محمد عبيد غباش

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

إبراهيم الهاشمي
ليس مجرد علم من أعلام العمل الصحفي وسادته، ليس بكاتب يمكن أن يطويه النسيان، ليس من الذين يعبرون عبور الكرام، صاحب بصمة واضحة في تاريخ الإعلام الإماراتي خصوصاً في شقه الصحفي، لا نستطيع أن نستذكر صحافة الإمارات إلا ويقفز اسمه لامعاً في مقدمة الأسماء، منذ أن تداخل مع الصحافة المقروءة عبر مجلة الأهلي ثم المجمع وصولاً إلى إصدار المجلة المميزة الفريدة في تاريخ المجلات الإماراتية الملتزمة «مجلة الأزمنة العربية» مع شقيقه غانم عبيد غباش رحمه الله ورفيق دربهما عبدالله علي الشرهان حفظه الله، تلك المجلة التي تعاطت مع إنجازات وهموم الوطن بكل شفافية وصراحة ومصداقية ووطنية، تلك المجلة التي كانت مدرسة خرج من تحت مظلتها الكثير من الصحفيين الإماراتيين البارزين، كان هو رئيساً للتحرير، بل كان معلماً ماهراً حاذقاً مميزاً في استقطاب الموهوبين والاضطلاع بمدهم بيد العون ليكونوا صحفيي المستقبل ومثقفيه وكتّابه ومبدعيه وفي كل حقول المعرفة.
لم يكن محمد عبيد غباش مجرد رئيس تحرير أو كاتب صحفي، بل هو مؤرخ كتب تاريخ الوطن عبر حلقات في مجلة الأزمنة تحت مسمى «معالم الوطن الآتي» وفي طليعة من كتب الرواية في الإمارات أيضاً «دائماً يحدث في الليل»، كان صريحاً جداً، شاغبته كثيراً واختلفت معه كثيراً، لكنني أدين له بالكثير مما تعلمته في عالم الصحافة، فلا صنو له في أسلوبه الذي يتسم بالجرأة والقوة والشجاعة والصدق النابع من وطنية مخلصة محبه، لا أعتبره ناقداً بل هو ترمومتر التوازن بين المصداقية ومصلحة الوطن وواجب الصحافة الحرة التي لا تكتب إلا لرقي الوطن وتطوره، كان قطباً من أقطاب الجاذبية في الأزمنة العربية هو وأخوه غانم، وبينهما عشنا نحن مجموعة من شباب الوطن أجمل أيام العمر آنذاك، نتأسس فكرياً وعملياً وصحفياً من منهل وطني صادق وأمين.
محمد عبيد غباش لا يمكن أن يمر ذكرك على البال أو الخاطر إلا وتسبقني ابتسامة شكر وعرفان وامتنان ومحبة من القلب لما قدمته لي شخصياً، فأقول شكراً لأنني عرفتك وشكراً لأنني تعلمت منك، وشكراً لأنني زاملتك، وشكر لا ينتهي إلا ويتلوه شكر.
تبقى يا محمد حاضراً مميزاً في الوجدان وفي الذاكرة حتى وأنت بعيد عن ساحة القلم تذكرنا بفن الصحافة الجريئة الملتزمة الصادقة بحب الوطن.
محمد عبيد غباش لقد اشتقنا لك كثيراً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"