وطن الخير

00:31 صباحا
قراءة دقيقتين

في هذه الأيام المباركة التي تحتفل فيها بلادنا بيوم الشهيد واليوم الوطني الـ49، لابد لنا أن نستذكر من بذلوا أرواحهم فداء لهذا الوطن، وندعو الله لهم بالرحمة والمغفرة وجنات عرضها السماوات والأرض، ونترحم على قادتنا الأوائل الذين صنعوا الحلم وبنوا هذا الوطن صرحاً فوق صرح، وآمنوا بالاتحاد والوحدة مصيراً ومستقبلاً، وذللوا كل العقبات لتكون راية الاتحاد خفاقة عالياً بين الأمم، أنجزوا الكثير في زمن قياسي من عمر الشعوب، بالإصرار والعزيمة والمحبة والإخلاص، لتكون الإمارات منارة للعلم والمعرفة وأرضاً للمحبة والتسامح والإخاء، ونواة للوحدة العربية الحقيقية الصادقة النوايا والعزائم.
ونحمد الله على قادتنا الكرام وحرصهم على إكمال المسيرة، والسير بهذا الوطن قدماً ليكون لنا مكان الصدارة بين الأمم، باذلين الغالي والنفيس من أجل ذلك، فها نحن اليوم ـ وفي ظل هذه الجائحة التي نرفع أكف الضراعة لله تعالى، أن يرفعها عنا وعن سائر البشرية ـ نرى ما تبذله الدولة وما تُسخِّره من إمكانات هائلة للحفاظ على صحة الشعب والمقيمين على أرض هذا الوطن؛ بل تقدم ما لا يقل عن 80% من المساعدات العالمية لكافة دول العالم المتضررة من الجائحة، وعلى الرغم من ذلك لا تتعلل بالجائحة أبداً، فأحلامها يجب أن تتحقق، والأهداف يجب أن تُنفذ.
فمشروع الإمارات لاكتشاف المريخ (مسبار الأمل) الذي يعتبر أول مشروع فضائي عربي، انطلق بالإرادة حسبما هو مخطط له، والبرنامج النووي السلمي (مشروع براكة للطاقة النووية) انطلق ليسطر بداية عقد جديد في قطاع الطاقة النظيفة، ويكتب فصلاً جديداً من فصول التقدم العلمي والتكنولوجي، وانطلقت دولتنا قبل ذلك للفضاء عبر برنامجها «الإمارات لرواد الفضاء»، فكان هزاع المنصوري أول رائد إماراتي يصل إلى الفضاء، ولا زالت مسيرة تحدي القراءة العربي الذي انطلق سنة 2015 تفعل فعلها البديع في جعل القراءة والتنوير والمعرفة هدفاً لأبناء الوطن العربي كله؛ لإعداد جيل عربي واعٍ مطلع على علوم وآداب وثقافة العصر، يسهم في مسارات التنمية ويشارك بفاعلية في بناء الحضارة الإنسانية؛ بل أصدرت الدولة قانوناً للقراءة يعتبر الأول من نوعه عالمياً سنة 2016؛ دولة تعرف كيف تجعل جواز سفرها يحمل الرقم «واحد» بين كل دول العالم.
في هذه الأيام الخيّـرة المباركة لابد لنا أن نشكر الله على ما وهبنا من خير، ونشكر قادتنا على كل ما يبذلونه من أجل راحتنا وتقدمنا ونهضتنا، ونشكر كل أبناء شعبنا الأصيل على ما يبذلونه لتجسيد اللحمة والانتماء، من أجل صيانة منجزات الوطن ومقدراته، ونشكر كل من يعيش معنا على هذه الأرض الطيبة ويبذل ويعمل ويُعطي ويجتهد، من أجل بناء ورفعة هذا الوطن وإعلاء رايته ومكانته.
وكل عام ووطني الإمارات بخير وسلام ومحبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"