كيف أخطط لحساب بنكي صفري عند الممات؟

01:16 صباحا
قراءة 5 دقائق
فارنوش ترابي
فارنوش ترابي

فارنوش ترابي *

إذا استفدنا من عام 2020 أي شيء؛ فهو أن الحياة أمر لا يمكن التكهن به على الإطلاق. من خلال هذه الرؤية، بدأت في التخلي عن بعض مبادئ التمويل الشخصي الرتيبة.

هذا الصيف، على سبيل المثال، عارضت القول المأثور «البقاء على المسار الصحيح» والتمسك بخطة استثمارية للتقاعد بغض النظر عن العقبات، وسأعمل على التخلص من بعض الأسهم أيضاً. كما أنني اشتريت منزلاً فيما يمكن اعتباره بيئة محفوفة بالمخاطر. حتى الآن، لا أشعر بالندم.

في تحركي الأخير بعيداً عما يدعو إليه العديد من الخبراء الماليين، نسيت طموحي في ترك إرث مالي. يبدو أن مفهوم توريث الميراث أقل منطقية اليوم. بدلاً من ذلك، أريد تجربة إنفاق معظم إرثي، إن لم يكن كله، على تجارب ذات مغزى والاستثمار في الأشخاص والأسباب التي أؤمن بها. كل ذلك قبل أن أغادر هذه الدنيا.

نمت هذه الفلسفة المالية بشكل متزايد لدى الأثرياء. فقد تعهدت لورين باول جوبز، التي ورثت أكثر من 20 مليار دولار من زوجها الراحل ستيف جوبز، مؤسس شركة أبل، بالتخلي عن جميع أصولها خلال سنوات حياتها، والمساهمة في القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تحتاج إلى دعم مالي. قبل ذلك، تعهد كل من بيل جيتس ووارن بافيت بعدم ترك الكثير من الميراث لورثتهم إن بقي هناك ميراث أصلاً.

بعد التحدث مع بيل بيركنز عن كتابه الجديد، «Die with Zero»، صدمت عندما وجدت نفسي مقتنعة بأن إنفاق المزيد من المال أثناء حياتك هو أكثر إرضاءً من ترك مدخرات التقاعد بعد موتك. من هنا يجب أن تصبح الفكرة سائدة.

بطبيعة الحال، فإن التحدي في هذا النهج هو عدم الموت بأقل من صفر رصيد، وترك عبء وفاء الديون على شخص آخر.

يقول بيركنز: «في كل عام وبمرور الوقت تنخفض قدرتنا أكثر على تحويل الدولارات إلى تجارب حياة إيجابية. إن المنفعة المثلى للمال، هي استخدامه للحصول على أقصى قدر من الخبرات التي يمكنك القيام بها في سنوات حياتك. إنه أمر مهم، لأن التجارب هي التي تدفع في الواقع إلى تحقيق السعادة». يقول عن مفهومه: «إنني أنقذ حياتك أكثر من توفير أموالك».

هذه الفلسفة لا تمنحني أنا وزوجي الإذن في الإنفاق. بدلاً من ذلك، فإنها تجبرنا على ممارسة ضبط النفس والمداولات حيث نختار كيفية تخصيص أموالنا بينما نحن على قيد الحياة.

نعم، ما زلنا بحاجة إلى الادخار «بما فيه الكفاية» من أجل التقاعد، ولكن مع وضع احتياجاتنا الشخصية فقط في المقام الأول، واحتياجات أي من المعالين المتبقين في الاعتبار. بدلاً من التراكم لمصلحتنا، نحن مصممون على أن وجود هدف نقدي محدد لنا.

في كتابه، أطلق بيركنز، الذي جمع ثروته لأول مرة من التمويل، مصطلح «رقم النجاة» أو البقاء. على المبلغ الذي تحتاج إليه لإعالة نفسك فيما يتعلق بالصحة والمأوى والطعام عندما لا تمتلك دخل كبير.

رقم البقاء على قيد الحياة هو أكثر من مجرد توصية بأن مدخرات التقاعد القياسية تحتاج ما بين ثمانية إلى عشرة أضعاف راتبك، أو العيش على 80% من دخل ما قبل التقاعد. ربما يكون هذا الرقم أقرب إلى 40% أو 50%، خاصة إذا قمت بتقليص الإنفاق مبكراً أو كنت تعيش في مكان أكثر تكلفة.

