عادي

الجولات والأنشطة السياحية.. استراتيجية مالية وولاء مطلق

21:21 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1

إعداد: هشام مدخنة

إذا كان بإمكانك أن تنظر إلى ما بعد حقبة «كوفيد19-» وتتخيل كيف سيكون العالم عندما يعود السفر إلى جدول الأعمال، فمن المحتمل أن تتساءل عن المكان المناسب لأعمال السفر الخاصة بك، وكيف ستنافس، والأهم من ذلك، كيف ستكسب هذه الأعمال المال.

تاج محل

زيادة الإيرادات

سواء كانت شركة طيران أو وكيل سفر أو صاحب فندق، سوف يبحث اللاعبون في الصناعة عما سيمنحهم الأفضلية، هل هي العمليات الرائدة في التكنولوجيا؟ أم التشغيل الآلي وإدارة البيانات؟ أم التسعير؟ سيبحث الصانعون عما يمكنهم فعله لزيادة الإيرادات.

نظراً لأن شركات الطيران التجارية والفنادق والوكلاء في العالم يواجهون ضغوطاً مالية كبيرة جراء الإغلاق الواسع للسفر، فلننظر إلى ما هو أبعد من الحاضر. صناعة السفر لديها مستقبل كبير، فقد كشف تقرير حديث صادر عن منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أنه سيكون هناك 1.8 مليار سائح سنوياً بحلول عام 2030، وسيبحثون جميعاً عن رحلات طيران رخيصة وغرف فندقية وأشياء للقيام بها عند وصولهم إلى وجهتهم المختارة.

من هنا تأتي أهمية الجولات والأنشطة، حيث تعتبر من المجالات التي غالباً ما يتم تجاهلها من قبل وكالات السفر الجوي والوكلاء وشركات الطيران، أو في أفضل الأحوال يتم التفكير بها متأخراً.

قبل الوباء، كانت توقعات نطاق سوق الجولات والأنشطة العالمية غير حاسمة ولكنها قُدّرت بنحو 180 مليار دولار سنوياً.

إن الحجم الهائل لهذه الصناعة يجعلها مهمة، وعلى الرغم من أنها قد لا تصل إلى إمكاناتها الكاملة لفترة من الوقت، إلا أنها ستكون سوقاً كبيرة، حيث يبدأ الأشخاص في حجز التجارب مرة أخرى.

الدافع للسفر

ستكون الأنشطة والخبرات هي الدافع وراء حجوزات الفنادق والطيران ورحلات المسافر والسائح بشكل عام. لن يسافر الناس إلى الهند على سبيل المثال فقط من أجل تجربة السفر على متن شركة طيران معينة أوالاستمتاع بركوب طائرة من طراز ما، بل من أجل الذهاب في رحلة بحرية أسفل نهر الجانج أو زيارة تاج محل وغيرها من الأماكن السياحية وممارسة مختلف أنواع الترفيه المرافق للرحلة. ستعمل التجارب على زيادة طلب المستهلكين مع انتعاش السفر، وستكون الجولات والأنشطة عاملاً مهماً في كيفية نظر الناس إلى الوجهات التي يشعرون بالراحة عند السفر إليها.

من المؤكد أن عملاء شركات الطيران ووكالات السفر التي تدخل اقتراحات شخصية في عروضها، مثل جولة سياحية لمكان معين أو أنشطة فريدة، سيتذكرون العلامة التجارية ويفكرون في تكرار عملية الشراء في الرحلة التالية. إنها استراتيجية رائعة لتحسين مشاركة العملاء وولائهم للعلامة التجارية، إضافة لتحقيق المزيد من الدخل الإضافي.

عدم الاتصال والحجز المسبق

ومع ذلك، هناك مشكلة إضافية ومهمة، وهي أن الغالبية العظمى من الجولات لا تزال تُباع في وضع عدم الاتصال، إذ يمكن حجزها إما عند الوصول إلى الوجهة أو من خلال منظمي الرحلات التقليدية ووكلاء السفر.

قبل انتشار «كوفيد-19»، كانت 80% من حجوزات هذا القطاع تتم دون اتصال بالإنترنت، ويقتصر الحجز أونلاين على المنصات لديها الوقت والمال والموارد لتخصيصها لإعداد حلول المبيعات الرقمية.

يتغير هذا الآن، حيث توفر منصات مثل «تريب أدميت» و«تريب أدفايزر» وغيرها الكثير، برامج الحجز وحلول العلامة البيضاء التي تسمح لشركات السفر والطيران بتحميل وإدارة تجاربهم الخاصة مع عملائهم. يؤدي هذا أيضاً إلى تنظيم عمل قطاع الجولات والأنشطة الذي يعمل حالياً في إطار عدد كبير من التنسيقات المختلفة. هناك علامات على التماسك والتوحيد القياسي، وعلى الرغم من أنها عملية بطيئة، إلا أنها تسير في الاتجاه الصحيح.

وأدت أزمة فيروس كورونا إلى تدافع الموردين المحليين للاتصال بالإنترنت، بعد أن فقدوا أعمالهم التجارية المعتادة بسبب اختفاء السياح الأجانب. ونظراً لأن المسافرين يبحثون عن ضمان الحصول على تجربة رقمية أكثر بدون تلامس، فقد بدأت هذه الصناعة أخيراً في اللحاق ببقية قطاع السفر إلى حد كبير بالطريقة نفسها التي كانت تعمل بها فنادق البوتيك المستقلة قبل أن تساعد مواقع مثل «بوكينج.كوم» على ربطها عبر الإنترنت. ويصب ذلك أيضاً في مصلحة الصناعة لأنك تجعل المزيد من الأشخاص يبحثون عن المزيد من المنتجات.

الصورة
طيران

مستقبل مشرق

لا تزال التوقعات طويلة المدى للسفر مُشرقة. حيث أدى التكامل العالمي، إلى جانب النمو الاقتصادي وارتفاع دخل المستهلك ووقت الفراغ، إلى دفع الطلب على هذه الخدمات، وينبغي أن يستمر هذا بينما نتعافى من هذا الوباء.

عندما يبدأ المسافرون في إعادة شراء الجولات والأنشطة والتجارب، ستتاح لشركات السفر فرصة الاستفادة من ذلك وزيادة حصتها في هذه الصناعة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. عادة ما تركز شركات السفر التي تهدف إلى زيادة الإيرادات الإضافية على الوظائف التجارية، كالتسويق والمبيعات والتسعير والتوزيع. ومع ذلك، بالنسبة للكثيرين، مثل الفنادق والوكلاء، يظل موظفو الخطوط الأمامية مشاركين بشكل كبير في بيع أو تقديم معظم الخدمات المساعدة. وبينما توفر شركات كثيرة الوصول إلى آلاف الخبرات والتجارب في مئات البلدان حول العالم، فإنها لا تزال جزءاً مهماً من المعادلة.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"