قد تكون قريباً جداً

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

من أكثر الأسباب المؤدية إلى الفشل هي عادة الاستسلام والانسحاب حال تعرّض المرء لهزيمة عابرة وصعوبات مؤقتة، وكلنا وقعنا في مثل هذا الخطأ في وقت ما من حياتنا.
يروي أحد الأشخاص حكاية عمه الذي تملكته الرغبة في جني الذهب في تلك الحقبة التي تهافت فيها الناس على ذلك وكأنهم مصابون ب «حمى الذهب»؛ حيث ذهب العم إلى بلاد الغرب حتى ينقب ويزداد غنى، لكن غاب عن عقله أن الذهب الحقيقي هو الذي يتم استخراجه من عقول البشر.
وبعد بضعة أسابيع من العمل الجاد، اكتشف مادة خام لامعة، لكنه كان بحاجة إلى آلات حتى يتمكن من الحفر أكثر واستخراج الخام؛ لذا عاد إلى مدينته وأخبر معارفه باكتشافه المذهل، فجمعوا المال واشتروا الآلات اللازمة وذهبوا بصحبة العم «داربي» إلى حيث تكمن الثروة التي وعدهم بها.
تم استخراج كمية كبيرة من الخام تم تحميلها في العربة الأولى، فارتفعت آمال العم، إلى أن حدث شيء مفاجئ وهو اختفاء طبقة الذهب الخام، فلم يعد هناك أي ذهب على الرغم من مواصلتهم للحفر، وفي النهاية، قرر الانسحاب، فباع الآلات إلى رجل يشتري الخردة نظير بضع مئات من الدولارات، وعاد مستقلاً القطار إلى منزله.
لكن الرجل الذي اشترى الآلات لم يكن غبياً على الرغم من أنه تبدو عليه البساطة والسذاجة؛ حيث قام باستدعاء مهندس تعدين لإلقاء نظرة على المنجم، وبعد دراسة وتمحيص أخبره المهندس أن سبب فشل المشروع هو انسحاب صاحبه لأنه لم يكن يعرف بما يسمى «خطوط الصدع»؛ حيث أظهرت حساباته أنه بعد طبقة واحدة تكمن على بعد 3 أقدام من المكان الذي توقفت فيه أسرة العم «داربي» عن الحفر، يوجد الكثير من الذهب.
أصبح تاجر الخردة بعد فترة قصيرة مليونيراً، بعد أن استخرج كميات هائلة من الذهب، وذلك لأنه أدرك بفطنته أن عليه استشارة الخبراء قبل أن يفكر بالانسحاب كما فعل العم «داربي».
كثير منا يستسلمون في منتصف الطريق وهم على بعد أقدام من تحقيق أحلامهم، وآخرون يستسلمون قبل أن يبدؤوا العمل حتى، وهذا هو الفرق بين الناجح والفاشل.
إن الذهب الحقيقي كامن في عقلك وقلبك، وما أن تحفر عميقاً وتستخرجه من أعماق ذاتك حتى يصبح كل شيء ممكناً؛ فالإنسان كما يقال عدو نفسه، وأكبر تحد في حياة الإنسان هو ذاته، إذا انتصر عليها باتت كل التحديات أمامه سهلة جداً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"