أطفالنا أصحاب الهمم

01:11 صباحا
قراءة دقيقتين

لا فرق بين الطفل العادي والطفل الذي ولد ليكون من أصحاب الهمم الذين نفخر بهم وتقع على عاتقنا مسؤولية رعايتهم والاهتمام بهم ودعمهم بشتى الطرق والوسائل الممكنة؛ لأنهم دعامة من دعامات كل مجتمع ناجح، وصرح من صروحه الشامخة.
ولا تقلّ إنجازات أصحاب الهمم في شتى مناحي الحياة عن إنجازات أقرانهم من الناس، بل قد تفوقها في كثير من الأحيان، بسبب دوافعهم القوية للتغلب على كل التحديات، ورغبتهم العارمة في ترك بصمة في هذا العالم.
لكنّ هناك فارقاً واحداً، ألا وهو أن الأطفال من أصحاب الهمم يكونون أكثر حساسية من الناحية النفسية؛ مما يجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للحزن والاكتئاب وكافة الحالات النفسية السلبية، وهذا يحتم علينا التعامل معهم بحرص شديد خصوصاً في المراحل المبكرة من عمرهم، حيث يحاولون تقبّل اختلافهم عن الآخرين والتأقلم مع المجتمع.
كان يُظن فيما مضى أن الاكتئاب عند الأطفال من أصحاب الهمم نادر ولا يستمر فترة طويلة وليس خطيراً إلى حد ما، إلى جانب استجابته للمعالجة البسيطة، لكن هذا المفهوم اليوم تغير تماماً؛ إذ تشير الإحصائيات إلى أن معدل انتشار الاكتئاب بينهم يتراوح بين 0.5 إلى 2.5% قبل مرحلة المراهقة، و2 إلى 8% أثناءها.
ومن أسباب شعور الأطفال من أصحاب الهمم بالاكتئاب، إحساسهم بالذنب أو الغضب أو العجز والفشل نتيجة الصعوبات التي تعترضهم أثناء محاولتهم مجاراة أقرانهم من الأطفال العاديين، وغير ذلك من أسباب يطول شرحها.
لذلك فمن المهم للغاية تثقيف والدي الطفل من أصحاب الهمم وتعليمهما كيفية التعامل معه وجعله يشعر بالحب والاهتمام وبأنه فرد مهم في الأسرة، وبأن له قيمة حقيقية في حياة العائلة ودوراً مهماً في المجتمع.
يضاف إلى ذلك، ضرورة توعية المجتمع بمختلف أطيافه حول كل ما يتعلق بأصحاب الهمم وطرق التواصل معهم بشكل إيجابي ومحفز، ووضع البرامج وعقد الندوات المختلفة لتعليم الناس كيف يتعاملون بطريقة إنسانية مع الآخرين ممن يختلفون عنهم سواء من الناحية الجسدية أو من ناحية القدرات الذهنية أو غير ذلك.
إن الطفل أشبه ببرعم الزهرة الصغير الجميل، إذا تعهّدناه بالرعاية والاهتمام اللازمين، شبّ إنساناً صالحاً فاعلاً في المجتمع، وساهم في النهوض بحضارته والارتقاء به، والأطفال من أصحاب الهمم جزء مهم من نسيج المجتمعات، ولا يمكن لأمة أن تسمو إذا لم تقدّر هذه الفئة من الناس حق قدرهم، وتدرك الدور الكبير الذي يلعبونه في إعلاء شأنها، فامنحوا الحب للجميع، وعلى الأخص لإخوانكم من أصحاب الهمم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"