عادي

نزيف المخ حالة خطرة تحتاج علاجاً سريعاً

20:26 مساء
قراءة 6 دقائق
1

يعد المخ مسؤولاً عن عمل جميع أعضاء الجسم، والذي يشمل: التنفس وتنظيم إفراز الهرمونات المتنوعة وضربات القلب، والسيطرة على العضلات وغيرها من الوظائف.
يمكن أن يتعرض المخ للإصابة بالنزيف، وهي من أكثر الحالات خطورة، فربما سببت منع تدفق الدم، وبالتالي قتل خلايا الدماغ.

يعرّف الأطباء هذه الحالة بأنها أحد أنواع السكتة الدماغية، والتي يكون سببها حدوث فتق شريان في الدماغ، مسبباً نزيفاً موضعياً في الأنسجة المحيطة، وبالتالي يؤدي إلى نزيف يمنع وصول الغذاء والأكسجين إلى خلايا المخ والتي تموت بعد دقائق معدودة.
تعد هذه الحالة من أشهر أسباب السكتة الدماغية، والتي ربما كانت سبباً في وفاة المريض المفاجئة، وتتعدد الأسباب التي تكون وراء الإصابة بها.
تشمل تعرض الدماغ لصدمة قوية، أو وجود ضغط دم مرتفع لمدة طويلة، أو الإصابة بتصلب الشرايين، أو وجود سيولة في الدم، ويزيد خطر الإصابة في مرضى ضغط الدم وداء السكري.
نتناول في هذا الموضوع مرض نزيف المخ بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة الخطرة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية الممكنة التي ينصح بها الباحثون، وأساليب العلاج المعتادة والحديثة.
عدة أنواع
تعرف هذه الحالة بنزيف الدماغ أو النزيف داخل الجمجمة، ويتعرض للإصابة بها نحو 13% من المصابين بالسكتات الدماغية.
توجد عدة أنواع لنزيف المخ، منها: نزيف تحت الجافية، ويكون بين الأغشية التي تحيط بالمخ والمخيخ، ونزيف خارج الأم الجافية، أي أنه بين الجمجمة والأغشية التي تحيط بالمخ.
يحدث النزيف كذلك داخل نسيج المخ، أو تحت الأم العنكبوتية، وهي طبقة رفيعة للغاية من الدم في الغشاء الذي يلاصق المخ.
يمكن أن يحدث للمسنين نزيف مزمن، فينكمش المخ تدريجياً مع التقدم في العمر، وبالتالي توجد فجوة بين المخ والجمجمة.
يؤدي تعرض كبار السن لصدمات طفيفة في الرأس إلى حدوث نزيف بسيط، ولا يشعر به، ومن ثم يستمر إلى أن يتحول إلى نزيف مزمن.
قطع الشرايين
تتسبب عدة أسباب في الإصابة بنزيف المخ بأنواعه المختلفة، وتعد ضربات الرأس من أبرز أسباب الإصابة، وبالذات فيمن تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
يمكن أن تؤدي ضربات الرأس إلى اصطدام المخ بالجمجمة، ومن ثم يحدث قطع في الشرايين الواصلة بينهما أو كسر بالجمجمة.
يؤدي ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد إلى إضعاف جدران الأوعية الدموية التي توجد بالمخ، وبالتالي يصبح انفجارها وحدوث النزيف سهلاً.
يحدث ما يشبه انتفاخ البالون في المناطق الضعيفة؛ وذلك بسبب تمدد الأوعية الدموية، والمناطق الضعيفة توجد على طول جدرانها، وعندما تنفجر يحدث نزيف حاد يمكن أن يسبب سكتة دماغية.
تتضمن أسباب نزيف المخ إصابة الشرايين بالتصلب؛ لأن الطبيعي أن تكون مرنة للسماح بمرور الدم من خلالها، وعند تصلبها يحدث ضغط زائد وبالتالي تنفجر محدثة النزيف.
يولد البعض أحياناً بضعف في عضلات الأوعية الدموية التي توجد في الدماغ، وهو الأمر الذي من الممكن أن يسبب حدوث نزيف دماغي مستقبلاً.
الاعتلال النشواني
يتسبب الاعتلال النشواني في حدوث نزيف المخ، وهو نوع من الاعتلالات الوعائية التي ترتبط بالتقدم في العمر، ولدى المصابين بارتفاع ضغط الدم؛ حيث يتسبب في نزيف دموي صغير غير ملحوظ قبل أن يحدث نزيف دموي كبير.
تؤدي اضطرابات النزيف إلى هذه الحالة، ومنها النزاف وفقر الدم المنجلي؛ حيث يساهمان في تقليل عدد الصفيحات الدموية، وهي المسؤولة عن تخثر الدم عند وجود نزيف، كما أن وجود سيولة في الدم تتسبب في هذه الحالة، وبخاصة لدى من يتناولون أدوية السيولة من غير إشراف طبي.
ترتبط أمراض الكبد بشكل عام بزيادة قابلية الجسم للنزيف، وبالتالي حدوثه في المخ، وأيضاً إصابة الدماغ بأحد الأورام.
فقدان التوازن
تختلف أعراض نزيف المخ بحسب المكان وشدة النزيف، وحجم المنطقة التي تأثرت في الدماغ، كما أن الأعراض من الممكن أن تظهر بشكل تدريجي أو على نحو مفاجئ.
تشمل الأعراض الإحساس بوخز وضعف وخدران في الوجه أو الذراع أو الساق، وفي العادة يكون في طرف واحد من الجسم.
يعاني المصاب صداعاً مفاجئاً وشديداً، وبصفة عامة فيكون أشد صداع يشعر به الشخص، كما أنه أبرز إنذاراً على النزيف، كما يعاني مشاكل في الرؤية وصعوبة في البلع، ويفقد توازنه، ويصاب بقيء مستمر وتشنجات.
صعوبة الكلام
يصبح الكلام عليه صعباً أو يصاب بالتلعثم، كما أنه من الممكن أن تتدهور درجة وعيه أو يفقده بالكلية، أو يصاب بإحدى نوبات الصرع، والتي لا يكون لها سابقة.
يلاحظ أنه عندما يكون النزيف في الشق الأيمن من المخ، فإن المصاب يعاني مشكلات الحركة في النصف الأيسر من الجسم، ويعاني مشكلات الحركة في النصف الأيمن، إضافة إلى التأثير على النطق إذا كان النزيف في الشق الأيسر، ولو كان النزيف في المخيخ فإن المشاكل تكون في الاتزان.
يجب الانتباه إلى أن هذه الأعراض تعد ناقوس خطر يهدد حياة المصاب، إلا أنه في بعض الأحيان ربما كان سببها حدوث أمراض أخرى غير نزيف المخ.
التشخيص صعب
يمكن أن يكون تشخيص نزيف المخ صعباً؛ وذلك في الحالات التي لا تظهر عليها أعراض أو علامات تدل عليه، وبصفة عامة فإن التشخيص المبكر يجعل العلاج سهلاً.
يبدأ التشخيص بالفحص الأكلينيكي ومتابعة الأعراض، وتعرف الطبيب إلى التاريخ المرضي للمصاب، وبخاصة في الحالات التي تعاني تصلب الشرايين، ويجري كذلك فحصاً عصبياً أو الكشف على العين، وفي هذه الحالة من الممكن أن يظهر تورم في العصب البصري.
يلجأ الطبيب عند ظهور بعض العلامات، كفقدان الإحساس أو صعوبة الكلام إلى بعض الفحوصات، وتشمل: إجراء أشعة بالرنين المغناطيسي، إلى جانب تصوير طبقي محوري والبزل القطني، ويستخدم هذا الاختبار؛ بهدف نفي أو تأكيد نزيف المخ.
يتــم إجـراء تصــوير للأوعــية الدماغية؛ وذلك باستخدام الأشعة الســـينية، فيتم حقن المصاب بمادة صبغية، والتي تظهر في صورة الأشعة.
سببي وعرضي
تســـاعــد ســـرعة تشــخــيص الإصــابة بنزيف المخ على سرعة العلاج، والذي تكون نتائجه أفضل، ويعتمد على مكان النزف وسببه ومداه.
يكتفى في الحالات البسيطة بإعطاء المصاب أدوية تساعد على تجلط الدم وإيقافه ومن ثم يمتصه المخ، أما في الحالات الشديدة والتي تضغط على أنسجة المخ السليمة المحيطة به، فلابد من التدخل الجراحي؛ لتفريغه.
يقسم الأطباء العلاج إلى سببي وعرضي، ويقصد بالسببي علاج السبب، سواء كانت مشكلة في الشرايين أو الدم، مع بعض الأدوية التي تعمل على توقف النزيف، وإذا كان السبب حادثة، فيتم معرفة طبيعة النزيف وحدته، ومن ثم يتم التدخل.
يقصد بالعلاج العرضي علاج أعراض النزيف، فلو كان صغيراً فمن الممكن الاكتفاء ببعض الأدوية التي توقفه، ولو كان شديداً فيتم التدخل الجراحي؛ حيث يتم توسيع الجمجمة باستئصال العظام من حولها، وإعطاء فرصة للمخ بالتمدد وعودة العظام لوضعها الطبيعي حتى يوقف النزيف.
يحتاج المريض قبل إجراء الجراحة إلى استقرار حالته، فتتم مراقبتها بعناية شديدة، وتحقيق الاستقرار للضغط وضربات القلب ونسبة الأكسجين في الدم؛ وذلك من خلال إعطائه بعض الأدوية.

