مبيعات الهواتف الذكية تنجو من «كوفيد ـ 19» بطوق التواصل والتسوق

دبي: حمدي سعد
نجت مبيعات الهواتف الذكية في الإمارات من عاصفة جائحة «كوفيد  19» بسبب ارتباط سكان الدولة الكبير بها لإجراء العديد من الأعمال، لاسيما التسوق الإلكتروني والدفع وتصفح الإنترنت بدافع متابعة أخبار الفيروس على مدار الأشهر الماضية، إضافة إلى الارتباط القوي بمنصات التواصل الاجتماعي مع الأهل والأصدقاء في جميع أنحاء العالم خلال الجائحة. ووفقاً لأحدث تقرير لمؤسسة البيانات الدولية (آي دي سي) IDC، فقد رفعت دولة الإمارات التي تعد ثاني أكبر سوق خليجي بعد السعودية، حصتها من شحنات الهواتف الذكية إلى منطقة الخليج العربي خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى 24.1%، فيما شهد سوق الهواتف المحمولة الخليجي انخفاضاً طفيفاً للغاية على أساس ربع سنوي بنسبة 0.2% إلى 4.97 مليون وحدة في الربع الثالث من عام 2020.
وكشف تقرير «آي دي سي» أن إجمالي سوق الهواتف الذكية الخليجي بلغ 1.16 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2020، فيما نمت قيمة سوق الهواتف المميزة بنسبة 1.9% على أساس ربع سنوي لتصل إلى 15.8 مليون دولار.

متوسطة السعر في المقدمة
ويقول آكاش بالاشندران، كبير محللي الأبحاث في IDC: «استمر الطلب على الهواتف الذكية متوسطة السعر في البقاء قوياً، حيث يبحث العملاء عن القيمة، فيما تبقى قنوات التوزيع حذرة عندما يتعلق الأمر بتخزين الأجهزة المتميزة والفائقة الجودة. ومن المتوقع أن يشهد سوق الهواتف الذكية في الخليج نمواً للوحدات على أساس ربع سنوي بنسبة 6.5% في الربع الرابع من عام 2020».
من جانبه قال رمضان يافوز، مدير الأبحاث الأول في IDC: «من المتوقع حدوث تحسن في أداء السوق بنهاية 2020، لا سيما مع بدء السفر ونمو التسوق، ما يؤدي إلى أداء جيد للسوق على المدى القصير والمتوسط».
الإمارات سوق نشط
ويؤكد فادي أبو شمط، مدير الاستراتيجية والتخطيط في شركة «أوبو» الشرق الأوسط، أنه وفقاً لبيانات شركة الأبحاث والتحليلات الدولية (كاناليس) فقد حققت الشركة نمواً بنسبة 214% في المنطقة، خلال الربع الثاني من 2020، مقارنة بنفس الفترة من 2019، مشيراً إلى أن جائحة «كوفيد  19» رفعت معدلات الطلب واستبدال الهواتف الذكية.
وقال أبو شمط: «تعد الإمارات سوقاً نشطاً ومتطوراً، ولدينا حصة سوقية كبيرة في الدولة، وبالنظر إلى تقنية الجيل الخامس سنواصل جهودنا في مجال الأبحاث والتطوير بهدف ترقية منتجاتنا إلى آفاق جديدة، خاصة في ما يتعلق بتقنيات الجيل الخامس، وإنترنت الأشياء، للاتصال المتكامل، حتى نتمكن من التركيز على المنتجات التي تحظى بشعبية كبيرة في هذه السوق على وجه الخصوص، ونعتزم إطلاق مزيد من المنتجات الداعمة لتقنية الجيل الخامس، إضافة إلى بعض منتجات إنترنت الأشياء في وقت لاحق».
وأضاف أبو شمط أن الشركة واصلت طرح هواتف جديدة في الإمارات، لاسيما هواتف رينو4، بثلاثة إصدارات: رينو 4، ورينو 4 برو، ورينو 4 برو 5 جي، كما أن «أوبو» تعمل باستمرار مع مشغلي الاتصالات في الإمارات لتقديم أحدث الهواتف المتوافقة مع شبكات الجيل الخامس، كما تسعى الشركة إلى زيادة حصتها السوقية عبر توسيع مبيعاتها في مواقع التسوق الإلكترونية والتقليدية، وكذلك فتح متاجر خاصة بها في الإمارات. 
وتوقع أن تكون تقنيات الجيل الخامس عاملاً قوياً في نمو سوق الهواتف الذكية في الإمارات خلال السنوات القليلة المقبلة، وأن الاستثمارات التي تضخها الشركات المصنعة سنوياً لابتكار هواتف ومنتجات جديدة ستسهم في بقاء الطلب قوياً، وستحول دون الوصول إلى مرحلة الإشباع في السوق.
وأوضح أبو شمط أن معدل تغيير الهواتف في دول الخليج تعد من الأعلى عالمياً، حيث تتراوح الفترة بين 6 و9 أشهر، مقارنة ب9 و12 شهراً في المنطقة، ومن 18 إلى 24 شهراً على مستوى العالم، حيث يسعى مستخدمو هذه الهواتف في الإمارات دائماً إلى اقتناء أحدثها.
