تدريس مهارات الحياة

00:21 صباحا
قراءة دقيقتين

 

كثيرة هي المهارات التي نحتاج إليها بمجرد التخرج في الجامعة، وبدء رحلة البحث عن وظيفة، ومهارات أخرى نكون بأمسّ الحاجة إليها خلال المرحلة العملية، ومهارات أكثر احترافية، عند البدء بتجربة تجارية خاصة بنا، وأخرى للتغلب على تحديات الحياة، وتجاوز محطات التعثر والانطلاقة القوية في رحلة النجاح. 
 لكن الأسئلة التي نطرحها هنا: ما مدى تأهيل خريجي المدارس والجامعات لاكتساب تلك المهارات؟ وهل فعلاً تشهد مناهجنا الدراسية موادّ تدريبية على تلك المهارات؟ وهل من المهم إضافة دروس نظرية وعملية لمناهجنا الدراسية والجامعية، بشكل أكثر عمقاً؟ وهل قياس قدرات الطلبة في الإنجليزية والعربية والرياضيات والعلوم، كافٍ لتأهيلهم لسوق العمل؟ 
 الواقع أن ثمة خريجين يملكون درجات عالية في المواد التي ذكرناها، ولكن تنقصهم الخبرة في مهارات الحياة وسوق العمل، ومن ثم لا ينجحون في مقابلات العمل، وأحياناً يجتازون تلك المقابلات، ولكن لا يتفوقون في عملهم، ويتعثرون في مشروعاتهم الخاصة، ويخفقون في إبراز قدراتهم الذاتية. 
 الكيمياء والفيزياء والرياضيات والعربية والإنجليزية، كلها مواد مهمة لتأهيل الطلبة للحياة العملية، والطلاقة الرقمية ومهارات القيادة والإدارة، والتفكير خارج الصندوق، والطاقة الإيجابية وتقدير الذات أيضاً، وهي مهمة ليبدع الخريج في عمله.. نحتاج إلى مفكرين قادرين على إظهار أنفسهم بفعالية، وقادرين على حل المشكلات بطرق إبداعية، ويبحرون في عوالم الاستكشاف لكل جديد بشغف، وقراء متعددي المؤهلات والمهارات، ومتواصلين مبدعين، ومفكرين ناقدين. 
 كثير من الخريجين يصطدمون بالواقع بعد دخولهم الحياة المهنية، ويتعثرون مراراً وتكراراً، لافتقارهم إلى مهارات خفيفة، ومثل تلك الإشكالية بالإمكان تجاوزها، بإضافة دروس نظرية وعملية في مناهجنا الدراسية، وتقييم الطلبة عليها، ومنحهم درجات عليها، ليكونوا أكثر حرصاً على إتقان تلك المهارات؛ فما كان يناسب جيلنا من تعليم ومواد دراسية، لا يناسب الجيل الحالي، فهم بحاجة إلى مهارات حياتية وعملية أكثر كثافة وعمقاً، ومهارات تكنولوجية تمكّنهم من الالتحاق بالتطور السريع في هذا المجال. 
 ثمة تغيير كبير في مناهجنا خلال المرحلة الأخيرة، ما يحفز الطلبة للتحليل والبحث والنقد، ولكن مازالت طرق تدريس تلك المهارات في بعض المدارس، لا تلقى تجاوباً ملحوظاً من الطلبة، فنجد أن الطلبة غير واعين للهدف من التغيير، وغير مكتسبين لتلك المهارات، وهذا يستدعي تغيير آلية تدريبهم على تلك المهارات، وتحفيزهم بطرق أكثر إبداعية، وربما أكثر صرامة، لإجبارهم على تعلم مهارات القرن ال21، وعدم الاعتماد على الحفظ والتلقين والحشو فقط. 
التحدّي كبير أمام شبابنا، وما عليهم سوى مواكبة التطوّر، فالزمن لا ينتظر.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"