عادي

لي كون-هي.. الملك المنعزل على عرش سامسونج

22:40 مساء
قراءة 3 دقائق
1

يوم 25 أكتوبر / تشرين الأول 2020 توفّي رئيس سامسونج للإلكترونيّات لي كون-هي، الذي حوّل المجموعة إلى عملاق اتّصالات عالمي، نمت خلال إدارته الشركة لتصبح أكبر منتج للهواتف الذكية والرقائق الدقيقة في العالم، وأصبح إجمالي مبيعاتها يشكل خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

اشتهر لي، الذي توفي عن 78 عاماً، بانعزاليته، وكان طريح الفراش منذ إصابته بنوبة قلبيّة عام 2014. ولم ترشح سوى معلومات قليلة عن حالته الصحية، حيث أحاط حياته بهالة من الغموض حتى أيامه الأخيرة.

وُلد لي كون هي في 9 يناير/كانون الثاني عام 1942 وهو الابن الثالث للي بيونج تشول، الذي أسس مجموعة سامسونج في عام 1938، التي باتت منتجاتها أو خدماتها تمس كل جانب من جوانب حياة الكوريين. وانضم إلى شركة العائلة عام 1968 وتولى رئاسة مجلس الإدارة عام 1987 بعد وفاة والده.

وحصل لي كون هي على شهادة في الاقتصاد من جامعة واسيدا في اليابان وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة.

وقد ساعد في تنمية الأعمال التجارية الصغيرة لوالده وتحويلها إلى قوة اقتصادية وتنويعها في مجالات مثل التأمين والشحن.

وقالت الشركة في بيان النعي: «ببالغ الحزن، نُعلن وفاة لي كون-هي، رئيس سامسونج للإلكترونيّات.. الرئيس لي كان صاحب رؤية حقيقية» حوّلَ سامسونج من شركة محلية إلى شركة عالمية رائدة في مجال الابتكار والقوة الصناعية.

تعد سامسونج أكبر التكتلات التجارية العائلية في كوريا الجنوبية، ويعود الفضل في ذلك إلى لي كون-هي، وساهمت المجموعة في انتعاش البلاد الهائل بعد الحرب الكورية، وكوريا الجنوبية في الترتيب الثاني عشر حالياً من حيث أكبر اقتصاد في العالم، متهمة بإقامة علاقات مشبوهة مع السلطة السياسية وبإعاقة المنافسة.

أدين لي بتهم تتعلق بالفساد في عام 1996، ثم بالفساد والتهرب الضريبي في عام 2008. لكنه نجا من دخول الزنزانة، بعدما حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ.

عندما ورث في عام 1987 رئاسة المجموعة، التي أسسها والده، وهو مُصدِّر للفواكه والأسماك، كانت الشركة بالفعل أكبر تكتل في البلاد، مع نطاق أعمال يتراوح من صناعة الإلكترونيات المتاحة للجميع إلى قطاع البناء.

ثم ركز لي نشاط الشركة لجعلها مجموعة على المستوى الدولي. ولدى إصابته بنوبة قلبية في عام 2014، كانت سامسونج قد أصبحت أكبر شركة مصنعة للهواتف الذكية وشرائح الذاكرة في العالم.

وتعد الشركة اليوم أيضًا لاعبًا عالميًا رئيسيًا في مجال أشباه الناقلات وشاشات العرض (إل سي دي).

ومع ذلك، نادرًا ما كان لي كون-هي يخرج من منزله الذي يقع في وسط سيؤول للذهاب إلى مقر الشركة، ما أكسبه لقب «الملك المنعزل».

وترأس ابنه لي جاي يونج، نائب رئيس شركة «سامسونج إلكترونكس»، المجموعة منذ إصابة والده بنوبة قلبية في العام 2014. وأودع لي السجن بعدما حكم عليه بالسجن خمس سنوات العام 2017 بتهمة الرشوة والاختلاس وغيرها من الجرائم المتعلقة بالفضيحة التي أسقطت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غن هاي. وأفرج عن الرجل بعد ذلك بعام بعد تقديمه استئنافاً لكنه يخضع حالياً لإعادة المحاكمة.

كان لي أغنى شخص في كوريا الجنوبية بثروة تصل إلى نحو 21 مليار دولار، بحسب مجلة فوربس.

وعندما كان يُنظر إلى شركة سامسونج على أنها مصدر لمنتجات رخيصة ومتدنية الجودة تم إدخال إصلاحات جذرية في الشركة في ظل قيادته. اشتهر لي بقوله للموظفين في عام 1993: «دعونا نغير كل شيء باستثناء زوجاتنا وأطفالنا». ثم أحرقت الشركة مخزونها بالكامل من الهواتف المحمولة الذي كان يضم 150 ألف جهاز.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"