هل من تفسير؟

01:28 صباحا
قراءة دقيقتين

«رخصة المهن التعليمية»، فكر جديد ورؤى تحاكي المستقبل في عقر داره، ولا جدال، يعوّل عليها القائمون على إدارة التعليم لاستقطاب كفاءات تربوية متميزة، قادرة على مواكبة الاتجاهات العالمية في تربية الأجيال، فالمتغيرات والتطورات المتسارعة في مجتمعات العلم، أفرزت أدواراً جديدةً لصنّاع الأجيال، ورسمت لمعلمي الحاضر مواصفات تحاكي المستقبل، وفرضت عليهم اكتساب مهارات لم تكن موجودة لديهم من قبل.
وهنا تكمن أهمية «رخصة المعلم» وضرورة تحري الدقة عند الاختيار، والمصداقية عند التأهيل، والشفافية عند التقييم، وهذا يتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية، والجدية عند التعاطي مع المتغيرات، وإشراك جميع أطراف العملية التعليمية عند أي تطوير تشهده آليات التطبيق، تحقيقاً للاعتدال والتوازن في الميدان.
في الأمس القريب، سادت حالة من الارتباك صفوف بعض المعلمين، جسدتها نتائج البعض الذين تقدموا لاختبارات الرخصة مؤخراً، حيث تسلموا رسائل نصية، تفيد اجتيازهم الاختبارات، وبعدها بأيام قليلة تفاجأوا برسائل أخرى، تؤكد لهم «عدم الاجتياز» وتطالبهم بمحاولة جديدة، وهنا نسأل عن تفسير حول وجود نتيجتين متناقضتين في آن واحد، وأيهما أصدق؟
«يا فرحة ما تمت»، مقولة تنطبق بصدق على شريحة المعلمين المتضررين في هذه الواقعة، لاسيما أنهم حتى الآن يواجهون صعوبة بالغة في التواصل مع الفريق المسؤول عن رخصة المعلم، وعلى الرغم من شكواهم عبر القنوات المخصصة المتاحة، إلا أنهم فشلوا في الحصول على تفسير لما يحدث.
الموقف يثير تحفظات الجميع في الميدان، لاسيما أن الرخص تحاكي في مضمونها جميع الفئات، وتسير وفق ثلاثة أنواع، تستهدف المعلم والقيادة المدرسية والكوادر الأخرى في المدرسة، وهذا يعني أن جميع العاملين في قطاع التعليم مطالبون بالرخصة المهنية، لضمان استكمال مسيرتهم في الميدان.
وإذا اعتبرنا أن ما حدث خطأ ارتكبه النظام التقني لإدارة الرخصة، فعلينا تداركه وإصلاح ما أفسده النظام، وإن كانت هناك تعديلات أو تطويرات جديدة في منظومة الترخيص المهنية، ينبغي أن يعرفها جميع الأطراف في الميدان وهنا يجب الإيضاح، أما لو كان الخطأ لأحد الكوادر العاملة، فهناك لائحة لعقاب المقصرين، والأهم في النهاية حل إشكالية المعلمين العالقة نتائجهم بين اجتياز وعدم اجتياز.
قبول أو رفض الأمر بشكله المطروح يتوقف على مدى وضوح توجيهات القائمين على رخصة المعلم، فليس من المنطق أن يقبل المعلم النتيجة ونقيضها في آن واحد، ولا يجوز أن نظل في صمت تاركين الميدان بين القيل والقال، فالترخيص مشروع واعٍ وطموح، إذا أتقنا تفاصيله، واستخدام أدواته بشكل صحيح سنضمن جيلاً متميزاً من المعلمين والكوادر الأخرى، وبالتالي مخرجات تعليمية لا تضاهى.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"