الإنتاجية والترفيهية
من جانبه قال كيث لي، مدير مجموعة «هواوي» لأعمال المستهلكين في الإمارات، إن مستخدمي الهواتف الذكية في الإمارات يعتمدون على هواتفهم الذكية لتنفيذ مجموعة من المهام المتنوعة، سواء الإنتاجية أو الترفيهية، فيما تمتاز الدولة بسكانها من عشاق التكنولوجيا الذين يحرصون على استخدام أحدث الحلول التقنية، لا سيما في ضوء توفر الأجهزة المتطورة من الجيل الخامس.
وأضاف: «خلال الأوقات العصيبة التي مر بها العالم منذ بداية العام الجاري بسبب فيروس «كوفيد  19»، باتت الهواتف الذكية الأداة التقنية الأولى عالمياً التي تمكّن المستخدم من القيام بالعديد من الأعمال أو المتابعة أو التصوير أو البث أو غيرها من المهام في وقت واحد؛ بل باتت الهواتف الذكية ملاذاً للحكومات والجهات الصحية لبث الرسائل التوعوية والأخبار على مدار الساعة».
وأوضح لي: «ينعكس الاهتمام الواسع لاستخدام الهواتف الذكية، في الأرقام الصادرة عن مؤسسة جارتنر التي توقعت أن تشهد المنطقة وشمال إفريقيا معدلات نمو تصل إلى 5.9% في مبيعات الهواتف الذكية خلال 2020، فيما ستمثل الهواتف الذكية المتطورة، لاسيما هواتف الجيل الخامس، خياراً أفضل للمستخدمين من عشاق التكنولوجيا في الإمارات والمنطقة خلال هذا العام، للتغلب على التحديات التي فرضها فيروس «كوفيد- 19».
وقال: «يسهم عصر الجيل الخامس في تحفيز مزيد من الابتكار؛ الأمر الذي سيؤدي إلى جذب قدر أكبر من الاهتمام في أوساط المستهلكين في الإمارات، وتزامناً مع توسع نطاق شبكات الجيل الخامس، سيحظى مزيد من المستهلكين بفرصة الاستفادة من سرعات نقل البيانات الفائقة وفترات تأخير زمني أقل». 
وأشار لي، إلى أنه في هذه الفترة الصعبة يمثل الهاتف الذكي الجهاز رقم 1 ضمن منظومة الأجهزة، ويُعد المحور الذي تتصل به 8 فئات مختلفة من الأجهزة، وتندرج تحت هذه الفئات الثماني: الساعات الذكية، والسماعات، والحواسيب الشخصية، والحواسيب اللوحية، ومكبرات الصوت الذكية، والنظارات الذكية، والسيارات وأجهزة التلفاز الذكية. 
إن الهواتف الذكية المتوافقة مع الجيل الخامس، ستلعب دوراً كبيراً خلال الأعوام المقبلة في توفير مئات الحلول والتطبيقات الذكية المرتبطة بحياة البشر حول العالم، والتي سيكون لها أثر إيجابي كبير في توفير العديد من الخيارات التقنية التي ستسهم في توفير حلول صحية غير محدودة وترفيهية كذلك.
وأشار لي، إلى أن مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين في الإمارات، أعلنت نجاح حملة مبيعاتها عبر الإنترنت خلال فعالية هواوي ميجا، التي حققت إجمالي مبيعات بقيمة 1,050,000 خلال أول 30 دقيقة فقط، حيث شهد الحدث عروضاً كبيرة على مجموعة منتجات هواوي الواسعة، بما في ذلك الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء والأجهزة الصوتية وأجهزة الحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية. وتسعى رؤية هواوي الاستراتيجية إلى جلب الحلول الرقمية لكل شخص لإنشاء عالم ذكي متصل بالكامل، يتحكم فيه الهاتف الذكي.
الإمارات الأكثر ديناميكية
من جانبها قالت مينج يوان، المديرة العامة لشركة ريلمي في منطقة الخليج: «كان للوباء تأثير سلبي في السوق، لكن نشعر بالتفاؤل حيال السوق الإماراتية. وبصفتها السوق الأكثر ديناميكية من الناحية الاقتصادية على مستوى المنطقة، فإننا نثق بأن سوق الإمارات سيتعافى قريباً».
وأضافت يوان: «بالتأكيد أن الإمارات هي الدولة الرائدة في شبكة الجيل الخامس إقليمياً وعالمياً، ونتطلع قدماً لتوفير أحدث التقنيات لعملائنا، ونأمل أن يستفيد مزيد من الشباب من مزايا الجيل الخامس بأسرع وقت ممكن، ونتوقع إطلاق هواتف متوافقة مع شبكة الجيل الخامس خلال العام المقبل». 
وقالت يوان: «نلاحظ أن مبيعات الهواتف الذكية في الإمارات عبر مواقع التجارة الإلكترونية شهدت زيادة بوتيرة متسارعة خلال الأشهر الماضية، وهذا يعتبر تغيراً ملحوظاً في النمط التجاري للشركات العاملة في السوق وسيسهم في النمو على نحو متزايد خلال العام المقبل».