدة على المسيرات، من بينها (مسيرة من أجل ترامب) و(أوقفوا السرقة) و(مسيرة المليون ماجا) وهي كلمة ترمز بالأحرف الأولى لشعار حملة ترامب الانتخابية «اجعلوا أمريكا عظيمة مرة أخرى».

 وعبر ترامب عن تأييده للمسيرات على تويتر. وتعتزم جماعات يسارية تنظيم مظاهرات مضادة في واشنطن ومدن أخرى. 

ومع اتضاح صورة النتيجة أكثر، ناقش ترامب مع مستشاريه الفعاليات الإعلامية المحتملة وضمان ظهوره على الساحة، بما يبقيه في دائرة الضوء قبل محاولة محتملة للعودة للبيت الأبيض في 2024.

وقال عدد من مستشاريه إنه يفكر في إطلاق قناة تلفزيونية أو شركة تواصل اجتماعي لمواجهة من يرى أنهم خانوه وأعاقوا قدرته على التواصل المباشر مع الشعب الأمريكي.

وفي المستقبل القريب، يتوقع أن يخوض ترامب حملة لصالح مرشحين جمهوريين في ولاية جورجيا قبل جولتي إعادة في الخامس من يناير/كانون الثاني ستحدد الحزب الذي سيهيمن على مجلس الشيوخ.

 إخفاق في المحاكم

رفض ترامب قبول فوز بايدن، وأطلق اتهامات بلا دليل بحدوث تزوير على نطاق واسع. ولم يسجل مسؤولو الانتخابات بالولايات مخالفات جسيمة، وكان الفشل مآل العديد من طعونه في المحاكم.

ورفضت محكمة في ولاية ميتشيجان، أمس الجمعة، طلباً من مؤيدي ترامب، لمنع التصديق على الأصوات في ديترويت التي ذهبت بقوة لبايدن. وتخلى محامو حملة ترامب عن دعوى قضائية في أريزونا بعد الشكوك التي أحاطت بها جراء الإحصاء النهائي للأصوات هناك.

وقالت مجموعتان أمنيتان في بيان بثته الوكالة الأمريكية للأمن الإلكتروني إن المسؤولين الاتحاديين عن سلامة الانتخابات لم يجدوا دليلاً يثبت أن أي نظام انتخابي حذف أو أضاع أو بدل أصواتاً أو «تم تحييده بأي شكل».

وأعاق رفض ترامب قبول الهزيمة عملية الانتقال الرسمي للسلطة. فالوكالة الاتحادية التي تقدم التمويل للرئيس المنتخب القادم، وهي إدارة الخدمات العامة، لم تعترف بعد بفوز بايدن، الأمر الذي يحرمه من استخدام المقار الاتحادية ومواردها.

غير أن بايدن الذي اجتمع مع مستشاريه، أمس السبت، في مسقط رأسه بولاية ديلاوير لبحث عملية الانتقال مضى قدماً في العملية مواصلاً تحديد أولوياته التشريعية ومراجعة سياسات الوكالات الاتحادية واستعداداته لملء آلاف الوظائف في الإدارة الجديدة.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"