عادي

الإمارات وجهة نقل لقاح «كوفيد-19» للعالم

22:35 مساء
قراءة 3 دقائق
الإمارات.. الموقع الأمثل لنقل لقاح «كورونا»


دبي: أنور داود
عززت دولة الإمارات خلال السنوات الماضية مكانتها العالمية كمركز عالمي للشحن الجوي والبري والبحري، انطلاقاً من البنية التحتية المتطورة التي تمتلكها من مطارات متطورة وشركات طيران وطنية دولية وموانئ ذات سمعة قوية، ما يجعلها المركز الأمثل لنقل اللقاح المحتمل لفيروس كوفيد-19 خلال المرحلة المقبلة. مع تزايد آمال اكتشاف لقاح فعال ضد فيروس كوفيد-19، بعدما أعلنت شركة فايزر عن لقاحها، وأعلنت شركة موديرنا الأمريكية أيضاً عن نجاحها في تصنيع لقاح فعال، تتجه الأنظار إلى شركات الطيران والقدرة اللوجستية لقطاع النقل العالمي في إيصال هذه اللقاحات إلى أطراف العالم.
في السابق، كانت مطارات دولة الإمارات وشركات الطيران الوطنية، تلعب دوراً حيوياً في التجارة العالمية وتسهيل حركة البضائع من أقصى بقاع العالم، فيما برز دورها الحيوي والضروري خلال جائحة «كوفيد-19»، عند توقف أساطيل طائرات الركاب، حيث استمرت في نقل البضائع والشحنات والمواد الأساسية من أغذية ومعدات الحماية الشخصية وفحوصات كوفيد-19.
وتواصل هنا اليوم دورها الاستراتيجي في ضمان نقل اللقاح متى تم اعتماده من قبل الجهات المختصة، حيث ستحمل الناقلات الوطنية التي تشغل أساطيل حديثة قادرة على الطيران لمسافات طويلة، هذا اللقاح إلى أقصى بقاع الأرض، بسبب قدرتها اللوجستية المتطورة.
ولدى الناقلات الوطنية التي تضم كلاً من «طيران الإمارات» و«الاتحاد للطيران» و«العربية للطيران» و«فلاي دبي» و«العربية للطيران أبوظبي»، القدرة على نقل الأدوية والمستحضرات الدوائية وغيرها الحساسة لدرجات الحارة، وذلك بعد أن طورت من قدرتها على التعامل مع هذه المنتجات.
شبكة واسعة من المخازن
وبحسب تحليل حديث صادر عن غرفة تجارة وصناعة دبي، أن عناصر تميز القطاع وتنافسيته العالية في الإمارات تتركز في قوة وصلابة الشحن الجوي وتوسع شبكة الشحن البحري وتشعبها بالإضافة إلى وجود شبكة واسعة من المخازن تعزز من البنية اللوجستية، ما يرسخ من مكانة الدولة للحد من تأثيرات الأزمة الحالية على حركة الشحن ونقل البضائع إلى الأسواق المحلية وأسواق المنطقة وبالتالي التخفيف من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
أكدت «الإمارات للشحن الجوي» أنها تواصل تكثيف استعداداتها للتعامل مع التعقيدات اللوجستية لتوزيع لقاح «كوفيد-19» الذي ينتظره العالم، وذلك بإنشاء أول مركز شحن جوي في العالم مخصص للقاح في دبي. وتحتل الناقلة موقعاً ريادياً على مستوى العالم من خلال إعلانها عن إعادة فتح محطة «سكاي سنترال» في مطار آل مكتوم الدولي، لتكون بمثابة مركز مخصص لتخزين وتوزيع اللقاح عالمياً.
وشكّلت «الإمارات للشحن الجوي»، وهي ذراع الشحن التابعة لشركة طيران الإمارات، فريقاً مخصصاً للاستجابة السريعة لتنسيق الطلبات من مختلف الجهات والهيئات المشاركة في النظام الدولي لتوزيع اللقاحات، وتلبية الناقلة لطلبات نقل اللقاحات.
وتتعزز قدرات المنشأة الحديثة في «دبي وورلد سنترال»، بأكبر أسطول في العالم من الحاويات المبردة، للمساعدة في حماية الشحنات الحساسة للحرارة أثناء نقلها بين الطائرة ومبنى الشحن. كما أن توافر عدد كبير من أرصفة الشاحنات التي يتم التحكم في حرارتها، وقربها من مواقف الطائرات، سيضمن مناولةً سريعةً وفعالةً للبضائع وتوزيعها إلى مختلف وجهاتها العالمية.
وأكدت «فلاي دبي» خلال فترة الإغلاق وقيود السفر التي فرضت بسبب جائحة كورونا التزامها بدعم الجهود الحكومية لضمان تدفق انسياب حركة السلع والبضائع عبر دبي إلى مختلف دول العالم. وبقيت الشحنات الجوية عبر «فلاي دبي» شريكاً حيوياً في نقل الأدوية والمعدات الطبية والمواد سريعة التلف والسلع الثمينة والبريد وقطع الغيار والأدوات الإلكترونية إلى المناطق المتضررة. واستخدمت «فلاي دبي» سعة تخزين البضائع في طائرات الركاب وتعمل مع السلطات لزيادة قدرات الشحن من خلال السماح بالشحن في المقصورة إلى عدد من الوجهات، بما يتماشى مع الإرشادات والتوصيات الصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، ومنظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) وشركة بوينج والجهات المختصة في دولة الإمارات. وعملت «الاتحاد للطيران» من خلال أساطيلها الحديثة على نقل المواد والمعدات الطبية، كما عملت بشكل مباشر مع الجهات الحكومية؛ لضمان استقرار الأمن الغذائي في الدولة، بالإضافة إلى دعم حركة التجارة العالمية، كما ستسهم الناقلة بدور حيوي في نقل اللقاح على شبكة وجهاتها الواسعة حول العالم.

مرونة وكفاءة عالية
أشار التحليل المبني على بيانات من أياتا والأونكتاد إلى أن الشحن الجوي في المنطقة شهد نمواً خلال فبراير 2020، حيث إن شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسها طيران الإمارات أظهرت مرونة وكفاءة عالية في التعامل مع معطيات الأزمة الحالية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا. فقد شهدت مسارات رحلات نقل البضائع بين المنطقة وكل من أمريكا الشمالية وإفريقيا، وأوروبا، وآسيا تحقيق نمو سنوي تراوح بين 2.5%-9% خلال شهر فبراير الماضي مقارنة بشهر فبراير من عام 2019.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"