مضاعفات ووقاية

يؤثر نزيف المخ في كثير من وظائف الدماغ، وله العديد من المضاعفات، ويمنع النزيف الأعصاب من التواصل مع المناطق المسؤولة عن الإحساس والحركة والذاكرة.
تختلف الأعراض بحسب المناطق التي تضررت، ومن أبرز هذه المضاعفات: الشلل وخدران أو ضعف في بعض أجزاء الجسم، ويمكن كذلك أن يفقد المصاب بصره، أو يصاب بعدم القدرة على الكلام أو فهم الكلمات، كما يفقد ذاكرته.
ينصح باتباع بعض الإجراءات؛ بهدف الوقاية من هذه الإصابة، والتي تبدأ بالامتناع عن التدخين، ومتابعة ضغط الدم بالنسبة لمن يعانون هذا المرض، وأيضاً عند تناول بعض الأدوية المؤثرة في ضغط الدم، فلابد من متابعة الطبيب للتأكد من تأثيرها.
يوصى كذلك بالقيادة بهدوء ووضع حزام الأمان بالسيارة، وتجنب الصدمات والحوادث التي تصيب الرأس، وارتداء الخوذة بالنسبة لقائدي الدراجات البخارية.
يمكن أن يجري من يعانون تشوهات، كتمدد الأوعية الدموية جراحات تصحيحة، والتي ربما ساعدت على منع النزيف مستقبلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"