بين حدثين وطنيين

01:51 صباحا
قراءة دقيقتين

ها نحن نقف في منطقة زمنية إماراتية بين حدثين وطنيين، حيث حدث الأمس 30 نوفمبر 2020 المدوّن باسم «يوم الشهيد»، الشاهد على بطولة أبناء الأرض العربية الإماراتية في شرق المعمورة وفي مغربها، وفي كل تضاريسها وبقاعها وفي مختلف ميادينها، وفي جميع أمكنتها وأزمنتها، منذ عهده الأول في 30 نوفمبر 1971 الدامي الذي أودى بحياة البطل سالم سهيل الدهماني في لحظة كفاحه المشرّف ودفاعه المستميت عن «جزيرة طنب الكبرى» التي وقعت أسيرة في يد الاحتلال الفارسي منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا الحاضر، وحدث الغد 2 ديسمبر 2020، حيث اليوم الوطني المستوطن في القلب والذاكرة الإماراتية منذ انطلاقته الأولى في 2 ديسمبر 1971 الذي بموجبه تم الإعلان عن ولادة دولة عربية حديثة باسم دولة الإمارات العربية المتحدة.
حدثان وطنيان لا يسقطان من الذاكرة، ولا نتوانى عن إحيائهما بما يجب، بما يُخلّدهما في ذاكرة التاريخ والأجيال المتعاقبة، والمثول في حاضر الإمارات الجديد المتجدد:
حدث يذهب بنا دفعة واحدة، في وقت واحد، في وطن واحد، لأجل فعل واحد (تنكيس العلم) في تمام الساعة 8:00 صباح اليوم الثلاثين من شهر نوفمبر كل عام، لأجل هدف واحد (إحياء يوم الشهيد الإماراتي)، ثم الوقوف دقيقة دعاء صامت في تمام الساعة 11:30 من اليوم ذاته، يعقبها رفع العلم مرفقاً بالسلام الوطني الإماراتي في الدقيقة التي تليها، حيث الساعة 11:31 من الصباح المسبح لله سبحانه وتعالى..
وحدث يحملنا على الاحتفاء بالوطن: الإمارات، وبالإرادة الشعبية التي أيدت القيادة المؤسسة للاتحاد، على الوحدة العربية الخليجية الوطنية بين الإمارات الصالحات المتصالحات مع نفسها ومع جيرانها ومع شعوبها، ومع شعورها بضرورة التوحد مع ذاتها، ومع أخواتها لأجل كيان أممي واحد، يصبو إلى هدف واحد: المثول في التاريخ الحديث بقوة الإرادة والإدارة، وبسلاح العلم والمعرفة.
حدثان وطنيان؛ حديث الناس في كل زمان ومكان منذ عهد الأوائل من أناس الأرض في تلك الحقبة الزمنية، وحتى الأجيال الحديثة العهد بدولة الإمارات العربية المتحدة من كل أرجاء الخريطة العالمية: حدث نتطلع إلى تجاوز آلامه والعمل على ما يُنعش الآمال بالظفر بما يمكننا من بلوغ هدف استرداد جُزرنا السليبة (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى)، وحدث نسابق الدنيا لإبقائه في مخطط النهضة الإماراتية الشاملة، سعياً إلى بلوغ لحظة الاحتفاء التاريخي باليوبيل الذهبي الإماراتي في 2 ديسمبر2021، انطلاقاً إلى الخمسين عاماً القادمة على أجنحة الإرادة الإماراتية الموحّدة التي ستكون ماثلة في الميدان التاريخي المرتقب في 2 ديسمبر 2071.
حدثان وطنيان إماراتيان يؤكدان حقيقة واحدة: الاتحاد قوة، والقوة اتحاد؛ وجهان لعملة واحدة: دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظها الله ورعاها، قيادة وحكومة وشعباً ومقيمين وزائرين، وأدام عليها الأمان والسلام، وطيب الكلام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"