على سبيل المثال، لقد اشترينا للتو منزلنا في نيو جيرسي ونخطط للبقاء هنا لمدة 15 عاماً أو نحو ذلك حتى ينتهي الأطفال من المدرسة الثانوية. بعد ذلك، لن يكون من المنطقي حقاً الاحتفاظ بمسكننا، نظراً لضرائب المدينة الهائلة، والتي تخدم بشكل أساسي المدارس العامة.

ينصح بيركنز بتحديد النفقات والتجارب التي تعتبر بالغة الأهمية لإنجازاتك وللتأثير الذي تريده على العالم. بالنسبة لنا، يكون ذلك من خلال تخصيص الأموال لدعم تعليم أطفالنا ورفاههم، والسفر والعطاء.

قبل أن أهدف إلى الموت من دون أن أملك شيئاً، أردت أن تكون عائلتي قادرة على قضاء شهر كامل كل صيف في بلد أجنبي. الآن، يبدو هذا الحلم جديراً بالاهتمام باعتباره نوع التجربة المثرية التي أقدرها. واعتماداً على ما يحدث مع السفر بعد «كوفيد-19»، يمكن أن يكون ذلك أكثر قابلية للتحقيق، لأنني لن أؤجله لمجرد توفير المزيد من المال للتقاعد.

إن فكرة ترك أموال غير ربحية بإرادتنا تبدو أيضاً ضارة بعض الشيء للأسباب التي نريد دعمها. لماذا لا نعطي عاجلاً وليس آجلاً إذا استطعنا؟ تحقيقاً لهذه الغاية، لقد جدولت بعض خطط العطاء الخاصة بي على غرار الطريقة التي نساهم بها في التقاعد.

أحد الكتب الأولى عن مفهوم إعادة التفكير في التقاعد، Die Broke لستيفن بولان ومارك ليفين من عام 1998، يصف خطة من أربع خطوات لضمان الاستفادة من كل دولار أثناء الحياة. الخطوة الثالثة هي «عدم التقاعد». لقد كان اقتراحاً جذرياً في ذلك الوقت. اليوم، فقد بريقه.

إنه اعتبار مهم لأولئك الذين يريدون الموت من دون أي دين، باستثناء فاحشي الثراء، ويقضون سنواتهم اللاحقة في العيش «بما يكفي». أفكر بالفعل في الحصول على ترخيص العقارات الخاص بي في الخمسينات من عمري؛ لتوليد بعض الدخل الإضافي وتكملة احتياجاتنا في التقاعد.

عدم ترك ميراث لأطفالك لا يعني أنك لا تهتم بهم. بدلاً من ذلك، أنت تخطط مستقبلهم مبكراً، وتمنحهم ثروتك عندما يكونوا صغاراً ويعملون على الأرجح لبدء عمل تجاري أو عائلة أو استثمار. أفضل ما في الأمر أنه يمكنك أن تشهد كل ذلك قبل موتك.

يقول بيركنز: «إذا كنا نحاول إحداث أقصى تأثير على حياة أطفالنا، فعلينا أن نختار بشكل متعمد منحهم المال في إطار زمني معين، وليس عند وصولهم إلى الستينات من العمر وتكون صحتهم في تراجع».

لن نجازف بإفسادهم، إذا شرحنا خطتنا وإذا فهموا أن الأموال التي يتلقونها على دفعات هي لمساعدتهم في بناء حياة قوية وذات مغزى لأنفسهم ولأطفالهم. ونعم، نحن على دراية كاملة بضريبة العطايا؛ حيث إن الولايات المتحدة تفرض ضرائب على تحويل الأموال أو الممتلكات التي تزيد قيمتها على 15 ألف دولار في السنة؛ لذلك بينما أطفالنا لا يزالون صغاراً، فإننا نملأ أكبر عدد ممكن من دلاء الاستثمار لهم، من خطة التوفير 529 للتعليم الجامعي، إلى وصاية «روث إيرا» وهو حساب تقاعد فردي. لدينا أيضاً تأمين على الحياة؛ لأنه يعد جزءاً لا يتجزأ من رعاية أطفالنا، في حالة وفاة أحدنا في وقت أقرب مما كان متوقعاً.

لست متأكدة مما تخبئه لنا الحياة الآخرة، لكنني على ثقة من أن هذا الإطار المالي البديل سيمكننا من تحقيق أقصى استفادة ممكنة من سنوات حياتنا الحالية. وبالنسبة للأطفال؟ سيكونون بخير.

* كاتبة صحفية ورائدة أعمال

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة صحفية ورائدة أعمال

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"