عادي

فعاليات ملهمة تثري «متاحف صديقة لذوي التوحد» في الشارقة

23:42 مساء
قراءة 4 دقائق
1

تنظم هيئة الشارقة للمتاحف خلال الفترة المقبلة باقة من الفعاليات والبرامج والأنشطة الجماعية والفردية الملهمة، ضمن مبادرة «متاحف صديقة لذوي التوحد»، التي أطلقتها الهيئة قبل عامين وتعد الأولى من نوعها خليجياً. وتسعى الهيئة من خلال أجندة الفعاليات الى توفير بيئة تعليمية تلبي مختلف متطلبات الأطفال من ذوي التوحد، ممن تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، وتعزز قدرات التكامل الحسي لديهم، والتواصل مع زملائهم ومحيطهم داخل بيئة متحفية مواتية، تعتمد على أساليب علمية وآليات مدروسة ومخصصة لهذه الفئة.

نجحت الهيئة منذ إطلاق المبادرة التي تنسجم مع رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تنظيم حزمة من الفعاليات والأنشطة التعليمية والترفيهية للعديد من الأطفال من ذوي التوحد، من بينهم أطفال مركز الشارقة للتوحد الذين عاشوا تجربة مذهلة في متحف الشارقة للآثار.

وأكدت منال عطايا، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف أن المبادرة تستند إلى برنامج مدروس بعناية، يقدم مجموعة من ورش العمل، والأنشطة المتخصصة الهادفة إلى تعزيز قدرات هذه الفئة والارتقاء بها وبإمكاناتهم، لافتة إلى أن ذلك ينطلق من حرص الهيئة على توفير بيئة مواتية لمختلف أفراد المجتمع، وإدراكها أن الأطفال من ذوي التوحد جزء مهم من المجتمع، ويتطلب دمجهم برنامجاً متخصصاً ورعاية خاصة.

وقالت عطايا: المتاحف قادرة على توفير تجارب إيجابية للمصابين بالتوحد، نظراً لتنوع الأساليب التعليمية المتاحة في المتاحف. ومن الضروري بالنسبة لنا في هيئة الشارقة للمتاحف أن نضمن لهم الفرصة بأن يشاركوا في بيئة مواتية ترحب بهم.

وأضافت عطايا: إمارة الشارقة سطرت العديد من الإنجازات في مجال العناية بالأطفال واليافعين، من خلال تفرد ونوعية المبادرات التي تطلقها، والتي لا تستثني أي فئة من فئات المجتمع الإماراتي، ما يجعل من هذه المبادرة ذات أهمية خاصة كونها انطلقت من حرص الهيئة على أن تراعي احتياجات وتوقعات جميع الزوار على اختلاف أعمارهم وثقافاتهم وتطلعاتهم وقدراتهم بما فيهم الأطفال من ذوي التوحد، فخصصت لهم برنامجاً شمولياً، تم إعداده بعناية ليناسب مداركهم، ويسهم في تحفيزهم وتطوير مهاراتهم وقدراتهم.

قصص اجتماعية

حرصت الهيئة خلال تجهيز باقة الفعاليات والأنشطة المجانية على تصميم جميع الورش والأنشطة، لتلبي احتياجات جميع الأشخاص من ذوي الإعاقات المختلفة، باللغتين العربية والإنجليزية، وتشترط الهيئة ضرورة حجز البرنامج قبل ثلاثة أسابيع من تاريخ الزيارة وتحديد نوع الإعاقة حتى يتم تقديم البرنامج المناسب للفئة المستهدفة.

وتصل السعة الاستيعابية لكل ورشة عمل إلى 15 شخصاً تشمل مقدمي الرعاية، باستثناء ورش العمل المقدمة للأشخاص من ذوي التوحد، إذ حصرتها بحضور 6 أشخاص فقط، وذلك لضمان الجودة.

ويقدم متحفا المحطة والشارقة للآثار قصصاً اجتماعية شيقة عن المتاحف تعتمد على أسلوب التعلم البصري والوصف الدقيق من خلال الصور المتسلسلة بهدف تحسين سلوك الأطفال من ذوي التوحد من عمر 3 إلى 6 سنوات وتعليمهم مهارات اجتماعية مختلفة. فيما يقدم متحف الشارقة للفنون للأطفال ذوي الإعاقة السمعية، والذهنية، والنفسية، من عمر 7 إلى 14 سنة ورشة عمل «العشوائية»، التي تتيح لهم إطلاق العنان لمخيلاتهم الفنية، والتعبير عن شخصياتهم من خلال رش ألوانهم المفضلة على الورق باستخدام الفن العشوائي. ويركز مركز الشارقة للاستكشاف على أهمية الغذاء الصحي المتوازن من خلال ورشة عمل «طبقي الصحي»، حيث تطلع الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية والذهنية والنفسية على أهمية احتواء نظامهم الغذائي على 5 حصص من الفواكه والخضروات.

تاريخ العطور

يُطلع متحف الشارقة البحري عبر ورشة عمل بعنوان «الطواش» والمقدمة للأفراد من ذوي الإعاقة السمعية على مفهوم «الطواش» وهو تاجر اللؤلؤ الذي يقوم ببيع وشراء اللؤلؤ من النواخذة، وتُعرف الورشة أطفال هذه الفئة بمهنته وأدواته، وتتيح لهم صنع عمل فني باستخدام اللؤلؤ، فيما يستعرض متحف الشارقة للآثار أمام ذوي الإعاقة السمعية، والذهنية، والنفسية «تاريخ العطور وتجارتها» حيث لعبت التجارة دوراً مهماً في ازدهار الحياة الاقتصادية لإمارة الشارقة منذ العصور القديمة، ويطلعهم على طرق تجارة العطور، ويمنحهم فرصة صنع عطرهم الخاص، كما يعطي المتحف لذات الفئة من عمر15 سنة فما فوق فرصة التعرف الى الأصباغ الطبيعية، ويكشف لهم طرق استخراج الإنسان قديماً للعديد من الألوان من مصادر الطبيعة المختلفة.

أما متحف الشارقة للحضارة الإسلامية فيُعرف أطفال فئة ذوي الإعاقة السمعية، والذهنية بفن الفسيفساء، وكيف أبدع المسلمون في استخدامه في فنون العمارة، فيما ينظم مربى الشارقة للأحياء المائية للفئة ذاتها رحلة بحرية تحت عنوان «عالم البحار»، ليطلع الأطفال على الكائنات البحرية التي تعيش في أعماق البحار.

وتحرص هيئة الشارقة للمتاحف على تنظيم جولات تعريفية، وجلسات تعليمية، تلبيةً لاحتياجات الأطفال من ذوي التوحد، يقدمها خبراء متخصصون، قادرون على توفير الأدوات والوسائل الملائمة التي تتيح للفئات المستهدفة الاستفادة من البرامج والجلسات والجولات التعريفية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"